الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس قهري من الشرك.. كيف أعالجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 18 سنة، وأعاني من الوسواس القهري من الشرك منذ أكثر من سنة، في داخلي يتكرر قول: يا قدير، بدون قصد، ومن دون إرادة، فهل أكون قد أشركت؟ وما هو الحل؟

أرجوكم ساعدوني، أخاف أن أكون قد أشركت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رررر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يَمُنَّ عليك بعاجل العافية والشفاء من الوساوس.

ثانيًا: اعلمي –أيتها البنت الكريمة– أن الوسوسة داءٌ مستطيرٌ وشرٌ عظيمٌ، لا يجوز أبدًا أن تستسلمي له وأن تتركي الأخذ بالأسباب للتخلص منه، فإنه شرٌ عظيمٌ، يُفسدُ عليك حياتك ويُوقعك في أنواع من الحرج والضيق والمشقة، ويُكرّه إليك التديُّن، ولهذا ندعوك إلى الأخذ بالأسباب للتخلص من هذا الشر.

واعلمي أولاً أن هذا لا يضرك في دينك أبدًا، فإن خوفك من هذه الوساوس ونفورك منها أمرٌ يدلُّ على وجود الإيمان في قلبك، فلا تقلقي بسبب هذا، واعلمي أن الله سبحانه وتعالى رحيمٌ بك، يُقدّر عليك من الأقدار ما فيه خيرٌ لك، ولكنك مأمورة بالأخذ بالأسباب الشرعية للتخلص من هذا الشر.

وأهم هذه الأسباب الوصية النبوية الجامعة التي أخبر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- الموسوس على سبيل التخلص من هذه الوسوسة، في قوله صلى الله عليه وسلم: (فليستعذ بالله ولينته)، وقال: (وليقل: آمنت بالله)، فهذه ثلاث وصايا نبوية:
- أولها: اللجوء إلى الله والاستعاذة.
- الثاني: الانصراف تمامًا عن التفكير في هذه القضايا والاشتغال بأي شيءٍ ينفع من أمر الدين أو أمر الدنيا.
- الثالث: كثرة ذكر الله وملازمة ذكر الله.
فإذا فعلت ذلك تخلصت -بإذن الله تعالى- من هذا الشر.

أمَّا ما ورد في قولك أنه يتكرر في داخلك قول (يا قدير): فهذا أيضًا أثر من آثار هذه الوساوس، فلا تلتفتي إليه، وتلفظك بكلمة (يا قدير) لو تلفظت بها حقيقة بلسانك فإنها مناداة ببسم الله تعالى (القدير)، ودعاء له، فليس فيه ما تخافين منه، فهو مثل قولك (يا الله) و(يا رحمن) و(يا رحيم) وغير ذلك، فلا تلتفتي إلى هذا الوسواس، وخذي بالأسباب التي ذكرناها لك لمداواتها ومدافعتها.

نسأل الله أن يُذهب عنك كل مكروه وبأس، وأن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً