الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صحح ولا تجرح.. ما تعليقكم على هذه المقولة؟

السؤال

ما المقصود من قاعدة (نصحح ولا نجرح)؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

هذه الكلمات تُقال عن بعض الدعاة والعاملين في تربية الناشئة من أبناء المسلمين، ويقصدون من ورائها النصح للشباب المسلم بأن يشتغل بما هو نافع ومثمر ومجدٍ، وهو الاشتغال بتصحيح الأخطاء إن وُجدت، وعدم الانشغال بتجريح الأشخاص القائلين بهذه الأخطاء.

وهذه القاعدة ليست من القواعد التي نَطَقَ بها علماء الأُمَّة المتقدّمون، ولذلك لا يصح أبدًا أن نجعلها محورًا للبحث والاختلاف، وإنما يُنصح الطالب بأن يرجع إلى القواعد التي وضعها علماء المسلمين في كيفية التعامل مع الخلاف.

وتراثنا الإسلامي ولله الحمد مليء ببيان الآداب والضوابط التي لابد من مراعاتها عند تعاملنا مع مسألة وقع فيها النزاع والخلاف بين الناس، فكُتُب أصول الفقه يُبحث فيها مواطن الإنكار وعدم الإنكار، وكيفية هذا الإنكار، وكُتُب الجرح والتعديل يُبيّن فيها العلماء أيضًا ما الذي لابد فيه من الجهر والإفصاح من الجرح وما الذي يُسكت عنه، وكلمات السلف في هذا وفيرة، وهي كلها تؤدي إلى نفس المقصود من هذه العبارة، وأن مَن لا يُحسن ولا يُتقن العلوم ومعرفة كيفية التعامل مع أصحاب المقالات؛ فإن عليه أن يشتغل بما هو نافع له ولغيره من المسلمين، وهو النصح والتحذير من الخطأ وبيان ما هو صواب.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً