الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يفرق في المعاملة بيني وبين أختي.. أرجو النصيحة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبي يفرق في المعاملة بيني وبين أختي، ودائمًا أختي صح وأنا على الخطأ!

زوَّجها، وجهزها، ودعَّمها هي وزوجها 4 سنوات، وقام بتوفير فرصة عمل لزوجها، وفي الأخير كتب لها شقة العائلة باسمها، ودفع نصف المبلغ، ويدعي أنها دفعت النصف الآخر، فواجهته وقلت له: لا مانع عندي أن تدفع لي النصف وأختي النصف؛ لكي يكون لي حق في دخول الشقة بعد ذلك؛ فرفض.

أختي تتجنبني رغم أني لا أستخسر فيها شيئًا ولا أبخل عليها في شيء، وأنا أدعمها دائمًا، مع العلم أني تحملت نفقة حجَّه وعمرته، ومع ذلك فهو دائم التفرقة بيني وبين أختي حتى في الحب بيننا، فلا يتصل بي إطلاقًا.

واجهته أكثر من مرة دون فائدة، بل يتعمد قول غير الحق فيّ للقريب والغريب، وذلك لتشويه صورتي، وتعبت من تبريراته طول الوقت، وبسببه تنشب خلافات بيني وبين أختي، ودائمًا يراها على الحق.

انصحوني: هل أتجنبه أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك - أخي الكريم - في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يُقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

أخي: تتجنب من؟ تتجنب أباك! أباك الذي أوصاك الله ببره، وجعل رضاه مقترنًا برضائه عنك! أباك الذي اجتهد عمره كله ولم يدخر في حقك شيئًا حتى صرت رجلاً؟! هل يُعقل -يا أخي- أن تقول ذلك لمجرد أنه فضَّل أختك عليك؟!

أخي الكريم: خذها مِنَّا ونحن لا نعرفك، ولكن نريد لك الخير: لن يحبك أحد في الدنيا أكثر من هذا الأب الذي تسأل عن تجنُّبه، لن يتمنى أحد من أهل الأرض سلامتك وعافيتك كما يتمناها هذا الأب لك، لن يحرص عليك أحد من أهل الأرض حرص هذا الوالد عليك.

أخي: إن البر بأبيك والإحسان إليه واجب وإن أخطأ أبوك، البر به ليس معاوضة، أي ليس مرتبطًا بإحسانه إليك، بل هو مرتبط بالأبوة كأصل، أعطاك أو منعك، ولذلك نجد الله عز وجل يحث الأبناء على البر حتى بآبائهم الذين يأمرونهم بالكفر بالله العظيم، فكيف بما دون ذلك؟!

ثم أمر آخر: اعلم -بارك الله فيك- أن الفطرة التي أودعها الله في قلوب الآباء لا يمكن تجاوزها، وما تظنه أنت تفرقة في الحب بينك وبين أختك لا يمحو محبتك، ولا يجب أن يُنسيك حب والدك لك، بل ينبغي أن تفهمه بطريقة أخرى، وهي أن الآباء دائمًا يخافون على بناتهم؛ بحكم طبيعة البنت وضعفها، فيخشى عليها والدها من تقلُّب الأيام وسوء حالها وظلم زوجها وأهله لها؛ فلذلك قد يخصُّها بالاتصال أكثر منك وبما ذكرت من عطايا، وأما أنت فقد وكلك إلى رجولتك وقوتك؛ كونك رجلاً لك استقلاليتك، وتستطيع فعل ما لا تفعله الأنثى.

ثم ما سبب تصرُّف والدك معك بأن يتعمد قول غير الحق عنك؛ هل يا ترى واجهت والدك بحدة؟ وإذا لم يكن كذلك؛ فمعناه أن تفهم طبيعة الوالد، وتليِّن له، ولا تناقشه في هذه المسائل ما دام يكرهها، وسوف تسمع دعواته لك.

أخي: إننا ننصحك بما يلي:

1- أن ترحل إلى أبيك وفورًا، وأن تقترب منه، وأن تحاول أن تسترضيه، فبرُّه طريق إرضاء الله عليك.
2- أن تحسن إلى أختك حتى يطمئنَّ عليها، وأن تعلم أن ذلك من صلة الرحم التي تأخذ أجره في الدنيا والآخرة.
3- ألَّا تُفسر أي حدث بطريقة سلبية، بل اتهم نفسك ولا تتهم والدك.
4- أن تكثر من الدعاء أن يعينك الله على بِرِّه، وأن يوفقك الله إلى ذلك.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً