الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أرغب بخطبتها تنشغل عني فهل أنسحب وأتركها؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت على فتاة عن طريق خالي بغرض الارتباط، وحاليًا نحن نتحدث لحين موعد الخطبة، بعد عودة والدها من الخارج بعد شهرين -إن شاء الله-.

مشكلتي أني دائمًا أشعر منها التجاهل وعدم الاهتمام، وأنها دائمًا مشغولة في حياتها، بعض الأوقات أشعر أنها سعيدة معي، وبعض الأوقات أشعر أني غير مهم بالنسبة لها، وأنها قد لا تسأل عني لأيام، بحجة أنها مشغولة، وتتأخر دائمًا في الرد على رسائلي على الواتساب، وهذا أيضًا بحجة أنها مشغولة.

هي إنسانة هادئة ومتدينة ومحترمة، وأهلها محترمون، لكني أشعر منها التجاهل، مع أننا نسكن بالقرب من بعضنا البعض، مسافة 5 دقائق، وعلى الرغم من ذلك أجد صعوبة في مقابلتها، لكونها دائمًا مشغولة، حتى الآن لا أستطيع التحدث معها بشكلٍ كافٍ، أريد التحدث معها لنخطط لحياتنا، ونعرف الخطوات القادمة، ونخطط لمستقبلي معها.

كما يجب أن نتعرف على بعضنا البعض جيدًا، ونناقش كل شيء، لتكون عارفة عني وأعرف عنها كل شيء، لكن -للأسف- لا أستطيع فعل ذلك، لأنها دائمًا مشغولة.

حرفيًا أنا متعب نفسيًا من هذا الموضوع، ولا أعرف ماذا أفعل، هل أكمل الخطبة، أم أنسحب بهدوء، حفاظًا على كرامتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ karim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابننا وأخانا الفاضل – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يجمع بينكم في الخير، وأن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

بدايةً نحب أن ننبه إلى أن هذه المرحلة ليس من المصلحة التوسُّع فيها في الكلام، خاصَّةً وأن العلاقة لم تأخذ شكلها الشرعي، فنتمنّى أن تتفهّم هذا الوضع، وأرجو أن تستفيد من فترة وجود أهلها عندما يعودون؛ ليتحوّل هذا التعارف إلى خطبة، وعندها من حقك أن تسأل عنها، ومن حقها أن تسأل عنك، والخطبة ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج، لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا تبيح له الخروج بها، ولا تُبيح له التوسُّع معها في الكلام، وإنما الهدف من الخطبة معرفة الأشياء الأساسية (الدّين، الدراسة، طرائق التفكير)، وهذا أيضًا ينبغي أن يكون في حضور محارمها، أو في مكانٍ تتوفّر فيه القواعد والضوابط الشرعية لمثل هذه اللقاءات.

وعليه أرجو ألَّا تقف طويلًا أمام هذا الذي يحدث، فالعبرة بأن تتحول هذه العلاقة إلى علاقة لها غطاء شرعي، تبدأ بخطبة رسمية، ثم بعد ذلك طالما وجد الدّين، وأنت تمدح أهلها، وهم يمدحون أهلك، ووجد التفاهم، والتقارب، والارتياح، والانشراح؛ فإنا نطالبكم عند ذلك أن تحولوا هذه العلاقة إلى عقد زواج؛ لأنه (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

الشريعة تُركّز على أن تبحث أنت عن الدين، فتوجهت إليك فقالت: (فاظفر بذات الدّين تربت يداك)، وتوجهت بالحض للفتاة وأوليائها فقالت: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فإذا حصل هذا وحصل الوفاق والتلاقي بينك وبينها، والارتياح والانشراح، وكذلك التفاهم بين الأسرتين؛ فعندها نُردد (خير البر عاجله).

ولا نفضّل هذا التطويل في أمر الخطبة، وأرجو أن تلتمس لها العذر، ونقول: حتى لو تجاوبت معك نتمنّى في هذه الفترة ألَّا تتوسَّعوا في المكالمات وفي العلاقات؛ لأن كل هذا خصم على الرصيد العاطفي الحقيقي، واحرصوا دائمًا على أن تكون العلاقة منضبطة بقواعد الشرع، حتى يُبارك لكم ربنا العظيم في هذه العلاقة.

نسأل الله أن يجمع بينكم في الخير وعلى الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً