الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة والأمل في الزواج بعد علاقة محرمة، هل يصلحني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا لم أكتب استشارة من قبل، فاعذروني إن كان أسلوبي غير مناسب.

دخولًا في الموضوع: كنتُ أحب شخصًا منذ ثلاث سنوات، ونعم كنا في علاقة محرمة -عافاكم الله وغفر لي-.

منذ ستة أشهر قررنا أنا وهو أن ننهي هذه العلاقة ونبدأ بتخطي مشاعرنا، وأنا الآن مضطربة، لا أستطيع التوقف عن التفكير بالزواج منه، على الرغم من أنني في فترة امتحانات لعام دراسي مهمٌّ جدًا، وأفكر في مستقبلي التعليمي، يعني عندي وساوس خالصةً من كل جهة.

الأمر الذي كنت أريد السؤال عنه: أني لا زلت أعتقد أو متأكدة أنه الشخص الأنسب لي، ولا أعلم كيف، وأدعو الله بأن يجعله من نصيبي، وأن يُخرج مشاعر الحب المحرمة والفتنة من قلبي في نفس الوقت.

الفكرة: أنني وجدت قصصًا لأناس كانوا في علاقات محرمة، وبعد توبتهم من هذا الطريق تمامًا ودعائهم المتكرر، تزوجوا بمن كانوا معهم، وهذا أصلًا خفف عليَّ أمر أن أبتعد عنه؛ لأنه ربما ربي يُقربني منه مجددًا في الحلال، ولكني -يا شيخ- أنا خائفة أن يكون دعائي هذا فيه إبقاء لمشاعري، وأني هكذا لن أتخطى المشاعر، ويمكن أن أرجع له ثانيًا.

هو عازم أن يخطبني، وهو ليس شخصًا سيئًا، ولكن الوضع عندنا في البلد أن الأهالي يرفضون الخطبة لأبنائهم غالبًا إلَّا بعد الجامعة التي يمكن أن تكون خمس أو سبع سنوات (للأسف) فهل بدعائي أكون علقت نفسي بأملٍ زائفٍ، ومنيّت نفسي بالرجوع إليه؟

أخاف أن أضيع شبابي في دعاء وانتظار شخصٍ، ولا يستجيب ربي لي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يغفر لك، وأن يعفو عنك، وأن يسامحك على ما وقعت فيه من زلل، وأن يثبتك على الحق، إنه جواد كريم.

أختنا: لقد آلمنا جدًا حديثك، آلمنا على صغر سنك أن تقعي في هذا الذنب العظيم، آلمنا أن تعصي الله الذي سترك، ولو رفع عنك ستره لكانت مصيبة لا يعلم بها إلا الله، لكنا نحمد الله الكريم على ستره لك، ونحمده كذلك على توبتك، ونسأله أن يوفقك لكل خير.

أختنا: دعينا نقول لك بصراحة: آخر ما ينبغي أن تفكري فيه زوجًا هو هذا الذي وقعت معه في الحرام؛ لأنه إن تزوجك- وهذا قليل- سيظل محاصِرًا إياك بتلك الخطيئة، وسيظل دائم الشك فيك، ونحن قد وصلتنا آلاف الرسائل في هذا الاتجاه، خلاصتها أن 80 % ممَّن وقعوا في الحرام لم يتزوجوا، و20 % تزوجوا ممَّن أخطؤوا معهنَّ، وأكثر تلك النسبة أفضت إلى الطلاق؛ لذا ابتعدي عن التفكير في هذا الشاب تحديدًا.

ثانيًا: سيظِهر لك الشيطان أن هذا الشاب هو الأفضل والأنسب، بل وسيظهره لك على أنه الوحيد الذي سيفهمك، والوحيد الذي يمكن أن تحبيه، والوحيد الذي لا يمكنك الاستغناء عنه، وكل هذا وهم من الشيطان حتى يبقيك أسيرة لهذا الفعل المحرم بوسائل متعددة.

ثالثًا: إذا أردت النجاة (أختنا) فافعلي ما يلي:

1- توبة صادقة، وعزمًا أكيدًا على عدم العودة.
2- قطع كل تواصلك مع الشاب، ومسح كل وسيلة تواصل كانت معه، ومسح كل الرسائل التي بينك وبينه، وتغيير رقم هاتفك حتى لا يصل إليك.
3- التعرُّف إلى أخوات صالحات، والابتعاد عن رفقة السوء متى ما وُجِدَتْ.
4- زيادة معدل التديُّن عندك، فإنك كلما اقتربت من الله ابتعدت عن تلك الهواجس.
5- الابتعاد عن الفراغ، فإنه حديقة الشيطان لاستدراجك إلى ما حرم الله.
6- وضع أهداف لك (دينية، وتعليمية، واجتماعية)، وتحديد وسائل حتى تصلين إلى ما وضعت من أهداف.
7- الاقتراب أكثر من والديك، وخاصة والدتك والاحتماء بعد الله بكثرة الحديث معهم.

وأخيرًا: قد سترك الله (أختنا) في ما مضى، لكن اعلمي أن الله يُمهل ولا يهمل، وأن لله غضبة نعيذك بالله منها، فاحذري الرجوع إلى ما كنت عليه، واحذري خطوات الشيطان، فإنه قد يستدرجك بوهم الزواج منه، وإذا أتاك خاطب صالح، فاحذري أن تخبريه بشيء من ذلك.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً