الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مكتئب وأتعاطى الكوكائين وحالتي النفسية سيئة جداً!

السؤال

أنا مكتئب ومدمن على ليريكا، وبسببها أتعاطى كوكائين، حالتي النفسية سيئة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك سؤالك المختصر الذي لخص كل الموضوع.

فكما ذكرت -أخي الفاضل- أنك تعاني من الاكتئاب، وإدمان أو تعاطي اللاريكا والكوكايين من الطبيعي أن تشعر معه بالاكتئاب النفسي لأكثر من سبب، ومن هذه الأسباب أن هذه الأدوية -مثل اللاريكا- تجعلك تشعر بالنشوة، ولكن ما إن ينتهي تأثيرها في جسمك، فإنك تدخل في حالة الاكتئاب النفسي، وهذا عادةً ما يدفع المدمن إلى الاستمرار في التعاطي ليشعر بتلك النشوة التي حصل عليها من التعاطي، وهذا من أهم عيوب مثل هذه الأدوية الممنوعة، أو بعبارة أدق (المخدرات).

أخي الفاضل: إن علاج الاكتئاب يجب أن يكون بالنسبة لك أمرًا ثانويًا، بينما الأولوية الأهم هي التوقف عن تعاطي اللاريكا والكوكايين، وهذا أمر صعب أن تقوم به بنفسك، فكلا المادتين شديدتا الإدمان، ولابد من أن تراجع أحد المراكز المتخصصة في علاج الإدمان طوعًا، إذ يُعفى من المساءلة القانونية، ويصبح التعامل معه موضوعًا طبيًا في علاجه من هذا الإدمان.

فأرجو ألَّا تتردد أو تتخوف من مراجعة المركز المناسب في الجزائر، أو في مدينتك لعلاج مثل هذه الحالات من الإدمان الشديد.

واطمئن -أخي الفاضل- أنه عندما تتوقف وتتعافى من تعاطي هاتين المادتين، فإن الاكتئاب يمكن أن يزول من تلقاء نفسه -بإذن الله عز وجل- وإذا لم يذهب تلقائيًا يمكن بعدها علاجه بالأدوية، أو العلاج النفسي، أو كليهما معًا.

أمَّا أن نعالج الاكتئاب بينما تستمر في تعاطي اللاريكا والكوكايين، فهذا أمر يخالف كل السياسات والإجراءات الطبية المناسبة.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر لك سبل التعافي لتستعيد حياتك بعيدًا عن التعاطي والإدمان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً