السؤال
السلام عليكم.
هل يجوز التعارف مع فتاة عبر الجوال بقصد الزواج؟
السلام عليكم.
هل يجوز التعارف مع فتاة عبر الجوال بقصد الزواج؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مناد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهل يستطيع الإنسان معرفة أخلاق الفتاة ودينها من خلال الجوال؟ وهل سُدت أبواب التواصل ولم يبق إلا هذا الباب؟ وهل يمكن للفتاة أن تبين ما في نفسها من سلبيات، وماذا تريد أن تقول من خلال الجوال؟ وهل مجرد سماع الصوت والكلمات وربما الضحكات يحقق التعارف؟
أرجو أن يعلم شبابنا أن شريعتنا العظيمة وضعت الحلول الصحيحة النافعة وأرادت للحياة الزوجية أن تقوم على القواعد الثابتة، فشرعت لمن أراد الخطبة أن يطرق الباب وينظر لمن يرد الارتباط بها بعلم أهلها وحضور بعضهم، وأن يكلمها ويسألها ويسألهم وهذا الأمر يحقق التعارف للجميع كما أن لكل طرف أن يطلب فرصة للسؤال ويطلب زيارة الأهل لإتمام التعارف، فإن حصل التوافق وتمت الموافقة وانعدمت الموانع كان للخاطب ومخطوبته أن يتكلموا في الأمور المهمة وبقدر الحاجة، فمن مصلحة الجميع أن تتم الأمور بسرعة؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج؛ ولأن التعارف الكامل لا يحصل إلا بعد الرباط الشرعي حيث تظهر الإيجابيات وإلى جوارها السلبيات، ويتذكر الجميع عظمة الأمانة وروح المسؤوليات.
وقد أسعدني سؤالك هذا وهو دليل على أنك على خير وفيك الخير، فحافظ على هذه الروح واتخذ وسائل شرعية للوصول إلى الفتاة حتى يبارك الله لك فيها، وإذا تمكنت من إرسال من ينقل لها مشاعرك ويسألها عن رأيها، ويتأكد من عدم ارتباطها ثم يسألها عن محارمها فإن ذلك الخير، وفيه كذلك رفع للحرج وإبعاد لروح المجاملة، ولست أدري هل هي جارة أو هناك معرفة بأسرتها أم لا؟
ولست أدري كيف تحصلت على رقم هاتفها، ولماذا لم تتعرف على المعلومات الأخرى؟
وأرجو أن تعلم أن البدايات الصحيحة سعادة للجميع؛ لأن الإنسان لا يملك مشاعره وقد يحال بينه وبين ما يريد؟
وإذا أعجبتك الفتاة فاسأل عن دارها واطلب يدها، وتعرف على أحوالها عن قرب، واصطحب أسرتك وأهلك، واستخر ربك فإن الخير بيديه سبحانه، وشاور من حضرك، واسأل التوفيق من ربك فإذا عزمت فتوكل، وإن وجدت في نفسك نفورا أو رأيت من أحوالها ما لا يعجبك فأحسن الاعتذار، واحفظ الأسرار واحترم مشاعر الصغار والكبار، وأسأل الله أن يوفقك ويوفقها لسلوك سيرة الأخيار فإن في ذلك سعادة الدنيا والنجاة من النار، وهذه وصيتي لك بتقوى الله وباتباع رسوله المختار، ثم بالمواظبة على الأذكار وصحبة الأخيار.
ونسأل أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به ومرحباً بك في موقعك وشكراً على تواصلك.
وبالله التوفيق والسداد.