الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناول عقار (الزيروكسات) بجرعات كبيرة وآثار ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتناول دواء الزيروكسات منذ أربعة أشهر، وقد زالت المخاوف والأعراض الأخرى ولله الحمد، وأشعر بالراحة النفسية والفكرية، وقد أثر ذلك على الصحة البدنية حيث زاد وزني قليلاً بشكل أجمل من قبل، وانطلقت نحو الحياة دون خوف إلا من رب العالمين.

ولكن مشكلة ارتعاش الأطراف ما زالت مستمرة، بل زادت قليلاً عن السابق، وينتابني ارتعاش بالجسم لعدة ثوانٍ عدة مرات باليوم، فهل هو من تمارين الاسترخاء أم من الدواء؟ وهل هذه الرعشة ستظل معي طوال حياتي؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا التحسن الذي طرأ على حالتك يجب أن يكون دافعاً ومحفزاً لك؛ من أجل مزيد من التحسن ومزيد من أجل أن تستثمر وقتك بصورة صحيحة وأن تكون فعالاً.

وأعتقد أن إرادة التحسن لديك أصبحت عالية بفضل الله، وهذه واحدة من أهداف العلاج التي ننشدها، ونقول أن الأدوية تفيد ولكنها لا تفيد في كل شيء، ولكي يكتمل العلاج بصورة صحيحة لابد من أن يكون للإنسان الدافعية والرغبة والإرادة نحو التحسن، فهذا أمر ضروري، وأنت بفضلِ الله وصلت لهذه المرحلة فيما أعتقد، فأسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا وعلى جميع المسلمين الصحة والعافية.

وأما فيما يخص الرعشة فهي دليل على وجود بقايا القلق النفسي، والإنسان حين يكون حساساً قد يستشعر هذه الظاهرة الفسيولوجية بصورة أوضح، هذا الإحساس يعطيك الشعور بوجود هذه الرعشة، ولا أقول أن هناك توهماً ولكني أقول أنه ربما تكون هي بالبساطة التي يجب أن لا تعطيها اهتماماً، ولكن انشغالك بها وتركيزك عليها يعطيك هذا الاستشعار الفسيولوجي الزائد.

وأما السبب الثاني الذي يمكن أن يفسر هذه الرعشة هو أن هناك دراسات تشير إلى أن تناول عقار زيروكسات بجرعة كبيرة إذا تناوله الإنسان - خاصة لدى صغار السن - لمدة طويلة هذا ربما يؤدي إلى ظهور رعشة بسيطة وهي تعتبر ظاهرة حميدة وليست خطيرة مطلقاً، ولا ننصح بالتوقف عن تناول الدواء لهذا السبب.

وأما بالنسبة للاسترخاء وتمارينه المعروفة فهو لا يؤدي مطلقاً إلى الرعشة، بل على العكس تماماً يساعد في إزالتها وذلك عن طريق بسط واسترخاء العضلات.

بقي أن أقول لك أن لا تجعل هذه الرعشة سبباً في زيادة قلقك فهي إن شاء الله بسيطة ولن تبقى معك طول حياتك، وأود منك أن تتناول جرعة صغيرة من عقار يعرف باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) فهو دواء متميز في إزالة مثل هذه الرعشة، والجرعة المطلوبة من الإندرال هي عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله، ولكن لا مانع أن تتناوله عند اللزوم بمعنى أنك إذا شعرت بهذه الرعشة فيمكن أن تتناول الإندرال بجرعة عشرة إلى عشرين مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أو أربعة أيام.

وكنوع من التحوط الطبي أرجو أن تقوم بفحص وظائف الغدة الدرقية لأنه في بعض الحالات يؤدي زيادة إفراز الغدة الدرقية إلى ظهور هذه الرعشة، ولا أتوقع أي خلل في وظائف الغدة الدرقية بإذن الله، ولكن هذا نوع من التحوط، وحتى يكون الإرشاد الطبي والنفسي مكتملاً، نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والمعافاة لجميع المسلمين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً