السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أسأل: كيف أتحكم في نفسي عند الغضب، وخاصة عند التحدث مع الوالدين؟ أنا أعلم جيداً فضل الوالدين وأن بر الوالدين فرض، وأعلم عقوبة عقوقهما، ولكني أحياناً لا أتمالك نفسي عند الغضب! وجزاكم الله كل خير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أسأل: كيف أتحكم في نفسي عند الغضب، وخاصة عند التحدث مع الوالدين؟ أنا أعلم جيداً فضل الوالدين وأن بر الوالدين فرض، وأعلم عقوبة عقوقهما، ولكني أحياناً لا أتمالك نفسي عند الغضب! وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Youmna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله أن يجعلكِ بارة بأمكِ وأبيكِ، وأن يمنحكِ رضاه سبحانه، والذي هو مشروط برضاهم، وكما لا يخفى عليك بأن عقوق الوالدين من الكبائر، عافانا الله وإياكِ، وبالمقابل أختي الفاضلة المصلية الصائمة العارفة لحقوق ربها الذي أمرها أن تصاحبهما في الدنيا معروفاً وإن دعواكِ إلى أكبر جريمة ترتكب على وجه الأرض وهي الشرك بالله، ومع ذلك أبقى البر لهما، كل هذا يدل على أن لهما الفضل.
والأمر الآخر: اعلمي -حفظك الله- بأن هناك الكثير من الآباء والأمهات بعد أن يتقدم بهم العمر تكون لهم نفسيتهم الخاصة وآراؤهم الخاصة، ويكون صبرهم قد قل، ويريدون الأمور تسير على مزاجهم دون أن يعارضهم فيها أحد، خاصة من الأبناء، لأنهم يفهمون بأن الأوامر يجب أن تكون منهم والطاعة من الأبناء، ولا نقاش في هذا الأمر.
فما عليك إلا اللين والبشاشة مع هذين الضيفين العزيزين، واعلمي بأن والديك جعلاكِ في رأس أولوياتهم، وحبهم لكِ لا يشك فيه أحد، وحرصهم على مصلحتك ومستقبلك أكثر من حرصهم على مستقبلهم، فاحمدي الله على أنكِ تنعمين بنعمة حرم منها الكثير، فأوصيك بالدعاء لهما وذكر إحسانهم لكِ، وابحثي بل وتحسسي حوائجهم، ولا تدعيهم يسألون حاجة، وإن بادرت إليهم فإنما تبادرين بالسير إلى رضا الله والجنة.
وأختم بهدية المربي صلى الله عليه وسلم عندما أوصانا إذا غضب أحدنا وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع، ولكن حتى لا يفوتك شيء من الأجر لا تطبقي هذا الحديث أمامهم، حتى لا يفهما أنكِ قد غضبتِ منهما، فهذا قد يزعجهما، وأنت أختي الفاضلة تطلبين رضاهم لا إزعاجهم، ولا أحب الزيادة في الكلام لأنك في رسالتكِ ذكرت بأنكِ تعرفين فضل الوالدين وفضل الطاعة لهما، فما عليكِ إلا أن تخفضي صوتك وتتجنبي ما يكرهون، فهما جنتك ونارك.
ونسأل الله لك رضا الوالدين، والتوفيق في الدارين.