السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي أنني طيبة القلب زيادة عن اللزوم، فأنا لا أحب أن يغضب مني أحد حتى لو كان الحق معي! مثلاً: عندما تحدث مُشادة كلامية (حوار شديد) بيني وبين إحدى زميلاتي فإنني أحاول أن أنتقي الكلمات والعبارات التي لا تزعجها ولا تحزنها، مع أن الحق يكون معي وتكون هي المخطئة وتكون مصرة على خطئها، ولكنني بدل أن آخذ حقي تراني قلقة على مشاعرها، وحتى في بعض الأحيان لشدة طيبتي ينقلب الوضع وأصبح أنا المخطئة.
كل هذا لأنني لا أستطيع أن أقيم الحجة عليها مع أنني قادرة، ولكن خوفاً على مشاعرها، والمشكلة الأكبر إذا حصل موقف بين صديقتين لي تراني منصفة، مع أنني أعرف الحق مع مَن إلا أنني أحاول أن أرضي الطرفين، وأجد صعوبة في قول الحق خوفاً من أن أجرح مشاعر إحدى الصديقتين!
لا أعرف ماذا أفعل؟ هل أقول الحق ولا أهتم إذا جرحت مشاعر أحد أم أستمر على طريقتي أم ماذا؟
دائماً أقول لنفسي: يجب ألا أكون بهذه الدرجة من الطيبة وأجعل الغير يأخذ حقي، يجب أن أدافع عن حقي، ولكن أرجع وأقول: ما الفائدة من العنف والشجار على أمور دنيوية؟! ودائماً عندما أكون في موقف بين أن أغضب أحداً أو آخذ حقي أتخيل نفسي أنني ميتة وأنني لن أستفيد من جرح مشاعر الآخرين وأتنازل عن حقي، وحتى يكون الأمر واضحاً إليكم مثالاً:
استعارت إحدى صديقاتي مني كتاباً، وعندما انتهت منه طلبته صديقة أخرى مني فطلبت من الأولى إرجاعه فتأخرت، فأصبحت أذكرها به، فأخذت تتحجج بأنها لا تملك الوقت للبحث عنه بين كتبها لأنها مشغولة بزفاف أخيها، وبعد شهر ضاقت وغضبت صديقتي الأخرى وبعثت إليها برسالة تخبرها أنها تريد الدفتر وإلا أسمعتها كلاماً غير لائق، وحصلت مشكلة بينهما وأدخلتاني في الموضوع لأنني صاحبة الكتاب، وأنا مع علمي بأن الخطأ على صديقتي الأولى لأنها تأخرت في إرجاع الكتاب إلا أنني لم أستطع أن أقول ذلك خوفاً على مشاعرها.
قد يبدو الموقف سخيفاً، ولكن هذا مثال واحد من أمثلة ومواقف أخرى كثيرة تحدث معي وأعجز فيها عن قول الحق.
ترى هل ينطبق علي قول: الساكت عن الحق شيطان أخرس؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
وآسفة على الإطالة، وشكراً.