الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقضي على الاكتئاب من دون أدوية؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الوسواس القهري منذ مدة طويلة جداً, بدأت في العلاج قبل نحو عشر سنوات بعلاج (الفافرين ) و (النافرانيل) والآن ومنذ ثلاث سنوات عندما أتوقف عن العلاج أشعر باكتئاب وحزن, وعدم الرغبة في أي شيء, وأنا الآن لا آخذ الدواء إلا عند الاكتئاب تقريباً, ثلاث مرات في الأسبوع, وقد تركت الانتظام في العلاج من قبل من تلقاء نفسي, وأنا أخشى أن يكون العلاج سبب لي إدماناً, كيف أتخلص من الدواء ومن الاكتئاب؟

أرجو منكم إفادتي، ولكم خالص شكري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يعرف أن (60%) من الذين يعانون من الوسواس القهري يعانون أيضاً من درجة بسيطة إلى متوسطة من الاكتئاب النفسي, لذا نجد الأدوية المضادة للاكتئاب هي نفس الأدوية المضادة للوساوس.

الوسواس بصفة عامة مرض مزمن بعض الشيء, ولذا نقول للإخوة الأفاضل لا تتعجلوا أبداً في التوقف عن العلاج الدوائي, ولابد أن يكون هنالك سعي حسي لتحقير فكرة, أو الفعل الوسواسي يحقر تماماً ويتجاهل تجاهلاً كاملاً, وأن يقوم الإنسان بفعل الضد, هذه هي الوسائل السلوكية المهمة جدا لعلاج الوساوس, وكذلك لتحسين المزاج.

أضف إلى ذلك أريدك أن تكون أيضاً إيجابياً في تفكيرك؛ لأن الاكتئاب النفسي يجعل الإنسان يفكر بصورة سلبية, لذا نعتبر التفكير الإيجابي كأفضل مضادات الاكتئاب، وأنت حقيقة محتاج إلى أن تبحث عن عمل، العمل يعطي الإنسان شعوراً بقيمته الإيجابية, ويعطيه الشعور بأنه مفيد لنفسه, ولغيره, وفي ذات الوقت هو مصدر من مصادر الرزق, وتطوير وبناء المهارات، فيا أخي الكريم لا بد أن تبحث عن عمل, هذه نصيحتي لك, وهذه وصيتي لك, وأعتقد أن ذلك سوف يحل كثيرا من مشاكلك النفسية.


بالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب والوساوس مثل الفافرين والانفرانيل, هي أدوية غير إدمانية, أنا أؤكد لك ذلك، أحد الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها بعض الإخوة الأفاضل هو أن يكون العلاج غير منتظم, أو تكون الجرعة غير صحيحة، فإن استطعت أن تراجع الطبيب النفسي ليشرف على علاجك الدوائي بصورة جيدة وملزمة, هذا سوف يكون أمراً جيداً، وإن لم تستطع ذلك فأنا أقول لك في هذه المرة يمكن أن تجرب عقار بروزاك؛ لأن البروزاك ذو فائدة عالية -خاصة في علاج الوساوس وكذلك الاكتئاب-.

الفافرين دواء متميز, لكن نسبة لتجاربك السابقة مع الفافرين والأنفرانيل, يمكن أن تنتقل الآن إلى البروزاك, والذي يعرف باسم فلوكستين, الجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة في اليوم (20) مليجراما, تناوله بعد الأكل لمدة شهر، وبعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلا كبسولة واحدة في اليوم, واستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء.

أهم معيار ووسيلة لنجاح العلاج هو الالتزام التام بالجرعة ومدة العلاج، فكن حريصاً على ذلك، ومن خلال تطوير المناهج السلوكية التي تحدثنا عنها، بعد التوقف عن العلاج غالباً -إن شاء الله تعالى- لن تأتيك الأعراض الاكتئابية أو الوسواسية, وكما ذكرت لك سلفاً إذا استطعت أن تقابل الطبيب النفسي هذا فيه خير كثير بالنسبة لك.

بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيراً, ونسأل الله لك العافية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً