الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        معلومات الكتاب

                        إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول

                        الشوكاني - محمد بن علي بن محمد الشوكاني

                        صفحة جزء
                        [ ص: 193 ] زيادة الثقات

                        ولا يضره كون راويه انفرد بزيادة فيه على ما رواه غيره إذا كان عدلا ، فقد يحفظ الفرد ما لا يحفظه الجماعة ، وبه قال الجمهور إذا كانت تلك الزيادة غير منافية للمزيد ، أما إذا كانت منافية فالترجيح ورواية الجماعة أرجح من رواية الواحد ، وقيل لا نقبل رواية الواحد إذا خالفت رواية الجماعة بزيادة عليها ، وإن كانت تلك الزيادة غير منافية للمزيد إذا كان مجلس السماع واحدا ، وكانت الجماعة بحيث لا يجوز عليهم الغفلة عن مثل تلك الزيادة ، وأما إذا تعدد مجلس السماع فتقبل تلك الزيادة بالاتفاق .

                        ومثل انفراد العدل بالزيادة انفراده برفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي وقفه الجماعة ، وكذا انفراده بإسناد الحديث الذي أرسلوه ، وكذا انفراده بوصل الحديث الذي قطعوه ، فإن ذلك مقبول منه ; لأنه زيادة على ما رووه وتصحيح لما أعلوه .

                        ولا يضره أيضا كونه خارجا مخرج ضرب الأمثال . وروي عن إمام الحرمين أنه لا يقبل ; لأنه موضع تجوز ، فأجيب عنه بأنه ، وإن كان موضع تجوز ، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقول إلا حقا لمكان العصمة .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية