فصل في قصة الجساسة وشهادة الدجال بنبوة نبينا صلى الله عليه وسلم :
52 - أخبرنا
محمد بن أحمد بن علي الفقيه ، أنا
أحمد بن موسى الحافظ ، ثنا
أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا
محمد بن غالب بن حرب ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15304أبو معمر عبد الله بن عمرو ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث بن سعيد عن
الحسين بن ذكوان ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16035ابن بريدة حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر الشعبي قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=662243nindex.php?page=treesubj&link=32026_30680_30686_30902_30981_31022_33345_19335_27030_23468_29747_28750_31520_33013_16359_10840_12629_12701_30251_32767_10811_11059_11090_30201_30256_30274سألت nindex.php?page=showalam&ids=11129فاطمة بنت قيس أخت nindex.php?page=showalam&ids=190ضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول قلت حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى غيره قالت لئن شئت لأفعلن فقال لها أجل حدثيني قالت نكحت حفص بن المغيرة وهو من خيار شباب قريش فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أيمت خطبني nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد وكنت قد حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحبني فليحب أسامة فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أمري بيدك فزوجني ممن شئت فقال انتقلي إلى أم شريك امرأة من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان فقلت سأفعل فقال لا تفعلي أم شريك امرأة كثيرة الضيفان وإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف عن ساقيك فيلقون منك بعض ما تكرهين ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم وهو رجل من بني فهر وهو من البطن الذي هي منه فلما انقضت العدة سمعت قول المنادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبثت في صف النساء الذي ظهر القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يضحك فقال ليلزم كل إنسان مصلاه، ثم قال هل تدرون لم جمعتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال إني والله ما جمعتكم لرغبة [ ص: 68 ] ولا لرهبة ولكن جمعتكم أن nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال حتى أنه ذكر سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفوا إلى جزيرة في البحر عند مغرب الشمس فجلسوا في قارب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة كثيرة الشعر لا يعرفون قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت قالت أنا الجساسة قالوا وما الجساسة فقالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال فلما سمت لنا رجلا فرقنا أن تكون شيطانة قال فانطلقنا سرعانا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت فقال قد قدرتم علي خبروني فأخبرني من أنتم قالوا نحن ناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا البحر شهرا ثم أرفينا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقينا دابة أهلب كثيرة الشعر وما ندري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سرعانا وفرغنا منها وما أمنا أن تكون شيطانة فقال أخبروني عن نخل بيسان قلت عن أي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء قال أخبروني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين قلنا نعم وهي كثيرة الماء وأهلها يزرعون بمائها قال أخبروني عن النبي الأمي ما فعل قالوا خرج من مكة ونزل يثرب قال أفقاتلته العرب قلنا نعم قال كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال أقد كان ذاك قلنا نعم قال أما إن ذاك خير لهم أن يصنعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإنه يوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة وهما محرمتان علي كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وأن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وطعن بمخصرته المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس نعم فإنما أعجبني حديث nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري أنه وافق الذي كنت [ ص: 69 ] حدثتكم عنه وعن المدينة ومكة إلا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده قبل المشرق قالت حفظته هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام رحمه الله : قوله أيمت كذا في كتابي والصواب إمت يقال آمت المرأة تئيم إذا مات زوجها أو قتل آم يئيم على وزن عام يعيم إذا اشتهى اللبن يقال عمت إلى اللبن أعيم والأول جمع الأولى ، وقوله الذي ظهر القوم يعني الصف الذي خلف القوم يعني خلف الرجال ، وقوله حتى إنه يذكر سفينة المحفوظ حدثني أنه ركب سفينة بحرية ، قوله أرفوا يقال أرفيت السفينة إذا مسكتها عن الجري وألجأتها إلى شاطئ البحر وقارب السفينة سفينة صغيرة تشتد إلى السفينة الكبيرة فيركبها الواحد والاثنان إذا انكسرت الكبيرة ، والدابة اسم يقع على الذكر والأنثى وقد ذكر في هذا الحديث مرة على التأنيث ومرة على التذكير ، والأشواق جمع شوق ، وفرقنا أي خفنا ، وسرعانا المحفوظ سراعا جمع سريع ، اغتلم هاج واضطرب ، وقوله عن نخل بيسان سقط من هذه الرواية يعني كلمات يعني قلنا عن أي شأنها تستخبر قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم ، قال: أما إنه يوشك أن لا يثمر ، أخبروني عن بحيرة الطبرية؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر، قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: إن ماءها يوشك أن يذهب ، وقوله: صلتا أي: مجردا شاهرا ، والدجال يسمى مسيحا لأن إحدى عينيه ممسوحة عن أن يبصر بها أكثر الروايات بفتح الميم وتخفيف السين، ويدل على ذلك وأما مسيح الضلالة فلأن
عيسى عليه السلام مسيح الهدى، وقيل: سمي الدجال مسيحا لأنه يمسح الأرض أي: يقطعها فعلى هذا مسيح فعيل بمعنى فاعل، وعلى الوجه الأول فعيل بمعنى مفعول.
واحتج الخليل ببيت الشاعر :
إذا المسيح يقتل المسيحا
وأما من قال: مسيح بكسر الميم وتشديد السين، فوزنه فعيل من المسح أي: يمسح الأرض بالسير والجري فيها وبالفتح والتخفيف أكثر ، والجساسة الذي يتجسس الأخبار ويتتبعها ويكثر البحث عنها والهاء في الكلمة للمبالغة ويمكن أن تكون امرأة ، وقوله من كثرة الشعر يعني شعر الرأس غطى جميع بدنه لكثرته ، وأما صرف الدجال عن
مكة والمدينة فلفضيلة النبي صلى الله عليه وسلم كان منشأه
بمكة ، ومدفنه
بالمدينة ، والدابة كل ما يدب على وجه الأرض أي يمشي مشيا متقاربا .
[ ص: 70 ]
وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16776غيلان بن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي فلقي إنسانا يجر شعره وفي رواية ما فعل النبي الذي خرج فيكم قلنا قد آمن به الناس واتبعوه وصدقوه قال ذاك خير لهم ، وفي غير هذه الرواية فوثب وثبة كاد أن يخرج من وراء الجدار .
وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي فإذا هم بشيخ مربوط بسلاسل . وفي هذه الرواية فإذا هم بامرأة شعثاء سوداء لها شعر منكر ، عين زغر وبحيرة الطبرية ونخل بيسان كلها بالشام ، وفي رواية ركب البحر فتاهت به سفينته فسقط إلى جزيرة وخرج إليها يلتمس الماء فلقي إنسانا يجر شعره .
فَصْلٌ فِي قِصَّةِ الْجَسَّاسَةِ وَشَهَادَةِ الدَّجَّالِ بِنُبُوَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
52 - أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ ، أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْحَافِظُ ، ثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15304أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16501عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16035ابْنُ بُرَيْدَةَ حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=14577عَامِرٌ الشَّعَبِيُّ قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=662243nindex.php?page=treesubj&link=32026_30680_30686_30902_30981_31022_33345_19335_27030_23468_29747_28750_31520_33013_16359_10840_12629_12701_30251_32767_10811_11059_11090_30201_30256_30274سَأَلْتُ nindex.php?page=showalam&ids=11129فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ nindex.php?page=showalam&ids=190ضَحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ قُلْتُ حَدِّثِينِي حَدِيثًا سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُسْنِدِيهِ إِلَى غَيْرِهِ قَالَتْ لَئِنْ شِئْتَ لَأَفْعَلَنَّ فَقَالَ لَهَا أَجَلْ حَدِّثِينِي قَالَتْ نَكَحْتُ حَفْصَ بْنَ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ مِنْ خِيَارِ شَبَابِ قُرَيْشٍ فَأُصِيبَ فِي أَوَّلِ الْجِهَادِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَيَّمْتُ خَطَبَنِي nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَوْلَاهِ nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَكُنْتُ قَدْ حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ فَلَمَّا كَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ أَمْرِي بِيَدِكَ فَزَوِّجْنِي مِمَّنْ شِئْتَ فَقَالَ انْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَظِيمَةُ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَنْزِلُ عَلَيْهَا الضِّيفَانُ فَقُلْتُ سَأَفْعَلُ فَقَالَ لَا تَفْعَلِي أُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ كَثِيرَةُ الضِّيفَانِ وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسْقُطَ عَنْكِ خِمَارُكِ أَوْ يَنْكَشِفَ عَنْ سَاقَيْكِ فَيَلْقَوْنَ مِنْكِ بَعْضَ مَا تَكْرَهِينَ وَلَكِنِ انْتَقِلِي إِلَى ابْنِ عَمِّكِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ وَهُوَ مِنَ الْبَطْنِ الَّذِي هِيَ مِنْهُ فَلَمَّا انْقَضَتِ الْعِدَّةُ سَمِعْتُ قَوْلَ الْمُنَادِي مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادِي الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَبِثْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّذِي ظَهْرُ الْقَوْمِ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلَّاهُ، ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ [ ص: 68 ] وَلَا لِرَهْبَةٍ وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=155تَمِيمَ الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ حَتَّى أَنَّهُ ذَكَرَ سَفِينَةً بَحْرِيَّةً مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامٍ فَلَعِبَ بِهِمُ الْمَوْجُ شَهْرًا فِي الْبَحْرِ ثُمَّ أَرْفَوْا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ عِنْدَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ فَجَلَسُوا فِي قَارِبِ السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ كَثِيرَةُ الشَّعْرِ لَا يَعْرِفُونَ قُبُلَهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعْرِ فَقَالُوا وَيْلَكَ مَا أَنْتَ قَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَةُ قَالُوا وَمَا الْجَسَّاسَةُ فَقَالَتْ أَيُّهَا الْقَوْمُ انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ قَالَ فَلَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرَقْنَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً قَالَ فَانْطَلَقْنَا سُرْعَانًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ وَأَشُدُّهُ وِثَاقًا مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ قُلْنَا وَيْلَكَ مَا أَنْتَ فَقَالَ قَدْ قَدِرْتُمْ عَلَيَّ خَبِّرُونِي فَأَخْبَرَنِي مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحَرِيَّةٍ فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ فَلَعِبَ بِنَا الْبَحْرُ شَهْرًا ثُمَّ أَرْفَيْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ فَجَلَسْنَا فِي أَقْرَبِهَا فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ فَلَقِينَا دَابَّةً أَهْلَبَ كَثِيرَةَ الشَّعْرِ وَمَا نَدْرِي مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعْرِ فَقُلْنَا وَيْلَكِ مَا أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَةُ قُلْنَا وَمَا الْجَسَّاسَةُ قَالَتِ اعْمَدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكِ سُرْعَانًا وَفَرَغْنَا مِنْهَا وَمَا أَمِنَّا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً فَقَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ نَخَلِ بَيْسَانَ قُلْتُ عَنْ أَيْ شَأْنُهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ هَلْ فِيهَا مَاءٌ قَالُوا هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زَغْرٍ قَالُوا عَنْ أَيْ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ قُلْنَا نَعَمْ وَهِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ بِمَائِهَا قَالَ أَخْبِرُونِي عَنِ النَّبِيِّ الْأُمِيِّ مَا فَعَلَ قَالُوا خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ قَالَ أَفَقَاتَلَتْهُ الْعَرَبُ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ قَالَ أَقَدْ كَانَ ذَاكَ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يَصْنَعُوهُ وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَأَخْرُجُ فَأَسِيرُ فِي الْأَرْضِ فَلَا أَدَعُ قَرْيَةً إِلَّا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطِيبَةَ وَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كُلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا يَصُدُّنِي عَنْهَا وَأَنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَائِكَةٌ يَحْرُسُونَهَا قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَطَعَنَ بِمَخِصَرَتِهِ الْمِنْبَرُ هَذِهِ طِيبَةُ هَذِهِ طِيبَةُ هَذِهِ طِيبَةُ يَعْنِي الْمَدِينَةَ أَلَا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ فَقَالَ النَّاسُ نَعَمْ فَإِنَّمَا أَعْجَبَنِي حَدِيثُ nindex.php?page=showalam&ids=155تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ [ ص: 69 ] حَدَّثْتُكُمْ عَنْهُ وَعَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ إِلَّا أَنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّامِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ قِبَلَ الْمَشْرِقِ قَالَتْ حَفِظْتُهُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ الْإِمَامُ رَحِمَهُ اللَّهُ : قَوْلُهُ أُيِّمْتُ كَذَا فِي كِتَابِي وَالصَّوَابُ إِمْتُ يُقَالُ آمَتِ الْمَرْأَةُ تَئِيمُ إِذَا مَاتَ زَوْجُهَا أَوْ قُتِلَ آمَ يَئِيمُ عَلَى وَزْنِ عَامَ يَعِيمُ إِذَا اشْتَهَى اللَّبَنَ يُقَالُ عِمْتُ إِلَى اللَّبَنِ أَعِيمُ وَالْأُوَلُ جَمْعُ الْأُولَى ، وَقَوْلُهُ الَّذِي ظَهْرَ الْقَوْمِ يَعْنِي الصَّفَّ الَّذِي خَلْفَ الْقَوْمِ يَعْنِي خَلْفَ الرِّجَالِ ، وَقَوْلُهُ حَتَّى إِنَّهُ يَذْكُرُ سَفِينَةً الْمَحْفُوظُ حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ سَفِينَةً بَحْرِيَّةً ، قَوْلُهُ أَرْفَوْا يُقَالُ أَرْفَيْتَ السَّفِينَةَ إِذَا مَسَكْتَهَا عَنِ الْجَرْيِ وَأَلْجَأْتَهَا إِلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَقَارِبُ السَّفِينَةِ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ تُشْتَدُّ إِلَى السَّفِينَةِ الْكَبِيرَةِ فَيَرْكَبُهَا الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ إِذَا انْكَسَرَتِ الْكَبِيرَةُ ، وَالدَّابَّةُ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَقَدْ ذُكِرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَرَّةً عَلَى التَّأْنِيثِ وَمَرَّةً عَلَى التَّذْكِيرِ ، وَالْأَشْوَاقُ جَمْعُ شَوْقٍ ، وَفَرِقْنَا أَيْ خِفْنَا ، وَسُرْعَانًا الْمَحْفُوظُ سِرَاعًا جَمْعُ سَرِيعٍ ، اغْتَلَمَ هَاجَ وَاضْطَرَبَ ، وَقَوْلُهُ عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ سَقَطَ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ يَعْنِي كَلِمَاتٍ يَعْنِي قُلْنَا عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا يُثْمِرَ ، أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ؟ قُلْنَا: عَنْ أَيْ شَأْنُهَا تَسْتَخْبِرُ، قَالَ: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، قَالَ: إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ ، وَقَوْلُهُ: صَلْتًا أَيْ: مُجَرَّدًا شَاهِرًا ، وَالدَّجَّالُ يُسَمَّى مَسِيحًا لِأَنَّ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مَمَسُوحَةٌ عَنْ أَنْ يُبْصِرَ بِهَا أَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَخْفِيفِ السِّينِ، وَيُدَلُّ عَلَى ذَلِكَ وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ فَلِأَنَّ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مَسِيحُ الْهُدَى، وَقِيلَ: سُمِّيَ الدَّجَّالُ مَسِيحًا لِأَنَّهُ يَمْسَحُ الْأَرْضَ أَيْ: يَقْطَعُهَا فَعَلَى هَذَا مَسِيحٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٌ، وَعَلَى الْوَجِهِ الْأَوَّلِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٌ.
وَاحْتَجَّ الْخَلِيلُ بِبَيْتِ الشَّاعِرِ :
إِذَا الْمَسِيحُ يَقْتُلُ الْمَسِيحَا
وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مِسِّيحٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ السِّينِ، فَوَزْنُهُ فِعِّيلٌ مِنَ الْمَسْحِ أَيْ: يَمْسَحُ الْأَرْضَ بِالسَّيْرِ وَالْجَرْيِ فِيهَا وَبِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ أَكْثَرُ ، وَالْجَسَّاسَةُ الَّذِي يَتَجَسَّسُ الْأَخْبَارَ وَيَتَتَبَّعُهَا وَيُكْثِرُ الْبَحْثَ عَنْهَا وَالْهَاءُ فِي الْكَلِمَةِ لِلْمُبَالَغَةِ وَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ امْرَأَةً ، وَقَوْلُهُ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعْرِ يَعْنِي شَعْرَ الرَّأْسِ غَطَّى جَمِيعَ بَدَنِهِ لِكَثْرَتِهِ ، وَأَمَا صَرْفُ الدَّجَّالِ عَنْ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَلِفَضِيلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَنْشَأُهُ
بِمَكَّةَ ، وَمَدْفَنُهُ
بِالْمَدِينَةِ ، وَالدَّابَّةُ كُلُّ مَا يَدُبُّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَيْ يَمْشِي مَشْيًا مُتَقَارِبًا .
[ ص: 70 ]
وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16776غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعَبِيِّ فَلَقِيَ إِنْسَانًا يَجُرُّ شَعْرَهُ وَفِي رِوَايَةٍ مَا فَعَلَ النَّبِيُّ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ قُلَنَا قَدْ آمَنَ بِهِ النَّاسُ وَاتَّبَعُوهُ وَصَدَّقُوهُ قَالَ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ ، وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَوَثَبَ وَثْبَةً كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ .
وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11863أَبِي الزِّنَادِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعَبِيِّ فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مَرْبُوطٍ بِسَلَاسِلَ . وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَإِذَا هُمْ بِامْرَأَةٍ شَعْثَاءَ سَوْدَاءَ لَهَا شَعْرٌ مُنْكَرٌ ، عَيْنُ زَغْرٍ وَبُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةِ وَنَخْلُ بَيْسَانَ كُلُّهَا بِالشَّامِ ، وَفِي رِوَايَةٍ رَكِبَ الْبَحْرَ فَتَاهَتْ بِهِ سَفِينَتُهُ فَسَقَطَ إِلَى جَزِيرَةٍ وَخَرَجَ إِلَيْهَا يَلْتَمِسُ الْمَاءَ فَلَقِيَ إِنْسَانًا يَجُرُّ شَعْرَهُ .