الفرقة الثالثة
nindex.php?page=treesubj&link=28832الخوارج
وهم الذين خرجوا على أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وفارقوه بسبب التحكيم ، وكانوا اثني عشر ألفا ، فأرسل إليهم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - فجادلهم ووعظهم ، فرجع بعضهم وأصر على المخالفة آخرون ، وقالت فرقة : ننظر ما يصدر من
علي من أمر التحكيم ، فإن أنفذه أقمنا على مخالفته ، ثم إنهم أعلنوا الفرقة ، وأخذوا في نهب من لم ير رأيهم ، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026059 " تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين ، يقتلها أولى الطائفتين بالحق " . فقتلهم
علي وطائفته ، وقال - صلى الله عليه وسلم - في حق
الخوارج المارقين :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026060 " يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، وقراءته مع قراءتهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، أينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا عند الله - تعالى - لمن قتلهم يوم القيامة " . وقد روى
مسلم أحاديثهم في صحيحه من عشرة أوجه . واتفق الصحابة على قتالهم ، وفرح
علي - رضي الله عنه - بقتلهم ، وأخبر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر به ، ولما قيل
لعلي : الحمد لله الذي أراح منهم العباد ، قال : كلا والذي نفسي بيده ، إن منهم لفي أصلاب الرجال ، وإن منهم لمن يكون مع الدجال . ثم إنهم تشعبوا إلى سبع فرق .
[ ص: 87 ] ( الأولى ) :
المحكمة الذين خرجوا على أمير المؤمنين
علي - رضي الله عنه - عند التحكيم وكفروه ، وهم اثنا عشر ألفا ، قالوا : من نصب من
قريش وغيرهم وعدل فهو إمام ، ولم يوجبوا نصب الإمام ، وكفروا
عثمان وأكثر الصحابة ، وكل مرتكب للكبيرة .
( الثانية ) :
البيهسية أتباع
بيهس ، واسمه
الهيصم بن جابر كما في القاموس ، قالوا : الإيمان هو العلم بالله - تعالى - وما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم ، فمن وقع فيما لا يعرف ، أحلال هو أم حرام ، فهو كافر لوجوب الفحص عنه ، وقيل : لا ، حتى يرجع إلى الإمام فيحده ، وما لا حد فيه فمغفور ، وقيل : إذا كفر الإمام ، كفرت الرعية حاضرا كان أو غائبا ، والأطفال كآبائهم إيمانا وكفرا .
( الثالثة ) :
الأزارقة أتباع
نافع بن عبد الله الأزرق الخارجي اللعين ، وقد خرج معه قوم من
البصرة والأهواز وغيرهما من بلدان
فارس وغيرها ، وعظمت شوكتهم وتملكوا الأمصار ، وكانت له آراء ومذاهب دانوا بها معه ، منها أنه كفر
عليا - رضي الله عنه - بسبب التحكيم ، وزعم أن قوله - تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204ومن الناس من يعجبك قوله ) الآية ، نزل في حقه ، وزعم أنه نزل في حق
عبد الرحمن بن ملجم - لعنه الله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) ، ومنها أنه كفر من لم يقل برأيه ، واستحل دمه ، وكفر القعدة عن القتال ، وتبرأ ممن قعد عنه ، وأن من ارتكب كبيرة ، خرج من الإسلام وكان مخلدا في النار مع سائر الكفار ، وحرم التقية ، وجوز قتل أولاد المخالفين له ونساءهم ، وقال : لا حد للقذف ولا للزنا .
( الرابعة ) :
النجدية أتباع
نجدة بن عامر الحنفي ، قالوا : لا حاجة إلى الإمام ، ويجوز نصبه ، ووافقوا
الأزارقة في التكفير .
( الخامسة ) :
الأصفرية وهم أتباع
زياد بن الأصفر ، خالفوا
الأزارقة في تكفير القعدة ، وفي منع الحد على الزنا ، وفي أطفال الكفار ، وقالوا : المعصية الموجبة للحد لا يدعى صاحبها إلا بها ، وما لا حد فيه لعظمه كترك الصوم كفر ، ويزوجون المؤمنة من الكافر في دار التقية دون العلانية .
[ ص: 88 ] ( السادسة ) :
الإباضية أتباع
عبد الله بن إباض ، قالوا : مخالفونا كفار غير مشركين ، تجوز مناكحتهم ، وتقبل شهادة مخالفيهم عليهم ، ومرتكب الكبيرة موحد غير مؤمن ، والاستطاعة قبل الفعل ، ومخلوق العبد مخلوق لله ، ومرتكب الكبيرة كافر كفر نعمة لا كفر ملة ، وتوقفوا في أولاد الكفار وفي النفاق ، أهو شرك أم لا ؟ وجواز بعثة الرسل بلا دليل وتكليف اتباعه ، وكفروا
عليا وأكثر الصحابة - رضي الله عنهم . وافترقوا أربع فرق :
( الأولى ) :
الحفصية أتباع
أبي حفص بن أبي المقدام ، زادوا أن بين الإيمان والشرك معرفة الله ، فمن كفر بأمر سوى الشرك أو بارتكاب كبيرة ، فكافر لا مشرك .
( الثانية ) :
اليزيدية ، قالوا : سيبعث نبي من العجم بكتاب ، يكتب من السماء ، ويترك شريعة
محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى ملة
الصابئة ، وكل ذنب شرك .
( الثالثة ) :
الحارثية أتباع
أبي الحارث الإباضي ، خالفوا في العذر والاستطاعة قبل الفعل .
( الرابعة ) : القائلون بطاعة لا يراد بها الله .
( السابعة ) :
العجاردة أتباع
عبد الرحمن بن عجرد ، زادوا على
النجدية وجوب دعوة الطفل إلى الإسلام إذا بلغ ، وأطفال المشركين في النار ، ويتشعب من مذهبهم إحدى عشرة فرقة :
( الأولى ) :
الميمونية أصحاب
ميمون بن عمران ، قالوا بالقدر ، والاستطاعة قبل الفعل ، والله يريد الخير دون الشر ولا يريد المعاصي ، وأطفال الكفار في الجنة ، ولهم اعتقادات سيئة .
( الثانية ) :
الحمزية أتباع
حمزة بن أدرك ، وافقوهم إلا أنهم قالوا : أطفال الكفار في النار .
( الثالثة ) :
الشعيبية أشياع
شعيب بن محمد ، هم
كالميمونية إلا في القدر .
( الرابعة ) :
الحازمية ، وهم أصحاب
حازم بن عاصم .
(
والخلفية ) أصحاب خلف ، (
والأطرافية ) عذروا أهل الأطراف فيما لم يعرفوه ، ووافقوا أهل السنة في أصولهم ، ونفوا القدر .
( الخامسة ) :
المعلومية كالحازمية ، إلا أن المؤمن عندهم من عرف الله بجميع أسمائه ، وفعل العبد مخلوق لله .
( السادسة ) :
المجهولية ، قالوا : تكفي معرفة الله ببعض أسمائه ، وفعل العبد له .
( السابعة ) :
الصلتية وهم أصحاب
عثمان بن أبي الصلت ، هم
كالعجاردة ، لكن قالوا : من أسلم واستجار بنا ، توليناه وبرئنا من أطفاله .
( الثامنة ) :
التغالبة أصحاب
تغلب بن عامر ، قالوا بولاية الأطفال ، ونقل عنهم أن الأطفال لا حكم
[ ص: 89 ] لهم ، ويرون أخذ الزكاة من العبيد إذا استغنوا ، وإعطاءها إلى العبيد إذا افتقروا ، ثم افترقوا أربع فرق : ( أحدها ) :
الأخنسية أصحاب
الأخنس بن فليس ، وهم
كالتغالبة ، إلا أنهم توقفوا في أهل دار التقية ، إلا من علم حاله ، وحرموا الاغتيال بالقتل والسرقة ، ونقل عنهم تزويج المسلمات من مشركي قومهم ، (
والمعبدية ) أصحاب
معبد بن عبد الرحمن ، خالفوهم في التزويج من المشركين ، وخالفوا
التغالبة في زكاة العبد ، (
والشيبانية ) أصحاب
شيبان بن سلمة ، قالوا بالجبر ونفي القدرة ، (
والمكرمية ) أصحاب
مكرم العجلي ، قالوا : تارك الصلاة كافر لجهله بالله ، وكذا كل كبيرة كفر . فإذن فرق
الخوارج عشرون ، والله أعلم .
الْفِرْقَةُ الثَّالِثَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=28832الْخَوَارِجُ
وَهُمُ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَفَارَقُوهُ بِسَبَبِ التَّحْكِيمِ ، وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فَجَادَلَهُمْ وَوَعَظَهُمْ ، فَرَجَعَ بَعْضُهُمْ وَأَصَرَّ عَلَى الْمُخَالَفَةِ آخَرُونَ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : نَنْظُرُ مَا يَصْدُرُ مِنْ
عَلِيٍّ مِنْ أَمْرِ التَّحْكِيمِ ، فَإِنْ أَنْفَذَهُ أَقَمْنَا عَلَى مُخَالَفَتِهِ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ أَعْلَنُوا الْفُرْقَةَ ، وَأَخَذُوا فِي نَهْبِ مَنْ لَمْ يَرَ رَأْيَهُمْ ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026059 " تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ " . فَقَتَلَهُمْ
عَلِيٌّ وَطَائِفَتُهُ ، وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَقِّ
الْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026060 " يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، وَقِرَاءَتَهُ مَعَ قِرَاءَتِهِمْ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، أَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ - تَعَالَى - لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " . وَقَدْ رَوَى
مُسْلِمٌ أَحَادِيثَهُمْ فِي صَحِيحِهِ مِنْ عَشَرَةِ أَوْجُهٍ . وَاتَّفَقَ الصَّحَابَةُ عَلَى قِتَالِهِمْ ، وَفَرِحَ
عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِقَتْلِهِمْ ، وَأَخْبَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِهِ ، وَلَمَّا قِيلَ
لِعَلِيٍّ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرَاحَ مِنْهُمُ الْعِبَادَ ، قَالَ : كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ مِنْهُمْ لَفِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ ، وَإِنَّ مِنْهُمْ لَمَنْ يَكُونُ مَعَ الدَّجَّالِ . ثُمَّ إِنَّهُمْ تَشَعَّبُوا إِلَى سَبْعِ فِرَقٍ .
[ ص: 87 ] ( الْأُولَى ) :
الْمُحَكِّمَةُ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عِنْدَ التَّحْكِيمِ وَكَفَّرُوهُ ، وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ، قَالُوا : مَنْ نُصِّبَ مِنْ
قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ وَعَدَلَ فَهُوَ إِمَامٌ ، وَلَمْ يُوجِبُوا نَصْبَ الْإِمَامِ ، وَكَفَّرُوا
عُثْمَانَ وَأَكْثَرَ الصَّحَابَةِ ، وَكُلَّ مُرْتَكِبٍ لِلْكَبِيرَةِ .
( الثَّانِيَةُ ) :
الْبَيْهَسِيَّةُ أَتْبَاعُ
بَيْهَسٍ ، وَاسْمُهُ
الْهَيْصَمُ بْنُ جَابِرٍ كَمَا فِي الْقَامُوسِ ، قَالُوا : الْإِيمَانُ هُوَ الْعِلْمُ بِاللَّهِ - تَعَالَى - وَمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَنْ وَقَعَ فِيمَا لَا يَعْرِفُ ، أَحَلَالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ ، فَهُوَ كَافِرٌ لِوُجُوبِ الْفَحْصِ عَنْهُ ، وَقِيلَ : لَا ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْإِمَامِ فَيَحُدَّهُ ، وَمَا لَا حَدَّ فِيهِ فَمَغْفُورٌ ، وَقِيلَ : إِذَا كَفَرَ الْإِمَامُ ، كَفَرَتِ الرَّعِيَّةُ حَاضِرًا كَانَ أَوْ غَائِبًا ، وَالْأَطْفَالُ كَآبَائِهِمْ إِيمَانًا وَكُفْرًا .
( الثَّالِثَةُ ) :
الْأَزَارِقَةُ أَتْبَاعُ
نَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْرَقِ الْخَارِجِيِّ اللَّعِينِ ، وَقَدْ خَرَجَ مَعَهُ قَوْمٌ مِنَ
الْبَصْرَةِ وَالْأَهْوَازِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ بُلْدَانِ
فَارِسَ وَغَيْرِهَا ، وَعَظُمَتْ شَوْكَتُهُمْ وَتَمَلَّكُوا الْأَمْصَارَ ، وَكَانَتْ لَهُ آرَاءٌ وَمَذَاهِبُ دَانُوا بِهَا مَعَهُ ، مِنْهَا أَنَّهُ كَفَّرَ
عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِسَبَبِ التَّحْكِيمِ ، وَزَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ - تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ ) الْآيَةَ ، نَزَلَ فِي حَقِّهِ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ نَزَلَ فِي حَقِّ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ - لَعَنَهُ اللَّهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ ) ، وَمِنْهَا أَنَّهُ كَفَّرَ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِرَأْيِهِ ، وَاسْتَحَلَّ دَمَهُ ، وَكَفَّرَ الْقَعَدَةَ عَنِ الْقِتَالِ ، وَتَبَرَّأَ مِمَّنْ قَعَدَ عَنْهُ ، وَأَنَّ مَنِ ارْتَكَبَ كَبِيرَةً ، خَرَجَ مِنَ الْإِسْلَامِ وَكَانَ مُخَلَّدًا فِي النَّارِ مَعَ سَائِرِ الْكُفَّارِ ، وَحَرَّمَ التَّقِيَّةَ ، وَجَوَّزَ قَتْلَ أَوْلَادِ الْمُخَالِفِينَ لَهُ وَنِسَاءَهُمْ ، وَقَالَ : لَا حَدَّ لِلْقَذْفِ وَلَا لِلزِّنَا .
( الرَّابِعَةُ ) :
النَّجْدِيَّةُ أَتْبَاعُ
نَجْدَةَ بْنِ عَامِرٍ الْحَنَفِيِّ ، قَالُوا : لَا حَاجَةَ إِلَى الْإِمَامِ ، وَيَجُوزُ نَصْبُهُ ، وَوَافَقُوا
الْأَزَارِقَةَ فِي التَّكْفِيرِ .
( الْخَامِسَةُ ) :
الْأَصْفَرِيَّةُ وَهُمْ أَتْبَاعُ
زِيَادِ بْنِ الْأَصْفَرِ ، خَالَفُوا
الْأَزَارِقَةَ فِي تَكْفِيرِ الْقَعَدَةِ ، وَفِي مَنْعِ الْحَدِّ عَلَى الزِّنَا ، وَفِي أَطْفَالِ الْكُفَّارِ ، وَقَالُوا : الْمَعْصِيَةُ الْمُوجِبَةُ لِلْحَدِّ لَا يُدْعَى صَاحِبُهَا إِلَّا بِهَا ، وَمَا لَا حَدَّ فِيهِ لِعِظَمِهِ كَتَرْكِ الصَّوْمِ كُفْرٌ ، وَيُزَوِّجُونَ الْمُؤْمِنَةَ مِنَ الْكَافِرِ فِي دَارِ التَّقِيَّةِ دُونَ الْعَلَانِيَةِ .
[ ص: 88 ] ( السَّادِسَةُ ) :
الْإِبَاضِيَّةُ أَتْبَاعُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبَاضٍ ، قَالُوا : مُخَالِفُونَا كُفَّارٌ غَيْرُ مُشْرِكِينَ ، تَجُوزُ مُنَاكَحَتُهُمْ ، وَتُقْبَلُ شَهَادَةُ مُخَالِفِيهِمْ عَلَيْهِمْ ، وَمُرْتَكِبُ الْكَبِيرَةِ مُوَحِّدٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ ، وَالِاسْتِطَاعَةُ قَبْلَ الْفِعْلِ ، وَمَخْلُوقُ الْعَبْدِ مَخْلُوقٌ لِلَّهِ ، وَمُرْتَكِبُ الْكَبِيرَةِ كَافِرٌ كُفْرَ نِعْمَةٍ لَا كُفْرَ مِلَّةٍ ، وَتَوَقَّفُوا فِي أَوْلَادِ الْكُفَّارِ وَفِي النِّفَاقِ ، أَهُوَ شِرْكٌ أَمْ لَا ؟ وَجَوَازُ بَعْثَةِ الرُّسُلِ بِلَا دَلِيلٍ وَتَكْلِيفِ اتِّبَاعِهِ ، وَكَفَّرُوا
عَلِيًّا وَأَكْثَرَ الصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . وَافْتَرَقُوا أَرْبَعَ فِرَقٍ :
( الْأُولَى ) :
الْحَفْصِيَّةُ أَتْبَاعُ
أَبِي حَفْصِ بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، زَادُوا أَنَّ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالشِّرْكِ مَعْرِفَةَ اللَّهِ ، فَمَنْ كَفَرَ بِأَمْرٍ سِوَى الشِّرْكِ أَوْ بِارْتِكَابِ كَبِيرَةٍ ، فَكَافِرٌ لَا مُشْرِكٌ .
( الثَّانِيَةُ ) :
الْيَزِيدِيَّةُ ، قَالُوا : سَيُبْعَثُ نَبِيٌّ مِنَ الْعَجَمِ بِكِتَابٍ ، يُكْتَبُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَيَتْرُكُ شَرِيعَةَ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى مِلَّةِ
الصَّابِئَةِ ، وَكُلُّ ذَنْبٍ شِرْكٌ .
( الثَّالِثَةُ ) :
الْحَارِثِيَّةُ أَتْبَاعُ
أَبِي الْحَارِثِ الْإِبَاضِيِّ ، خَالَفُوا فِي الْعُذْرِ وَالِاسْتِطَاعَةِ قَبْلَ الْفِعْلِ .
( الرَّابِعَةُ ) : الْقَائِلُونَ بِطَاعَةٍ لَا يُرَادُ بِهَا اللَّهُ .
( السَّابِعَةُ ) :
الْعَجَارِدَةُ أَتْبَاعُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَجْرَدٍ ، زَادُوا عَلَى
النَّجْدِيَّةِ وُجُوبَ دَعْوَةِ الطِّفْلِ إِلَى الْإِسْلَامِ إِذَا بَلَغَ ، وَأَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ فِي النَّارِ ، وَيَتَشَعَّبُ مِنْ مَذْهَبِهِمْ إِحْدَى عَشْرَةَ فِرْقَةً :
( الْأُولَى ) :
الْمَيْمُونِيَّةُ أَصْحَابُ
مَيْمُونِ بْنِ عِمْرَانَ ، قَالُوا بِالْقَدَرِ ، وَالِاسْتِطَاعَةِ قَبْلَ الْفِعْلِ ، وَاللَّهُ يُرِيدُ الْخَيْرَ دُونَ الشَّرِّ وَلَا يُرِيدُ الْمَعَاصِيَ ، وَأَطْفَالُ الْكُفَّارِ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَهُمُ اعْتِقَادَاتٌ سَيِّئَةٌ .
( الثَّانِيَةُ ) :
الْحَمْزِيَّةُ أَتْبَاعُ
حَمْزَةَ بْنِ أَدْرَكَ ، وَافَقُوهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا : أَطْفَالُ الْكُفَّارِ فِي النَّارِ .
( الثَّالِثَةُ ) :
الشُّعَيْبِيَّةُ أَشْيَاعُ
شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، هُمْ
كَالْمَيْمُونِيَّةِ إِلَّا فِي الْقَدَرِ .
( الرَّابِعَةُ ) :
الْحَازِمِيَّةُ ، وَهُمْ أَصْحَابُ
حَازِمِ بْنِ عَاصِمٍ .
(
وَالْخَلَفِيَّةُ ) أَصْحَابُ خَلَفٍ ، (
وَالْأَطْرَافِيَّةُ ) عَذَرُوا أَهْلَ الْأَطْرَافِ فِيمَا لَمْ يَعْرِفُوهُ ، وَوَافَقُوا أَهْلَ السُّنَّةِ فِي أُصُولِهِمْ ، وَنَفَوُا الْقَدَرَ .
( الْخَامِسَةُ ) :
الْمَعْلُومِيَّةُ كَالْحَازِمِيَّةِ ، إِلَّا أَنَّ الْمُؤْمِنَ عِنْدَهُمْ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ بِجَمِيعِ أَسْمَائِهِ ، وَفِعْلُ الْعَبْدِ مَخْلُوقٌ لِلَّهِ .
( السَّادِسَةُ ) :
الْمَجْهُولِيَّةُ ، قَالُوا : تَكْفِي مَعْرِفَةُ اللَّهِ بِبَعْضِ أَسْمَائِهِ ، وَفِعْلُ الْعَبْدِ لَهُ .
( السَّابِعَةُ ) :
الصَّلْتِيَّةُ وَهُمْ أَصْحَابُ
عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ ، هُمْ
كَالْعَجَارِدَةِ ، لَكِنْ قَالُوا : مَنْ أَسْلَمَ وَاسْتَجَارَ بِنَا ، تَوَلَّيْنَاهُ وَبَرِئْنَا مِنْ أَطْفَالِهِ .
( الثَّامِنَةُ ) :
التَّغَالِبَةُ أَصْحَابُ
تَغْلِبَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالُوا بِوِلَايَةِ الْأَطْفَالِ ، وَنُقِلَ عَنْهُمْ أَنَّ الْأَطْفَالَ لَا حُكْمَ
[ ص: 89 ] لَهُمْ ، وَيَرَوْنَ أَخْذَ الزَّكَاةِ مِنَ الْعَبِيدِ إِذَا اسْتَغْنَوْا ، وَإِعْطَاءَهَا إِلَى الْعَبِيدِ إِذَا افْتَقَرُوا ، ثُمَّ افْتَرَقُوا أَرْبَعَ فِرَقٍ : ( أَحَدُهَا ) :
الْأَخْنَسِيَّةُ أَصْحَابُ
الْأَخْنَسِ بْنِ فُلَيْسٍ ، وَهُمْ
كَالتَّغَالِبَةِ ، إِلَّا أَنَّهُمْ تَوَقَّفُوا فِي أَهْلِ دَارِ التَّقِيَّةِ ، إِلَّا مَنْ عُلِمَ حَالُهُ ، وَحَرَّمُوا الِاغْتِيَالَ بِالْقَتْلِ وَالسَّرِقَةِ ، وَنُقِلَ عَنْهُمْ تَزْوِيجُ الْمُسْلِمَاتِ مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِهِمْ ، (
وَالْمَعْبَدِيَّةُ ) أَصْحَابُ
مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، خَالَفُوهُمْ فِي التَّزْوِيجِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَخَالَفُوا
التَّغَالِبَةَ فِي زَكَاةِ الْعَبْدِ ، (
وَالشَّيْبَانِيَّةُ ) أَصْحَابُ
شَيْبَانَ بْنِ سَلَمَةَ ، قَالُوا بِالْجَبْرِ وَنَفْيِ الْقُدْرَةِ ، (
وَالْمُكْرَمِيَّةُ ) أَصْحَابُ
مُكْرَمٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالُوا : تَارِكُ الصَّلَاةِ كَافِرٌ لِجَهْلِهِ بِاللَّهِ ، وَكَذَا كُلُّ كَبِيرَةٍ كُفْرٌ . فَإِذَنْ فِرَقُ
الْخَوَارِجِ عِشْرُونَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .