فصل
قال : ، والغرق في بحر الكشف . الدرجة الثالثة : هيمان عند الوقوع في عين القدم ، ومعاينة سلطان الأزل
يريد : هيمان الفناء . والوقوع في عين القدم إنما يكون باضمحلال الرسم وفنائه في شهود القدم . فإنه يفنى من لم يكن مشهودا . ويبقى من لم يزل . وكذلك معاينة سلطان الأزل لا يبقى معها معاينة رسوم الكائنات وأطلال الحادثات .
وأما بحر الكشف الذي أشار إليه : فهو انكشاف الحقيقة لعين القلب . ولا تعتقد أن للسالك وراء مقام الإحسان شيئا أعلى منه . بل الإحسان مراتب . وأما الكشف الحقيقي للحقيقة : فلا سبيل إليه في الدنيا ألبتة .
والقوم يلوح لأحدهم أنوار هي ثمرات الإيمان ومعاملات القلوب ، وآثار الأحوال الصادقة فيظنونها نور الحقيقة . ولا يأخذهم في ذلك لومة لائم . وإنما هي أنوار في بواطنهم ليس إلا ، وباب العصمة من غير الرسل مسدود إلا عمن اتفقت عليه الأمة . والله أعلم .