قال صاحب المنازل : قال الله تعالى باب الذوق هذا ذكر .
في تنزيل هذه الآية على الذوق صعوبة . والذي يظهر - والله أعلم - أن الشيخ أراد : أن الذوق مقدمة الشراب ، كما أن التذكر مقدمة المعرفة ، ومنه يدخل إلى مقام الإيمان والإحسان . فإنه إذا تذكر أبصر الحقيقة ، كما قال تعالى تذكروا فإذا هم مبصرون فالتذكر يوجب التبصر ، فيكون له الإيمان بعد التبصر ذوقا وعيانا .
ولهذا قال بعده وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن فالتذكر بهذا الذكر ، الذي قصه الله تعالى : يشهد صاحبه الإيمان بالمعاد ، وما أعد الله لأوليائه عند لقائه . فيصير [ ص: 89 ] إيمانهم بذلك ذوقا ، لا خبرا محضا . لأنه نشأ عن تذكرهم بذكره سبحانه ، وتأملهم حقائقه وأسراره ، وما فيه من الهدى والبيان . فالتذكر سبب الذوق . والله سبحانه أعلم .