الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولو مسح على الجرموقين ثم نزع أحدهما ، مسح على الخف البادي ، وأعاد المسح على الجرموق الباقي في ظاهر الرواية وقال الحسن بن زياد ، وزفر : " يمسح على الخف البادي ، ولا يعيد المسح على الجرموق الباقي " .

                                                                                                                                وروي عن أبي يوسف أنه ينزع الجرموق الباقي ، ويمسح على الخفين أبو يوسف اعتبر الجرموق بالخف ، ولو نزع أحد الخفين ، ينزع الآخر ، ويغسل القدمين ، كذا هذا وجه قول الحسن ، وزفر أنه يجوز الجمع بين المسح على الجرموق ، وبين المسح على الخف ابتداء ، بأن كان على أحد الخفين جرموق دون الآخر ، فكذا بقاء ، وإذا بقي المسح على الجرموق الباقي ، فلا معنى للإعادة وجه ظاهر الرواية أن الرجلين في حكم الطهارة ، بمنزلة عضو واحد ، لا يحتمل التجزيء ، فإذا انتقضت الطهارة في إحداهما بنزع الجرموق ، تنتقض في الأخرى ضرورة ، كما إذا نزع أحد الخفين ، ولا يجوز المسح على القفازين ، ، وهما لباسا الكفين ; لأنه شرع دفعا للحرج ، لتعذر النزع ، ولا حرج في نزع القفازين .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية