الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وأما دعاء القنوت فليس في القنوت دعاء موقت كذا ذكر الكرخي في كتاب الصلاة ; لأنه روي عن الصحابة أدعية مختلفة في حال القنوت ; ولأن الموقت من الدعاء يجري على لسان الداعي من غير احتياجه إلى إحضار قلبه وصدق الرغبة منه إلى الله تعالى فيبعد عن الإجابة ; ولأنه لا توقيت في القراءة لشيء من الصلوات ففي دعاء القنوت أولى ، وقد روي عن محمد أنه قال : التوقيت في الدعاء يذهب رقة القلب ، وقال بعض مشايخنا : المراد من قوله ليس في القنوت دعاء موقت ما سوى قوله اللهم إنا نستعينك ; لأن الصحابة رضي الله عنهم اتفقوا على هذا في القنوت فالأولى أن يقرأه .

                                                                                                                                ولو قرأ غيره جاز ولو قرأ معه غيره كان حسنا ، والأولى أن يقرأ بعده ما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما في قنوته { اللهم اهدنا فيمن هديت } إلى آخره ، وقال بعضهم : الأفضل في الوتر أن يكون فيه دعاء موقت ; لأن الإمام ربما [ ص: 274 ] يكون جاهلا فيأتي بدعاء يشبه كلام الناس فيفسد الصلاة ، وما روي عن محمد أن التوقيت في الدعاء يذهب رقة القلب محمول على أدعية المناسك دون الصلاة لما ذكرنا .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية