الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وأما مقدار التشهد فمن قوله التحيات لله إلى قوله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، ويكره أن يزيد في التشهد حرفا أو يبتدئ بحرف قبله ; لما روي عن ابن مسعود أنه قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ علينا التشهد بالواو والألف } فهذا نص على أنه لا يجوز الزيادة عليه ، وما نقل في أول التشهد باسم الله وبالله أو باسم الله خير الأسماء وفي آخره أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فشاذ لم يشتهر فلا يقبل في معارضة المشهور وكذا لا يزيد على هذا المقدار من الصلوات والدعوات في القعدة الأولى عندنا ، وعند مالك والشافعي يزيد عليهم اللهم صل على محمد واحتجا بقول النبي صلى الله عليه وسلم { وفي كل ركعتين فتشهد وسلم على المرسلين وعلى من تبعهم من عباد الله الصالحين } ، ولنا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه { كان لا يزيد في الركعتين الأوليين على التشهد } وروي أنه كان يسرع النهوض في الشفع الأول ولا يزيد على التشهد ولأن الزيادة على التشهد [ ص: 213 ] مخالفة للإجماع فإن الطحاوي قال : من زاد على هذا فقد خالف الإجماع وهو كان أعلم الناس بمذهب السلف وكفى بمخالفة الإجماع فسادا في المذهب ; ولأن هذا دعاء ومحل الدعاء آخر الصلاة ، والمراد من الحديث سلام التشهد أو نحمله على التطوعات ; لأن كل شفع من التطوع صلاة على حدة ولو زاد على التشهد قوله اللهم صل على محمد ساهيا لا يلزمه سجود السهو عند أبي يوسف ومحمد ، وذكر في أمالي الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه يلزمه ، والمسألة قد مرت .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية