الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وأما الوقت المكروه لبعض الصلوات المفروضة فهو وقت تغير الشمس للمغيب لأداء صلاة العصر ، يكره أداؤها عنده للنهي عن عموم الصلوات في الأوقات الثلاثة : منها - إذا تضيفت الشمس للمغيب على ما يذكر .

                                                                                                                                وقد ورد وعيد خاص في أداء صلاة العصر في هذا الوقت ، وهو ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { يجلس أحدكم حتى إذا كانت الشمس بين قرني شيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا تلك صلاة المنافقين قالها ثلاثا } ، لكن يجوز أداؤها مع الكراهة حتى يسقط الفرض عن ذمته ، ولا يتصور أداء الفرض وقت الاستواء قبل الزوال ; لأنه لا فرض قبله ، وكذا لا يتصور أداء الفجر مع طلوع الشمس عندنا ، حتى لو طلعت الشمس وهو في خلال الصلاة تفسد صلاته عندنا ، وعند الشافعي لا تفسد ويقول : إن النهي عن النوافل لا عن الفرائض بدليل أن عصر يومه جائز بالإجماع .

                                                                                                                                ( ونحن ) نقول النهي عام بصيغته ومعناه أيضا لما يذكر في قضاء الفرائض في هذه الأوقات ، وروي عن أبي يوسف أن الفجر لا تفسد بطلوع الشمس لكنه يصبر حتى ترتفع الشمس فيتم صلاته ; لأنا لو قلنا كذلك لكان مؤديا بعض الصلاة في الوقت ، ولو أفسدنا لوقع الكل خارج الوقت ، ولا شك أن الأول أولى والله أعلم .

                                                                                                                                ( والفرق ) بينه وبين مؤدي العصر إذا غربت عليه الشمس وهو في خلال الصلاة قد ذكرناه فيما تقدم .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية