ويكره لمن أن يركع دون الصف وإن خاف الفوت ; لما روي عن أتى الإمام وهو راكع أنه { أبي بكرة } ; لأنه لا يخلو عن إحدى الكراهتين إما أن يتصل بالصفوف فيحتاج إلى المشي في الصلاة وإنه فعل مناف للصلاة في الأصل حتى قال بعض المشايخ : إن مشى خطوة خطوة لا تفسد صلاته وإن مشى خطوتين خطوتين تفسد ، وعند بعضهم لا تفسد كيفما كان ; لأن المسجد في حكم مكان واحد لكن لا أقل من الكراهة ، وإما أن يتم الصلاة في الموضع الذي ركع فيه فيكون مصليا خلف الصفوف وحده وإنه مكروه ; لقوله عليه الصلاة والسلام { دخل المسجد فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع فكبر كما دخل المسجد ودب راكعا حتى التحق بالصفوف فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم قال له زادك الله حرصا ولا تعد } وأدنى أحوال النفي هو نفي الكمال ، ثم لا صلاة لمنتبذ خلف الصفوف إنما تكره إذا وجد فرجة في الصف فأما إذا لم يجد فلا تكره ; لأن الحال حال العذر وإنها مستثناة ألا ترى أنها لو كانت امرأة يجب عليها أن تقوم خلف الصف ؟ لأن محاذاتها الرجل مفسدة صلاة الرجل فوجب الانفراد للضرورة ، وينبغي الصلاة منفردا خلف الصف أن ينتظر من يدخل المسجد ليصطف معه خلف الصف فإن لم يجد أحدا وخاف فوت الركعة جذب من الصف إلى نفسه من يعرف منه علما وحسن الخلق لكي لا يغضب عليه فإن لم يجد يقف حينئذ خلف الصف بحذاء الإمام ، قال إذا لم يجد فرجة : محمد فما أدرك مع الإمام صلى بالسكينة والوقار وما فاته قضى ، وأصله قول النبي صلى الله عليه وسلم { ويؤمر من أدرك القوم ركوعا أن يأتي وعليه السكينة والوقار ولا يعجل في الصلاة حتى يصل إلى الصف } . إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون ولا تأتوها وأنتم تسعون ، عليكم بالسكينة والوقار ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا