الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولو نفرت دابة مسلم من دابة العدو ، أو من سوادهم من غير تنفير منهم فألقته فمات ، أو انهزم المسلمون فألقوا أنفسهم في الخندق ، أو من السور حتى ماتوا لم يكونوا شهداء ; لأن موتهم غير مضاف إلى فعل العدو ، وكذلك إذا حمل على العدو فسقط عن فرسه ، أو كان المسلمون ينقبون عليهم الحائط فسقط عليهم فماتوا لم يكونوا شهداء عند محمد خلافا لأبي يوسف ، وأصل محمد في الزيادات في [ ص: 324 ] هذه المسائل أصلا فقال : إذا صار مقتولا بفعل ينسب إلى العدو كان شهيدا ، وإلا فلا ، والأصل عند أبي يوسف أنه إذا صار مقتولا بعمل الحراب ، والقتال كان شهيدا ، وإلا فلا سواء كان منسوبا إلى العدو ، أو لا ، والأصل عند الحسن بن زياد أنه إذا صار مقتولا بمباشرة العدو ، بحيث لو وجد ذلك القتل فيما بين المسلمين في دار الإسلام لا يخلو عن وجوب قصاص ، أو كفارة كان شهيدا ، وإذا صار مقتولا بالتسبب لم يكن شهيدا ، وجنس هذه المسائل في الزيادات .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية