الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويكثر الدعاء في يومها ) أي الجمعة ( رجاء إصابة ساعة الإجابة ) لقوله صلى الله عليه وسلم { إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه ، وأشار بيده يقللها } متفق عليه من حديث أبي هريرة { وأرجاها آخر ساعة من النهار } رواه أبو داود والنسائي والحاكم بإسناد حسن عن أبي سلمة عن جابر مرفوعا وفي أوله إن { النهار اثنتا عشرة ساعة } رواه مالك وأصحاب السنن وابن خزيمة [ ص: 44 ] وابن حبان من طريق محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن عبد الله بن سلام لكن لم يحك في الإنصاف والمبدع هذا القول عن الإمام ، ولا عن أحد من أصحابنا بل ذكرا قول الإمام : أكثر الأحاديث على أنها - أي الساعة التي ترجى فيها الإجابة - بعد العصر ، وترجى بعد زوال الشمس .

                                                                                                                      وقد ذكر دليل هذين القولين مع بقية الأقوال ، وهي اثنان وأربعون قولا في فتح الباري شرح البخاري وقال ابن عبد البر عن قول الإمام : إنه أثبت شيء في هذا الباب وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن " أن أناسا من الصحابة اجتمعوا فتذاكروا ساعة الجمعة ثم افترقوا فلم يختلفوا في أنها آخر ساعة من يوم الجمعة " ورجحه كثير من الأئمة كأحمد وإسحاق ( يكون متطهرا منتظرا صلاة المغرب فإن من انتظر الصلاة فهو في صلاة ) للخبر .

                                                                                                                      وفي الدعوات للمستغفري عن عراك بن مالك أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف ، فوقف في الباب ، فقال : اللهم أجبت دعوتك ، وصليت فريضتك ، وانتشرت لما أمرتني فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية