الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإذا أراد الإمام الخروج لها وعظ الناس ) أي خوفهم وذكرهم بالخير ، لترق به قلوبهم وينصحهم ويذكرهم بالعواقب ( وأمرهم بالتوبة من المعاصي ، و بالخروج من المظالم وبأداء الحقوق ) وذلك واجب لأن المعاصي سبب القحط والتقوى سبب البركات لقوله تعالى { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } الآية [ ص: 68 ]

                                                                                                                      ( والصيام قال جماعة ثلاثة أيام يخرجون في آخر صيامها ) لأنه وسيلة إلى نزول الغيث وقد روي { دعوة الصائم لا ترد } ولما فيه من كسر الشهوة وحضور القلب ، والتذلل للرب .

                                                                                                                      ( ولا يلزمهم الصيام بأمره ) كالصدقة ، مع أنهم صرحوا بوجوب طاعته في غير المعصية وذكره بعضهم إجماعا قال في الفروع : ولعل المراد : في السياسة والتدبير ، والأمور المجتهد فيها ، لا مطلقا ولهذا جزم بعضهم تجب في الطاعة ، وتسن في المسنون ، وتكره في المكروه .

                                                                                                                      ( و ) يأمرهم أيضا ب ( الصدقة ) لأنها متضمنة للرحمة المفضية إلى رحمتهم الغيث ( وترك التشاحن ) من الشحناء وهي العداوة لأنها تحمل على المعصية والبهت ، وتمنع نزول الخير بدليل قوله صلى الله عليه وسلم { خرجت لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان فرفعت } .

                                                                                                                      ( ويعدهم يوما ) أي يعينه لهم ( يخرجون ، فيه ) للاستسقاء لحديث عائشة قالت { ووعد الناس يوما يخرجون فيه } رواه أبو داود .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية