(سورة الأنفال) مدنية كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت، nindex.php?page=showalam&ids=16414وعبد الله بن الزبير، وجاء ذلك في رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أنه سئل
nindex.php?page=showalam&ids=11الحبر عنها فقال: تلك سورة
بدر، وفي رواية أخرى أنه قال: نزلت في
بدر، وقيل: هي مدنية إلا قوله سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وإذ يمكر بك الذين كفروا الآية؛ فإنها نزلت
بمكة على ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل، ورد بأنه صح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن هذه الآية بعينها نزلت
بالمدينة، وجمع بعضهم بين القولين بما لا يخلو عن نظر. واستثنى آخرون قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يا أيها النبي حسبك الله الآية. وصححه
ابن العربي وغيره، ويؤيده ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها نزلت لما أسلم
[ ص: 158 ] nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه وهي في الشامي سبع وسبعون آية، وفي البصري والحجازي ست وسبعون. وفي الكوفي خمس وسبعون. ووجه مناسبتها لسورة الأعراف أن فيها:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وأمر بالعرف وفي هذه كثير من أفراد المأمور به. وفي تلك ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=31805قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع أقوامهم، وفي هذه ذكر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وذكر ما جرى بينه وبين قومه، وقد فصل سبحانه وتعالى في تلك قصص آل فرعون وأضرابهم وما حل بهم، وأجمل في هذه ذلك فقال سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب وأشار هناك إلى سوء زعم الكفرة في القرآن بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=203وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها وصرح سبحانه وتعالى بذلك هنا بقوله جل وعلا:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين وبين جل شأنه فيما تقدم أن
nindex.php?page=treesubj&link=19971_28890القرآن هدى ورحمة لقوم يؤمنون، وأردف سبحانه وتعالى ذلك بالأمر بالاستماع له والأمر بذكره تعالى، وهنا بين جل وعلا حال المؤمنين عند تلاوته وحالهم إذا ذكر الله تبارك اسمه بقوله عز من قائل:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون إلى غير ذلك من المناسبات، والظاهر أن وضعها هنا توقيفي وكذا وضع براءة بعدها، وهما من هذه الحيثية كسائر السور وإلى ذلك ذهب غير واحد كما مر في المقدمات.
وذكر
الجلال السيوطي أن ذكر هذه السورة هنا ليس بتوقيف من الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم للصحابة رضي الله تعالى عنهم كما هو المرجح في سائر السور بل باجتهاد من
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله تعالى عنه، وقد كان يظهر في بادي الرأي أن المناسب إيلاء الأعراف بيونس وهود لاشتراك في كل في اشتمالها على قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأنها مكية النزول خصوصا أن الحديث ورد في فضل السبع الطول وعدوا السابعة يونس، وكانت تسمى بذلك كما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الدلائل، ففي فصلها من الأعراف بسورتين فصل للنظير من سائر نظائره، هذا مع قصر سورة الأنفال بالنسبة إلى الأعراف وبراءة، وقد استشكل ذلك قديما
حبر الأمة رضي الله تعالى عنه فقال
لعثمان رضي الله تعالى عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا البسملة بينهما ووضعتموهما في السبع الطول؟ ثم ذكر جواب
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله تعالى عنه، وقد أسلفنا الخبر بطوله سؤالا وجوابا، ثم قال: وأقول: يتم مقصد
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله تعالى عنه في ذلك بأمور فتح الله تعالى بها: الأول: أنه
nindex.php?page=treesubj&link=28882جعل الأنفال قبل براءة مع قصرها لكونها مشتملة على البسملة فقدمها لتكون كقطعة منها ومفتتحها وتكون براءة لخلوها من البسملة كتتمتها وبقيتها.
ولهذا قال جماعة من السلف: إنهما سورة واحدة. الثاني: أنه وضع براءة هنا لمناسبة الطول فإنه ليس بعد الست السابقة سورة أطول منها؛ وذلك كاف في المناسبة. الثالث: أنه خلل بالسورتين أثناء السبع الطول المعلوم ترتيبها في العصر الأول للإشارة إلى أن ذلك أمر صادر لا عن توقيف وإلى أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبض قبل أن يبين كلتيهما فوضعا هنا كالوضع المستعار بخلاف ما لو وضعا بعد السبع الطول فإنه كان يوهم أن ذلك محلهما بتوقيف ولا يتوهم هذا على هذا الوضع للعلم بترتب السبع.
[ ص: 159 ] فانظر إلى هذه الدقيقة التي فتح الله تعالى بها ولا يغوص عليها الأغواص. الرابع: أنه لو أخرهما وقدم
يونس وأتى بعد براءة بهود كما في مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي لمراعاة مناسبة السبع وإيلاء بعضها بعضا لفات مع ما أشرنا إليه أمر آخر آكد في المناسبة؛ فإن الأولى بسورة يونس أن يؤتى بالسور الخمسة التي بعدها لما اشتركت فيه من المناسبات من القصص والافتتاح ب (الر) وبذكر الكتاب، ومن كونها مكيات ومن تناسب ما عدا الحجر في المقدار ومن التسمية باسم نبي، والرعد اسم ملك وهو مناسب لأسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهذه عدة مناسبات للاتصال بين يونس وما بعدها وهي آكد من هذا الوجه الواحد في تقديم يونس بعد الأعراف، ولبعض هذه الأمور قدمت سورة الحجر على النحل مع كونها أقصر منها، ولو أخرت براءة عن هذه السورة الست لبعدت المناسبة جدا لطولها بعد عدة سور أقصر منها بخلاف وضع سورة النحل بعد الحجر فإنها ليست كبراءة في الطول.
ويشهد لمراعاة الفواتح في مناسبة الوضع ما ذكرناه من
nindex.php?page=treesubj&link=28882تقديم الحجر على النحل لمناسبة (الر) قبلها، وما تقدم من
nindex.php?page=treesubj&link=28882تقديم آل عمران على النساء وإن كانت أقصر منها لمناسبتها البقرة في الافتتاح (بالم) nindex.php?page=treesubj&link=28900وتوالي الطواسين والحواميم وتوالي العنكبوت والروم ولقمان والسجدة لافتتاح كل (بالم)، ولهذا قدمت السجدة على الأحزاب التي هي أطول منها، هذا ما فتح الله تعالى به علي، ثم ذكر أن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله تعالى قدم في مصحفه البقرة والنساء وآل عمران والأعراف والأنعام والمائدة ويونس راعى السبع الطول فقدم الأطول فالأطول منها فالأطول ثم ثنى بالمئين فقدم براءة ثم النحل ثم هود ثم يوسف ثم الكهف وهكذا الأطول، وجعل الأنفال بعد النور.
ووجه المناسبة أن كلا مدنية ومشتملة على أحكام، وأن في النور:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=55وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض الآية. وفي الأنفال:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=26واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض إلخ. ولا يخفى ما بين الآيتين من المناسبة؛ فإن الأولى مشتملة على الوعد بما حصل وذكر به في الثانية فتأمل. اهـ.
وأقول: قد من الله تعالى على هذا العبد الحقير بما لم يمن به على هذا المولى الجليل والحمد لله تعالى على ذلك حيث أوقفني سبحانه على وجه مناسبة هذه السورة لما قبلها وهو لم يبين ذلك. ثم ما ذكره من عدم التوقيف في هذا الوضع في غاية البعد كما يفهم مما قدمناه في المقدمات، وسؤال
nindex.php?page=showalam&ids=11الحبر وجواب
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله تعالى عنهما ليسا نصا في ذلك، وما ذكره عليه الرحمة في أول الأمور التي فتح الله تعالى بها عليه غير ملائم بظاهره ظاهر سؤال
nindex.php?page=showalam&ids=11الحبر رضي الله تعالى عنه حيث أفاد أن إسقاط البسملة من براءة اجتهادي أيضا ويستفاد مما ذكره خلافه، وما ادعاه من أن يونس سابعة السبع الطول ليس أمرا مجمعا عليه، بل هو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير ورواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وفي رواية عند
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أنها الكهف، وذهب جماعة كما قال في إتقانه: إلى أن السبع الطول أولها البقرة وآخرها براءة، واقتصر
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير في النهاية على هذا، وعن بعضهم أن السابعة الأنفال وبراءة بناء على القول بأنهما سورة واحدة، وقد ذكر ذلك
الفيروزأبادي في قاموسه، وما ذكره في الأمر الثاني يغني عنه ما علل به
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله تعالى عنه. فقد أخرج
النحاس في ناسخه عنه أنه قال: كانت الأنفال وبراءة يدعيان في زمن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم القرينتين؛ فلذلك جعلتهما في السبع الطول، وما ذكره من مراعاة الفواتح في المناسبة غير مطرد؛ فإن الجن والكافرون والإخلاص مفتتحات بقل مع الفصل بعدة سور بين الأولى والثانية والفصل بسورتين بين الثانية والثالثة، وبعد هذا كله لا يخلو ما ذكره عن نظر كما لا يخفى على المتأمل فتأمل.
(سُورَةُ الْأَنْفَالِ) مَدَنِيَّةٌ كَمَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16414وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَجَاءَ ذَلِكَ فِي رِوَايَةٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11868أَبُو الشَّيْخِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=11الْحَبْرُ عَنْهَا فَقَالَ: تِلْكَ سُورَةُ
بَدْرٍ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَتْ فِي
بَدْرٍ، وَقِيلَ: هِيَ مَدَنِيَّةٌ إِلَّا قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا الْآيَةَ؛ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ عَلَى مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ، وَرَدَ بِأَنَّهُ صَحَّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ بِعَيْنِهَا نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ، وَجَمَعَ بَعْضُهُمْ بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ بِمَا لَا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ. وَاسْتَثْنَى آخَرُونَ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ الْآيَةَ. وَصَحَّحَهُ
ابْنُ الْعَرَبِيِّ وَغَيْرُهُ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْبَزَّارُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهَا نَزَلَتْ لَمَّا أَسْلَمَ
[ ص: 158 ] nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَهِيَ فِي الشَّامِيِّ سَبْعٌ وَسَبْعُونَ آيَةً، وَفِي الْبَصْرِيِّ وَالْحِجَازِيِّ سِتٌّ وَسَبْعُونَ. وَفِي الْكُوفِيِّ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ. وَوَجْهُ مُنَاسَبَتِهَا لِسُورَةِ الْأَعْرَافِ أَنَّ فِيهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَفِي هَذِهِ كَثِيرٌ مِنْ أَفْرَادِ الْمَأْمُورِ بِهِ. وَفِي تِلْكَ ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=31805قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَعَ أَقْوَامِهِمْ، وَفِي هَذِهِ ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذِكْرُ مَا جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ، وَقَدْ فَصَّلَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي تِلْكَ قَصَصَ آلِ فِرْعَوْنَ وَأَضْرَابِهِمْ وَمَا حَلَّ بِهِمْ، وَأَجْمَلَ فِي هَذِهِ ذَلِكَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهِ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهِ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَشَارَ هُنَاكَ إِلَى سُوءِ زَعْمِ الْكَفَرَةِ فِي الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=203وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا وَصَرَّحَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِذَلِكَ هُنَا بِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وَبَيَّنَ جَلَّ شَأْنُهُ فِيمَا تَقَدَّمَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19971_28890الْقُرْآنَ هُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، وَأَرْدَفَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذَلِكَ بِالْأَمْرِ بِالِاسْتِمَاعِ لَهُ وَالْأَمْرِ بِذِكْرِهِ تَعَالَى، وَهُنَا بَيَّنَ جَلَّ وَعَلَا حَالَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ تِلَاوَتِهِ وَحَالَهُمْ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ تَبَارَكَ اسْمُهُ بِقَوْلِهِ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمُنَاسَبَاتِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ وَضْعَهَا هُنَا تَوْقِيفِيٌّ وَكَذَا وَضْعُ بَرَاءَةَ بَعْدَهَا، وَهُمَا مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ كَسَائِرِ السُّوَرِ وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ غَيْرُ وَاحِدٍ كَمَا مَرَّ فِي الْمُقَدِّمَاتِ.
وَذَكَرَ
الْجَلَالُ السُّيُوطِيُّ أَنَّ ذِكْرَ هَذِهِ السُّورَةِ هُنَا لَيْسَ بِتَوْقِيفٍ مِنَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ كَمَا هُوَ الْمُرَجَّحُ فِي سَائِرِ السُّوَرِ بَلْ بِاجْتِهَادٍ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَقَدْ كَانَ يَظْهَرُ فِي بَادِي الرَّأْيِ أَنَّ الْمُنَاسِبَ إِيلَاءُ الْأَعْرَافِ بِيُونُسَ وَهُودٍ لِاشْتِرَاكٍ فِي كُلٍّ فِي اشْتِمَالِهَا عَلَى قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَأَنَّهَا مَكِّيَّةُ النُّزُولِ خُصُوصًا أَنَّ الْحَدِيثَ وَرَدَ فِي فَضْلِ السَّبْعِ الطُّوَلِ وَعَدُّوا السَّابِعَةَ يُونُسَ، وَكَانَتْ تُسَمَّى بِذَلِكَ كَمَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ، فَفِي فَصْلِهَا مِنَ الْأَعْرَافِ بِسُورَتَيْنِ فَصْلٌ لِلنَّظِيرِ مِنْ سَائِرِ نَظَائِرِهِ، هَذَا مَعَ قِصَرِ سُورَةِ الْأَنْفَالِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْأَعْرَافِ وَبَرَاءَةَ، وَقَدِ اسْتَشْكَلَ ذَلِكَ قَدِيمًا
حَبْرُ الْأُمَّةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ
لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي وَإِلَى بَرَاءَةَ وَهِيَ مَنِ الْمِئِينَ فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا وَلَمْ تَكْتُبُوا الْبَسْمَلَةَ بَيْنَهُمَا وَوَضَعْتُمُوهُمَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ؟ ثُمَّ ذَكَرَ جَوَابَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَقَدْ أَسْلَفْنَا الْخَبَرَ بِطُولِهِ سُؤَالًا وَجَوَابًا، ثُمَّ قَالَ: وَأَقُولُ: يَتِمُّ مَقْصِدُ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي ذَلِكَ بِأُمُورٍ فَتَحَ اللَّهِ تَعَالَى بِهَا: الْأَوَّلُ: أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28882جَعَلَ الْأَنْفَالَ قَبْلَ بَرَاءَةَ مَعَ قِصَرِهَا لِكَوْنِهَا مُشْتَمِلَةً عَلَى الْبَسْمَلَةِ فَقَدَّمَهَا لِتَكُونَ كَقِطْعَةٍ مِنْهَا وَمُفْتَتَحِهَا وَتَكُونُ بَرَاءَةُ لِخُلُوِّهَا مِنَ الْبَسْمَلَةِ كَتَتِمَّتِهَا وَبَقِيَّتِهَا.
وَلِهَذَا قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ: إِنَّهُمَا سُورَةٌ وَاحِدَةٌ. الثَّانِي: أَنَّهُ وَضَعَ بَرَاءَةَ هُنَا لِمُنَاسَبَةِ الطُّولِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَعْدَ السِّتِّ السَّابِقَةِ سُورَةٌ أَطْوَلُ مِنْهَا؛ وَذَلِكَ كَافٍ فِي الْمُنَاسَبَةِ. الثَّالِثُ: أَنَّهُ خَلَّلَ بِالسُّورَتَيْنِ أَثْنَاءَ السَّبْعِ الطُّوَلِ الْمَعْلُومُ تَرْتِيبُهَا فِي الْعَصْرِ الْأَوَّلِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ صَادِرٌ لَا عَنْ تَوْقِيفٍ وَإِلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ قَبْلَ أَنْ يُبَيِّنَ كِلْتَيْهِمَا فَوُضِعَا هُنَا كَالْوَضْعِ الْمُسْتَعَارِ بِخِلَافِ مَا لَوْ وُضِعَا بَعْدَ السَّبْعِ الطُّوَلِ فَإِنَّهُ كَانَ يُوهِمُ أَنَّ ذَلِكَ مَحَلُّهُمَا بِتَوْقِيفٍ وَلَا يُتَوَهَّمُ هَذَا عَلَى هَذَا الْوَضْعِ لِلْعِلْمِ بِتَرَتُّبِ السَّبْعِ.
[ ص: 159 ] فَانْظُرْ إِلَى هَذِهِ الدَّقِيقَةِ الَّتِي فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا وَلَا يَغُوصُ عَلَيْهَا الْأَغْوَاصُ. الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَوْ أَخَّرَهُمَا وَقَدَّمَ
يُونُسَ وَأَتَى بَعْدَ بَرَاءَةَ بِهُودٍ كَمَا فِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٍّ لِمُرَاعَاةِ مُنَاسَبَةِ السَّبْعِ وَإِيلَاءِ بَعْضِهَا بَعْضًا لَفَاتَ مَعَ مَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ أَمْرٌ آخَرُ آكَدُ فِي الْمُنَاسَبَةِ؛ فَإِنَّ الْأَوْلَى بِسُورَةِ يُونُسَ أَنْ يُؤْتَى بِالسُّورِ الْخَمْسَةِ الَّتِي بَعْدَهَا لِمَا اشْتَرَكَتْ فِيهِ مِنَ الْمُنَاسَبَاتِ مِنَ الْقَصَصِ وَالِافْتِتَاحِ بِ (الر) وَبِذِكْرِ الْكِتَابِ، وَمِنْ كَوْنِهَا مَكِّيَّاتٍ وَمِنْ تَنَاسُبِ مَا عَدَا الْحِجْرَ فِي الْمِقْدَارِ وَمِنَ التَّسْمِيَةِ بِاسْمِ نَبِيٍّ، وَالرَّعْدُ اسْمُ مَلَكٍ وَهُوَ مُنَاسِبٌ لِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَهَذِهِ عِدَّةُ مُنَاسَبَاتٍ لِلِاتِّصَالِ بَيْنَ يُونُسَ وَمَا بَعْدَهَا وَهِيَ آكَدُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ الْوَاحِدِ فِي تَقْدِيمِ يُونُسَ بَعْدَ الْأَعْرَافِ، وَلِبَعْضِ هَذِهِ الْأُمُورِ قُدِّمَتْ سُورَةُ الْحِجْرِ عَلَى النَّحْلِ مَعَ كَوْنِهَا أَقْصَرَ مِنْهَا، وَلَوْ أُخِّرَتْ بَرَاءَةُ عَنْ هَذِهِ السُّورَةِ السِّتِّ لَبَعُدَتِ الْمُنَاسَبَةُ جِدًّا لِطُولِهَا بَعْدَ عِدَّةِ سُوَرٍ أَقْصَرَ مِنْهَا بِخِلَافِ وَضْعِ سُورَةِ النَّحْلِ بَعْدَ الْحِجْرِ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ كَبَرَاءَةَ فِي الطُّولِ.
وَيَشْهَدُ لِمُرَاعَاةِ الْفَوَاتِحِ فِي مُنَاسَبَةِ الْوَضْعِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28882تَقْدِيمِ الْحِجْرِ عَلَى النَّحْلِ لِمُنَاسَبَةِ (الر) قَبْلَهَا، وَمَا تَقَدَّمَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28882تَقْدِيمِ آلِ عِمْرَانَ عَلَى النِّسَاءِ وَإِنْ كَانَتْ أَقْصَرَ مِنْهَا لِمُنَاسَبَتِهَا الْبَقَرَةَ فِي الِافْتِتَاحِ (بالم) nindex.php?page=treesubj&link=28900وَتَوَالِي الطَّوَاسِينِ وَالْحَوَامِيمِ وَتَوَالِي الْعَنْكَبُوتِ وَالرُّومِ وَلُقْمَانَ وَالسَّجْدَةِ لِافْتِتَاحِ كُلٍّ (بالم)، وَلِهَذَا قُدِّمَتِ السَّجْدَةُ عَلَى الْأَحْزَابِ الَّتِي هِيَ أَطْوَلُ مِنْهَا، هَذَا مَا فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَلَيَّ، ثُمَّ ذُكِرَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى قَدَّمَ فِي مُصْحَفِهِ الْبَقَرَةَ وَالنِّسَاءَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالْأَعْرَافَ وَالْأَنْعَامَ وَالْمَائِدَةَ وَيُونُسَ رَاعَى السَّبْعَ الطُّوَلَ فَقَدَّمَ الْأَطْوَلَ فَالْأَطْوَلَ مِنْهَا فَالْأَطْوَلَ ثُمَّ ثَنَى بِالْمِئِينَ فَقَدَّمَ بَرَاءَةَ ثُمَّ النَّحْلَ ثُمَّ هُودَ ثُمَّ يُوسُفَ ثُمَّ الْكَهْفَ وَهَكَذَا الْأَطْوَلُ، وَجَعَلَ الْأَنْفَالَ بَعْدَ النُّورِ.
وَوَجْهُ الْمُنَاسَبَةِ أَنَّ كُلًّا مَدَنِيَّةٌ وَمُشْتَمِلَةٌ عَلَى أَحْكَامٍ، وَأَنَّ فِي النُّورِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=55وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ الْآيَةَ. وَفِي الْأَنْفَالِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=26وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ إِلَخْ. وَلَا يَخْفَى مَا بَيْنَ الْآيَتَيْنِ مِنَ الْمُنَاسَبَةِ؛ فَإِنَّ الْأُولَى مُشْتَمِلَةٌ عَلَى الْوَعْدِ بِمَا حَصَلَ وَذُكِرَ بِهِ فِي الثَّانِيَةِ فَتَأَمَّلْ. اهـ.
وَأَقُولُ: قَدْ مَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الْحَقِيرِ بِمَا لَمْ يَمُنَّ بِهِ عَلَى هَذَا الْمَوْلَى الْجَلِيلِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ حَيْثُ أَوْقَفَنِي سُبْحَانَهُ عَلَى وَجْهِ مُنَاسَبَةِ هَذِهِ السُّورَةِ لِمَا قَبْلَهَا وَهُوَ لَمْ يُبَيِّنْ ذَلِكَ. ثُمَّ مَا ذَكَرَهُ مِنْ عَدَمِ التَّوْقِيفِ فِي هَذَا الْوَضْعِ فِي غَايَةِ الْبُعْدِ كَمَا يُفْهَمُ مِمَّا قَدَّمْنَاهُ فِي الْمُقَدِّمَاتِ، وَسُؤَالُ
nindex.php?page=showalam&ids=11الْحَبْرِ وَجَوَابُ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا لَيْسَا نَصًّا فِي ذَلِكَ، وَمَا ذَكَرَهُ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ فِي أَوَّلِ الْأُمُورِ الَّتِي فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا عَلَيْهِ غَيْرُ مُلَائِمٍ بِظَاهِرِهِ ظَاهِرَ سُؤَالِ
nindex.php?page=showalam&ids=11الْحَبْرِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ حَيْثُ أَفَادَ أَنَّ إِسْقَاطَ الْبَسْمَلَةِ مِنْ بَرَاءَةَ اجْتِهَادِيٌّ أَيْضًا وَيُسْتَفَادُ مِمَّا ذَكَرَهُ خِلَافُهُ، وَمَا ادَّعَاهُ مِنْ أَنَّ يُونُسَ سَابِعَةُ السَّبْعِ الطُّوَلِ لَيْسَ أَمْرًا مُجْمَعًا عَلَيْهِ، بَلْ هُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَابْنِ جُبَيْرٍ وَرِوَايَةٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمِ أَنَّهَا الْكَهْفُ، وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ كَمَا قَالَ فِي إِتْقَانِهِ: إِلَى أَنَّ السَّبْعَ الطُّوَلَ أَوَّلُهَا الْبَقَرَةُ وَآخِرُهَا بَرَاءَةُ، وَاقْتَصَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابْنُ الْأَثِيرِ فِي النِّهَايَةِ عَلَى هَذَا، وَعَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّ السَّابِعَةَ الْأَنْفَالُ وَبَرَاءَةُ بِنَاءً عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّهُمَا سُورَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ
الْفَيْرُوزَأَبَادِيُّ فِي قَامُوسِهِ، وَمَا ذَكَرَهُ فِي الْأَمْرِ الثَّانِي يُغْنِي عَنْهُ مَا عَلَّلَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ. فَقَدْ أَخْرَجَ
النَّحَّاسُ فِي نَاسِخِهِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: كَانَتِ الْأَنْفَالُ وَبَرَاءَةُ يُدْعَيَانِ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَرِينَتَيْنِ؛ فَلِذَلِكَ جَعَلْتُهُمَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ، وَمَا ذَكَرَهُ مِنْ مُرَاعَاةِ الْفَوَاتِحِ فِي الْمُنَاسَبَةِ غَيْرُ مُطَّرِدٍ؛ فَإِنَّ الْجِنَّ وَالْكَافِرُونَ وَالْإِخْلَاصَ مُفْتَتَحَاتٌ بِقُلْ مَعَ الْفَصْلِ بِعِدَّةِ سُوَرٍ بَيْنَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ وَالْفَصْلِ بِسُورَتَيْنِ بَيْنَ الثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ، وَبَعْدَ هَذَا كُلِّهِ لَا يَخْلُو مَا ذَكَرَهُ عَنْ نَظَرٍ كَمَا لَا يَخْفَى عَلَى الْمُتَأَمِّلِ فَتَأَمَّلْ.