nindex.php?page=treesubj&link=19037_30455_30532_30539_30550_32408_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ولئن أخرنا عنهم العذاب أي المترتب على بعثهم أو الموعود بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير وقيل: عذاب يوم
بدر، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قتل
جبريل عليه السلام المستهزئين وهم خمسة نفر أهلكوا قبل
بدر، والظاهر أن المراد العذاب الشامل للكفرة، ويؤيد ذلك ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال: لما نزل
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم قال ناس: إن الساعة قد اقتربت فتناهوا فتناهى القوم قليلا ثم عادوا إلى أعمالهم أعمال السوء، فأنزل الله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله فلا تستعجلوه ، فقال أناس من أهل الضلالة: هذا أمر الله تعالى قد أتى فتناهى القوم ثم عادوا إلى عكرهم عكر السوء، فأنزل الله تعالى هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8إلى أمة معدودة أي طائفة من الأيام قليلة لأن ما يحصره العد قليل.
وقيل: المراد من الأمة الجماعة من الناس أي: ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى جماعة يتعارفون ولا يكون فيهم مؤمن، ونقل هذا عن
علي بن عيسى، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13980الجبائي أن المعنى إلى أمة بعد هؤلاء نكلفهم فيعصون فتقتضي الحكمة إهلاكهم وإقامة القيامة، وروى
الإمامية -وهم بيت الكذب- عن
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر، وأبي عبد الله رضي الله تعالى عنهما أن المراد بالأمة المعدودة أصحاب
المهدي في آخر الزمان، وهم ثلثمائة وبضعة عشر رجلا كعدة أهل
بدر. nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ليقولن ما يحبسه أي أي شيء يمنعه من المجيء فكأنه يريده ويمنعه مانع، وكانوا يقولون ذلك بطريق الاستعجال وهو كناية عن الاستهزاء والتكذيب؛ لأنهم لو صدقوا به لم يستعجلوه، وليس غرضهم الاعتراف بمجيئه والاستفسار عن حابسه كما يرشد إليه ما بعد.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ألا يوم يأتيهم ذلك العذاب الأخروي أو الدنيوي
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ليس مصروفا عنهم أي أنه لا يرفعه رافع أبدا أو لا يدفعه عنهم دافع بل هو واقع بهم والظاهر أن (يوم) منصوب –ب مصروفا- الواقع خبر ليس، واستدل بذلك جمهور البصريين على جواز تقديم خبرها عليها كما يجوز تقديمه على اسمها بلا خلاف معتد به؛ لأن تقديم المعمول يؤذن بتقديم العامل بطريق الأولى، وإلا لزم مزية الفرع على أصله، وذهب الكوفيون
nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد إلى عدم الجواز وادعوا أن الآية لا تصلح حجة لأن القاعدة المشار إليها غير مطردة ألا ترى قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فأما اليتيم فلا تقهر كيف تقدم معمول الفعل مع امتناع تقديمه لأن الفعل لا يلي أما، وجاء عن الحجازيين أنهم يقولون ما اليوم زيد ذاهبا مع أنه لا يجوز تقديم خبر ما اتفاقا، وأيضا المعمول فيها ظرف والأمر فيه مبني على
[ ص: 15 ] التسامح مع أنه قيل: إنه متعلق بفعل محذوف دل عليه ما بعده، والتقدير ألا يصرف عنهم العذاب أو يلازمهم يوم يأتيهم، ومنهم من جعله متعلقا –بيخافون- محذوفا أي ألا يخافون يوم إلخ.. وقيل: هو مبتدأ لا متعلق –بمصروفا- ولا بمحذوف، وبني على الفتح لإضافته للجملة، ونظير ذلك قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119هذا يوم ينفع الصادقين على قراءة الفتح، وأنت تعلم أن في بناء الظرف المضاف لجملة صدرها مضارع معرف خلافا بين النحاة، وأن الظاهر تعلقه –بمصروفا- نعم عدم صلاحية الآية للاحتجاج بما لا ريب فيه، وفي البحر قد تتبعت جملة من دواوين العرب فلم أظفر بتقديم خبر ليس عليها ولا بتقديم معموله إلا ما دل عليه ظاهر هذه الآية الكريمة، وقول الشاعر:
فيأبى فما يزداد إلا لجاجة وكنت أبيا في الخنى لست أقدم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وحاق بهم أي: نزل وأحاط، وأصله حق فهو -كزل وزال، وذم وذام- والمراد يحيق بهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ما كانوا به يستهزئون
إلا أنه عبر بالماضي لتحقق الوقوع، والمراد بالموصول العذاب، وعبر به عنه تهويلا لمكانه، وإشعارا بعلية ما ورد في حيز الصلة من استهزائهم به لنزوله وإحاطته ووضع الاستهزاء موضع الاستعجال لأنه كان استهزاء
nindex.php?page=treesubj&link=19037_30455_30532_30539_30550_32408_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ أَيِ الْمُتَرَتِّبَ عَلَى بَعْثِهِمْ أَوِ الْمَوْعُودَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=3وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ وَقِيلَ: عَذَابُ يَوْمِ
بَدْرٍ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ قَتَلَ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمُسْتَهْزِئِينَ وَهُمْ خَمْسَةُ نَفَرٍ أُهْلِكُوا قَبْلَ
بَدْرٍ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ الْعَذَابُ الشَّامِلُ لِلْكَفَرَةِ، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ قَالَ نَاسٌ: إِنَّ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ فَتَنَاهَوْا فَتَنَاهَى الْقَوْمُ قَلِيلًا ثُمَّ عَادُوا إِلَى أَعْمَالِهِمْ أَعْمَالِ السُّوءِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ، فَقَالَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالَةِ: هَذَا أَمْرُ اللَّهِ تَعَالَى قَدْ أَتَى فَتَنَاهَى الْقَوْمُ ثُمَّ عَادُوا إِلَى عَكْرِهِمْ عَكْرِ السُّوءِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ أَيْ طَائِفَةٍ مِنَ الْأَيَّامِ قَلِيلَةٍ لِأَنَّ مَا يَحْصُرُهُ الْعَدُّ قَلِيلٌ.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ مِنَ الْأُمَّةِ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ أَيْ: وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى جَمَاعَةٍ يَتَعَارَفُونَ وَلَا يَكُونُ فِيهِمْ مُؤْمِنٌ، وَنُقِلَ هَذَا عَنْ
عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13980الْجُبَّائِيِّ أَنَّ الْمَعْنَى إِلَى أُمَّةٍ بَعْدَ هَؤُلَاءِ نُكَلِّفُهُمْ فَيَعْصُونَ فَتَقْتَضِي الْحِكْمَةُ إِهْلَاكَهُمْ وَإِقَامَةَ الْقِيَامَةِ، وَرَوَى
الْإِمَامِيَّةُ -وَهُمْ بَيْتُ الْكَذِبِ- عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبِي جَعْفَرٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأُمَّةِ الْمَعْدُودَةِ أَصْحَابُ
الْمَهْدِيِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، وَهُمْ ثَلَثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا كَعِدَّةِ أَهْلِ
بَدْرٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَيْ أَيُّ شَيْءٍ يَمْنَعُهُ مِنَ الْمَجِيءِ فَكَأَنَّهُ يُرِيدُهُ وَيَمْنَعُهُ مَانِعٌ، وَكَانُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ بِطَرِيقِ الِاسْتِعْجَالِ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ الِاسْتِهْزَاءِ وَالتَّكْذِيبِ؛ لِأَنَّهُمْ لَوْ صَدَّقُوا بِهِ لَمْ يَسْتَعْجِلُوهُ، وَلَيْسَ غَرَضُهُمْ الِاعْتِرَافَ بِمَجِيئِهِ وَالِاسْتِفْسَارَ عَنْ حَابِسِهِ كَمَا يُرْشِدُ إِلَيْهِ مَا بَعْدُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ ذَلِكَ الْعَذَابُ الْأُخْرَوِيُّ أَوِ الدُّنْيَوِيُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ أَيْ أَنَّهُ لَا يَرْفَعُهُ رَافِعٌ أَبَدًا أَوْ لَا يَدْفَعُهُ عَنْهُمْ دَافِعٌ بَلْ هُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالظَّاهِرُ أَنَّ (يَوْمَ) مَنْصُوبٌ –بِ مَصْرُوفًا- الْوَاقِعُ خَبَرَ لَيْسَ، وَاسْتَدَلَّ بِذَلِكَ جُمْهُورُ الْبَصْرِيِّينَ عَلَى جَوَازِ تَقْدِيمِ خَبَرِهَا عَلَيْهَا كَمَا يَجُوزُ تَقْدِيمُهُ عَلَى اسْمِهَا بِلَا خِلَافٍ مُعْتَدٍّ بِهِ؛ لِأَنَّ تَقْدِيمَ الْمَعْمُولِ يُؤْذِنُ بِتَقْدِيمِ الْعَامِلِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى، وَإِلَّا لَزِمَ مَزِيَّةُ الْفَرْعِ عَلَى أَصْلِهِ، وَذَهَبَ الْكُوفِيُّونَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرَّدُ إِلَى عَدَمِ الْجَوَازِ وَادَّعَوْا أَنَّ الْآيَةَ لَا تَصْلُحُ حُجَّةً لِأَنَّ الْقَاعِدَةَ الْمُشَارَ إِلَيْهَا غَيْرُ مُطَّرِدَةٍ أَلَا تَرَى قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ كَيْفَ تَقَدَّمَ مَعْمُولُ الْفِعْلِ مَعَ امْتِنَاعِ تَقْدِيمِهِ لِأَنَّ الْفِعْلَ لَا يَلِي أَمَّا، وَجَاءَ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا الْيَوْمَ زَيْدٌ ذَاهِبًا مَعَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ خَبَرِ مَا اتِّفَاقًا، وَأَيْضًا الْمَعْمُولُ فِيهَا ظَرْفٌ وَالْأَمْرُ فِيهِ مَبْنِيٌّ عَلَى
[ ص: 15 ] التَّسَامُحِ مَعَ أَنَّهُ قِيلَ: إِنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ مَا بَعْدَهُ، وَالتَّقْدِيرُ أَلَّا يُصْرَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابُ أَوْ يُلَازِمَهُمْ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ مُتَعَلِّقًا –بِيَخَافُونَ- مَحْذُوفًا أَيْ أَلَّا يَخَافُونَ يَوْمَ إِلَخْ.. وَقِيلَ: هُوَ مُبْتَدَأٌ لَا مُتَعَلِّقٌ –بِمَصْرُوفًا- وَلَا بِمَحْذُوفٍ، وَبُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ لِإِضَافَتِهِ لِلْجُمْلَةِ، وَنَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ عَلَى قِرَاءَةِ الْفَتْحِ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ فِي بِنَاءِ الظَّرْفِ الْمُضَافِ لِجُمْلَةٍ صَدْرُهَا مُضَارِعٌ مُعَرَّفٌ خِلَافًا بَيْنَ النُّحَاةِ، وَأَنَّ الظَّاهِرَ تَعَلُّقُهُ –بِمَصْرُوفًا- نَعَمْ عَدَمُ صَلَاحِيَةِ الْآيَةِ لِلِاحْتِجَاجِ بِمَا لَا رَيْبَ فِيهِ، وَفِي الْبَحْرِ قَدْ تَتَبَّعْتُ جُمْلَةً مِنْ دَوَاوِينِ الْعَرَبِ فَلَمْ أَظْفَرْ بِتَقْدِيمِ خَبَرٍ لَيْسَ عَلَيْهَا وَلَا بِتَقْدِيمِ مَعْمُولِهِ إِلَّا مَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَيَأْبَى فَمَا يَزْدَادُ إِلَّا لَجَاجَةً وَكُنْتُ أَبِيًّا فِي الْخَنَى لَسْتُ أَقْدِمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وَحَاقَ بِهِمْ أَيْ: نَزَلَ وَأَحَاطَ، وَأَصْلُهُ حَقَّ فَهُوَ -كَزَلَّ وَزَالَ، وَذَمَّ وَذَامَ- وَالْمُرَادُ يَحِيقُ بِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
إِلَّا أَنَّهُ عَبَّرَ بِالْمَاضِي لِتَحَقُّقِ الْوُقُوعِ، وَالْمُرَادُ بِالْمَوْصُولِ الْعَذَابُ، وَعَبَّرَ بِهِ عَنْهُ تَهْوِيلًا لِمَكَانِهِ، وَإِشْعَارًا بِعَلِيَّةِ مَا وَرَدَ فِي حَيِّزِ الصِّلَةِ مِنِ اسْتِهْزَائِهِمْ بِهِ لِنُزُولِهِ وَإِحَاطَتِهِ وَوَضْعِ الِاسْتِهْزَاءِ مَوْضِعَ الِاسْتِعْجَالِ لِأَنَّهُ كَانَ اسْتِهْزَاءً