ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة أي أعطيناه نعمة من صحة، وأمن وجدة، وغيرها وأوصلناها إليه بحيث يجد لذتها، فالإذاقة مجاز عن هذا الإعطاء ثم نزعناها أي سلبنا تلك الرحمة منه صلة النزع، والتعبير به للإشعار بشدة تعلقه بها وحرصه عليه إنه ليئوس شديد اليأس كثيره قطوع رجاءه من عود مثل تلك النعمة عاجلا أو آجلا بفضل الله تعالى لعدم صبره وتوكله عليه سبحانه وثقته به.
كفور كثير الكفران لما سلف لله تعالى عليه من النعم، وتأخير هذا الوصف عن وصف يأسهم لرعاية الفواصل على أن اليأس من باب الكفران للنعمة السالفة أيضا