وذكر البعض أن في لفظ الإذاقة والمس بناء على أن الذوق ما يختبر به الطعوم، والمس أول الوصول تنبيها على أن ما يجد الإنسان في الدنيا من المنح والمحن نموذج لما يجده في الآخرة، وأنه يقع في الكفران والبطر بأدنى شيء ليقولن ذهب السيئات عني أي المصائب التي تسوؤني ولن يعتريني بعد أمثالها إنه لفرح [ ص: 16 ] بطر بالنعمة مغتر بها، وأصله فارح إلا أنه حول لما ترى للمبالغة، وفي البحر أن فعلا بكسر العين هو قياس اسم الفاعل من فعل اللازم، وقرئ (فرح) بضم الراء كما تقول: ندس، ونطس، وأكثر ما ورد الفرح في القرآن للذم، فإذا قصد المدح قيد كقوله سبحانه: فرحين بما آتاهم الله من فضله ، فخور متعاظم على الناس بما أوتي من النعم مشغول بذلك عن القيام بحقها، واللام في (لئن) في الآيات الأربع موطئة للقسم وجوابه ساد مسد جواب الشرط كما في قوله:
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها