ولقد آتينا موسى الكتاب أي التوراة فاختلف فيه أي في شأن الكتاب وكونه من عند الله تعالى فآمن به قوم وكفر به آخرون فلا تبال باختلاف قومك فيما آتيناك من القرآن، وقولهم: لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك وزعمهم (إنك افتريته).
وجوز رجوع الضمير إلى موسى وهو خلاف الظاهر، وإن كان الاختلاف فيه عليه السلام هل هو نبي أم لا؟ مستلزما للاختلاف في كتابه هل هو من الله تعالى أم لا، وقيل: إن -في- على هذا الاحتمال بمعنى على، أي فاختلف قومه عليه وتعنتوا كما فعل قومك معك ولولا كلمة سبقت من ربك وهي كلمة القضاء بتأخير العذاب إلى الأجل المعلوم على حسب الحكمة الداعية إلى ذلك لقضي بينهم أي لأوقع القضاء بين المختلفين من قومك بإنزال العذاب الذي يستحقه المبطلون ليتميزوا به عن المحقين، وفي البحر إن الظاهر عود الضمير على قوم موسى، قيل: وليس بذاك.
وقال عوده على القومين أحسن عندي، وتعقب بأن قوله سبحانه: ابن عطية: وإن كلا إلخ ظاهر في التعميم بعد التخصيص، وفيه نظر، والأولى عندي الأول وإنهم أي وإن كفار قومك أريد بالضمير بعض من رجع إليهم ضمير بينهم للأمن من الإلباس لفي شك عظيم منه أي من القرآن وإن لم [ ص: 149 ] يجر له ذكر فإن ذكر إيتاء كتاب موسى ووقوع الاختلاف فيه لا سيما بصدد التسلية يناديه نداء غير خفي.
وقيل: الضمير للوعيد المفهوم من الكلام مريب أي موقع في الريبة، وجوز أن يكون من أراب إذا صار ذا ريبة