nindex.php?page=treesubj&link=30296_30351_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مهطعين مسرعين إلى الداعي قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وقيده في البحر بقوله : بذلة واستكانة كإسراع الأسير والخائف وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش : مقبلين للإصغاء وأنشد : .
بدجلة دارهم ولقد أراهم بدجلة مهطعين إلى السماع
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : مديمين النظر لا يطرفون وقال
أحمد بن يحيى : المهطع الذي ينظر في ذل وخشوع لا يقلع بصره وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري أن الإهطاع التجميح وهو قبض الرجل ما بين عينيه وقيل : إن الإهطاع مد العنق والهطع طول العنق وذكر بعضهم أن أهطع وهطع بمعنى وإن كل المعاني تدور على الإقبال
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مقنعي رءوسهم رافعيها مع الإقبال بأبصارهم إلى ما بين أيديهم من غير التفات إلى شيء قاله
ابن عرفة والقتيبي .
وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج قول
الشماخ يصف إبلا ترعى أعلى الشجر : .
يباكرن العضاة بمقنعات نواجذهن كالحد الوقيع
وأنشده
الجوهري لكون الإقناع انعطاف الإنسان إلى داخل الفم يقال : فم مقنع أي معطوفة أسنانه إلى داخله وهو الظاهر وفسر
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما المقنع بالرافع رأسه أيضا وأنشد له قول
زهير : .
هجان وحمر مقنعات رؤوسها وأصفر مشمول من الزهر فاقع
[ ص: 246 ] ويقال : أقنع رأسه نكسه وطأطأه فهو من الأضداد قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد وكونه بمعنى رفع أعرف في اللغة . اهـ . وقيل : ومن المعنى الأول قنع الرجل إذا رضي بما هو فيه كأنه رفع رأسه عن السؤال : وقد يقال : إنه من الثاني كأنه طأطأ رأسه ولم يرفعه للسؤال ولم يستشرف إلى غير ما عنده ونصب الوصفين على أنهما حالان من مضاف محذوف أي أصحاب الأبصار بناء على أنه يقال : شخص زيد ببصره أو الأبصار تدل على أصحابها فجاءت الحال من المدلول عليه ذكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء وجوز أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مهطعين منصوبا بفعل مقدر أي تبصرهم مهطعين و
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مقنعي رءوسهم على هذا قيل : حال من المستتر في
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مهطعين فهي حال متداخلة وإضافته غير حقيقية فلذا وقع حالا وقال بعض الأفاضل : إن في اعتبار الحالية من أصحاب حسبما ذكر أولا ما لا يخفى من البعد والتكلف والأولى والله تعالى أعلم جعل ذلك حالا مقدرة من مفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=42يؤخرهم وقوله سبحانه : تشخص فيه الأبصار بيان حال عموم الخلائق ولذلك أوثر فيه الجملة الفعلية فإن المؤمنين المخلصين لا يستمرون على تلك الحال بخلاف الكفار حيث يستمرون عليها ولذلك عبر عن حالهم بما يدل على الدوام والثبات فلا يرد على هذا توهم التكرار بين
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مهطعين و
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=42تشخص فيه الأبصار على بعض التفاسير وبنحو ذلك رفع التكرار بين الأول وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43لا يرتد إليهم طرفهم بمعنى لا يرجع إليهم تحريك أجفانهم حسبما كان يرجع إليهم كل لحظة فالطرف باق على أصل معناه وهو تحريك الجفن والكلام كناية عن بقاء العين مفتوحة على حالها وجوز أن يراد بالطرف نفس الجفن مجازا لأنه يكون فيه ذلك أي لا ترجع إليهم أجفانهم التي يكون فيها الطرف وقال
الجوهري : الطرف العين ولا يجمع لأنه في الأصل مصدر فيكون واحدا ويكون جمعا وذكر الآية وفسره بذلك
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان أيضا وأنشد قول الشاعر : .
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
وليس ما ذكر متعينا فيه وهو معنى مجازي له وكذا النظر وجوز إرادته على معنى لا يرجع إليهم نظرهم لينظروا إلى أنفسهم فضلا عن شيء آخر بل يبقون مبهوتين ولا ينبغي كما في الكشف أن يتخيل تعلق إليهم بما بعده على معنى لا يرجع نظرهم إلى أنفسهم أي لا يكون منهم نظر كذلك لأن صلة المصدر لا تتقدم والمسألة في مثل ما نحن فيه خلافية ودعوى عدم الجمع ادعاها جمع وادعى
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أنه قد جاء مجموعا هذا وأنت خبير بأن لزوم التكرار بين
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مهطعين و
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43لا يرتد إليهم طرفهم على بعض التفاسير متحقق ولا يدفعه اعتبار الحالية من مفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=42يؤخرهم على أن بذلك لا يندفع عرق التكرار رأسا بين
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=42تشخص فيه الأبصار وكل من الأمرين المذكورين كما لا يخفى على من صحت عين بصيرته وفي إرشاد العقل السليم أن جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43لا يرتد .. إلخ حال أو بدل من
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مقنعي .. إلخ أو استئناف والمعنى لا يزول ما اعتراهم من شخوص الأبصار وتأخيره عما هو من تتمته من الإهطاع والإقناع مع ما بينه وبين الشخوص المذكور من المناسبة لتربية هذا المعنى وكأنه أراد بذلك دفع التكرار وفي انفهام لا يزول إلخ من ظاهر التركيب خفاء واعتبر بعضهم عدم الاستقرار في الشخوص وعدم الطرف هنا فاعترض عليه بلزوم المنافاة وأجيب بأن الثاني بيان حال آخر وإن أولئك الظالمين تارة لا تقر أعينهم وتارة لا يبهتون فلا تطرف أبصارهم وقد جعل الحالتان المتنافيتان لعدم الفاصل كأنهما في حال واحد كقول
امرئ القيس :
[ ص: 247 ] مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
.
وهذا يحتاج إليه على تقدير اعتبار ما ذكر سواء اعتبر كون الشخص وما بعده من أحوال الظالمين بخصوصهم أم لا والأولى أن لا يعتبر في الآية ما يحوج لهذا الجواب وأن يختار من التفاسير ما لا يلزمه صريح التكرار وأن يجعل شخوص الأبصار حال عموم الخلائق وما بعده حال الظالمين المؤخرين فتأمل .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43وأفئدتهم هواء . (43) أي خالية من العقل والفهم لفرط الحيرة والدهشة ومنه قيل للجبان والأحمق : قلبه هواء أي لا قوة ولا رأي فيه ومن ذلك قول
زهير : .
كأن الرحل منها فوق صعل من الظلمان جؤجؤه هواء
وقول
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان : .
ألا بلغ أبا سفيان عني فأنت مجوف نخب هواء
وروي معنى ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة وسفيان وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : صفر من الخير خالية منه وتعقب بأنه لا يناسب المقام وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير أنه قال : أي تمور في أجوافهم إلى حلوقهم ليس لها مكان تستقر فيه والجملة في موضع الحال أيضا والعامل فيها إما يرتد أو ما قبله من العوامل الصالحة للعمل وجوز أن تكون جملة مستقلة وإلى الأول ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء وفسر
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43هواء بفارغة وذكر أنه إنما أفرد مع كونه خبرا لجمع لأنه بمعنى فارغة وهو يكون خبرا عن جمع كما يقال : أفئدة فارغة لأن تاء التأنيث فيه يدل على تأنيث الجمع الذي في أفئدتهم ومثل ذلك أحوال صعبة وأفعال فاسدة وقال مولانا
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب : الهواء مصدر ولذا أفرد وتفسيره باسم الفاعل كالخالي بيان للمعنى المراد منه المصحح للحمل فلا ينافي المبالغة في جعل ذلك عين الخلاء والمتبادر من كلام غير واحد أن الهواء ليس بمعنى الخلاء بل بالمعنى الذي يهب على الذهن من غير إعمال مروحة الفكر ففي البحر بعد سرد أقوال لا يقضي ظاهرها بالمصدرية أن الكلام تشبيه محض لأن الأفئدة ليست بهواء حقيقة ويحتمل أن يكون التشبيه في فراغها من الرجاء والطمع في الرحمة وأن يكون في اضطراب أفئدتهم وجيشانها في الصدور وأنها تجيء وتذهب وتبلغ الحناجر وهذا في معنى ما روي آنفا عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير وذكر في إرشاد العقل السليم ما هو ظاهر في أن الكلام على التشبيه أيضا حيث قال بعد تفسير ذلك بما ذكرنا أولا : كأنها نفس الهواء الخالي عن كل شاغل هذا ثم إنهم اختلفوا في وقت حدوث تلك الأحوال فقيل عند المحاسبة بدليل ذكرها عقيب قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=41يوم يقوم الحساب وقيل : عند إجابة الداعي والقيام من القبور وقيل عند ذهاب السعداء إلى الجنة والأشقياء إلى النار فتذكر ولا تغفل
nindex.php?page=treesubj&link=30296_30351_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مُهْطِعِينَ مُسْرِعِينَ إِلَى الدَّاعِي قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ وَقَيَّدَهُ فِي الْبَحْرِ بِقَوْلِهِ : بِذِلَّةٍ وَاسْتِكَانَةٍ كَإِسْرَاعِ الْأَسِيرِ وَالْخَائِفِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ : مُقْبِلِينَ لِلْإِصْغَاءِ وَأَنْشَدَ : .
بِدِجْلَةَ دَارُهُمْ وَلَقَدْ أَرَاهُمْ بِدِجْلَةَ مُهْطِعِينَ إِلَى السَّمَاعِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : مُدِيمِينَ النَّظَرَ لَا يَطْرَفُونَ وَقَالَ
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى : الْمُهْطِعُ الَّذِي يَنْظُرُ فِي ذُلٍّ وَخُشُوعٍ لَا يُقْلِعُ بَصَرَهُ وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ أَنَّ الْإِهْطَاعَ التَّجْمِيحُ وَهُوَ قَبْضُ الرَّجُلِ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَقِيلَ : إِنَّ الْإِهْطَاعَ مَدُّ الْعُنُقِ وَالْهَطْعُ طُولُ الْعُنُقِ وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ أَهْطَعَ وَهَطَعَ بِمَعْنًى وَإِنَّ كُلَّ الْمَعَانِي تَدُورُ عَلَى الْإِقْبَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ رَافِعِيهَا مَعَ الْإِقْبَالِ بِأَبْصَارِهِمْ إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ مِنْ غَيْرِ الْتِفَاتٍ إِلَى شَيْءٍ قَالَهُ
ابْنُ عَرَفَةَ وَالْقُتَيْبِيُّ .
وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ قَوْلَ
الشَّمَّاخِ يَصِفُ إِبِلًا تَرْعَى أَعَلَى الشَّجَرِ : .
يُبَاكِرُنَّ الْعَضَاةَ بِمُقْنِعَاتٍ نَوَاجِذَهُنَّ كَالْحَدِّ الْوَقِيعِ
وَأَنْشَدَهُ
الْجَوْهَرِيُّ لِكَوْنِ الْإِقْنَاعِ انْعِطَافَ الْإِنْسَانِ إِلَى دَاخِلِ الْفَمِ يُقَالُ : فَمٌ مُقْنِعٌ أَيْ مَعْطُوفَةٌ أَسْنَانُهُ إِلَى دَاخِلِهِ وَهُوَ الظَّاهِرُ وَفَسَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا الْمُقْنِعُ بِالرَّافِعِ رَأَسَهُ أَيْضًا وَأَنْشَدَ لَهُ قَوْلَ
زُهَيْرٍ : .
هِجَانٌ وَحُمْرٌ مُقْنِعَاتٌ رُؤُوسَهَا وَأَصْفَرُ مَشْمُولٌ مِنَ الزَّهْرِ فَاقِعُ
[ ص: 246 ] وَيُقَالُ : أَقْنَعَ رَأْسَهُ نَكَّسَهُ وَطَأْطَأَهُ فَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ وَكَوْنُهُ بِمَعْنَى رَفَعَ أَعْرَفَ فِي اللُّغَةِ . اهَـ . وَقِيلَ : وَمِنَ الْمَعْنَى الْأَوَّلِ قَنِعَ الرَّجُلُ إِذَا رَضِيَ بِمَا هُوَ فِيهِ كَأَنَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ عَنِ السُّؤَالِ : وَقَدْ يُقَالُ : إِنَّهُ مِنَ الثَّانِي كَأَنَّهُ طَأْطَأَ رَأْسَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ لِلسُّؤَالِ وَلَمْ يَسْتَشْرِفْ إِلَى غَيْرِ مَا عِنْدَهُ وَنَصَبَ الْوَصْفَيْنِ عَلَى أَنَّهُمَا حَالَانِ مِنْ مُضَافٍ مَحْذُوفٍ أَيْ أَصْحَابُ الْأَبْصَارِ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ يُقَالُ : شَخَصَ زَيْدٌ بِبَصَرِهِ أَوِ الْأَبْصَارُ تَدُلُّ عَلَى أَصْحَابِهَا فَجَاءَتِ الْحَال مِنَ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ ذَكَرَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مُهْطِعِينَ مَنْصُوبًا بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ أَيْ تُبْصِرُهُمْ مُهْطِعِينَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ عَلَى هَذَا قِيلَ : حَالٌ مِنَ الْمُسْتَتِرِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مُهْطِعِينَ فَهِيَ حَالٌ مُتَدَاخِلَةٌ وَإِضَافَتُهُ غَيْرُ حَقِيقِيَّةٍ فَلِذَا وَقَعَ حَالًا وَقَالَ بَعْضُ الْأَفَاضِلِ : إِنَّ فِي اعْتِبَارِ الْحَالِيَّةِ مِنْ أَصْحَابٍ حَسْبَمَا ذُكِرَ أَوَّلًا مَا لَا يَخْفَى مِنَ الْبُعْدِ وَالتَّكَلُّفِ وَالْأَوْلَى وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ جَعَلَ ذَلِكَ حَالًا مُقَدَّرَةً مِنْ مَفْعُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=42يُؤَخِّرُهُمْ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ : تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ بَيَانُ حَالِ عُمُومِ الْخَلَائِقِ وَلِذَلِكَ أُوثِرَ فِيهِ الْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ فَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْلِصِينَ لَا يَسْتَمِرُّونَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ بِخِلَافِ الْكُفَّارِ حَيْثُ يَسْتَمِرُّونَ عَلَيْهَا وَلِذَلِكَ عَبَّرَ عَنْ حَالِهِمْ بِمَا يَدُلُّ عَلَى الدَّوَامِ وَالثَّبَاتِ فَلَا يَرِدُ عَلَى هَذَا تَوَهُّمُ التَّكْرَارِ بَيْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مُهْطِعِينَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=42تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ عَلَى بَعْضِ التَّفَاسِيرِ وَبِنَحْوِ ذَلِكَ رُفِعَ التَّكْرَارُ بَيْنَ الْأَوَّلِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ بِمَعْنَى لَا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ تَحْرِيكُ أَجْفَانِهِمْ حَسْبَمَا كَانَ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ كُلَّ لَحْظَةٍ فَالطَّرْفُ بَاقٍ عَلَى أَصْلِ مَعْنَاهُ وَهُوَ تَحْرِيكُ الْجَفْنِ وَالْكَلَامُ كِنَايَةٌ عَنْ بَقَاءِ الْعَيْنِ مَفْتُوحَةً عَلَى حَالِهَا وَجُوِّزَ أَنْ يُرَادَ بِالطَّرَفِ نَفْسُ الْجَفْنِ مَجَازًا لِأَنَّهُ يَكُونُ فِيهِ ذَلِكَ أَيْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَجْفَانُهُمُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الطَّرْفُ وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الطَّرْفُ الْعَيْنُ وَلَا يُجْمَعُ لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ فَيَكُونُ وَاحِدًا وَيَكُونُ جَمْعًا وَذَكَرَ الْآيَةَ وَفَسَّرَهُ بِذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ أَيْضًا وَأَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ : .
وَأَغُضُّ طَرْفِي مَا بَدَتْ لِي جَارَتِي حَتَّى يُوَارِيَ جَارَتِي مَأْوَاهَا
وَلَيْسَ مَا ذَكَرَ مُتَعَيَّنًا فِيهِ وَهُوَ مَعْنًى مَجَازِيٌّ لَهُ وَكَذَا النَّظَرُ وَجُوِّزَ إِرَادَتُهُ عَلَى مَعْنَى لَا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ نَظَرُهُمْ لِيَنْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَضْلًا عَنْ شَيْءٍ آخَرَ بَلْ يَبْقَوْنَ مَبْهُوتِينَ وَلَا يَنْبَغِي كَمَا فِي الْكَشْفِ أَنْ يَتَخَيَّلَ تَعَلُّقَ إِلَيْهِمْ بِمَا بَعْدَهُ عَلَى مَعْنَى لَا يَرْجِعُ نَظَرُهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ أَيْ لَا يَكُونُ مِنْهُمْ نَظَرٌ كَذَلِكَ لِأَنَّ صِلَةَ الْمَصْدَرِ لَا تَتَقَدَّمُ وَالْمَسْأَلَةُ فِي مِثْلِ مَا نَحْنُ فِيهِ خِلَافِيَّةٌ وَدَعْوَى عَدَمِ الْجَمْعِ ادَّعَاهَا جَمْعٌ وَادَّعَى
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ مَجْمُوعًا هَذَا وَأَنْتَ خَبِيرٌ بِأَنَّ لُزُومَ التَّكْرَارِ بَيْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مُهْطِعِينَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ عَلَى بَعْضِ التَّفَاسِيرِ مُتَحَقِّقٌ وَلَا يَدْفَعُهُ اعْتِبَارُ الْحَالِيَّةِ مِنْ مَفْعُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=42يُؤَخِّرُهُمْ عَلَى أَنَّ بِذَلِكَ لَا يَنْدَفِعُ عَرَقُ التَّكْرَارِ رَأْسًا بَيْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=42تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ وَكُلٌّ مِنَ الْأَمْرَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ كَمَا لَا يَخْفَى عَلَى مَنْ صَحَّتْ عَيْنُ بَصِيرَتِهِ وَفِي إِرْشَادِ الْعَقْلِ السَّلِيمِ أَنَّ جُمْلَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43لا يَرْتَدُّ .. إِلَخْ حَالٌ أَوْ بَدَلٌ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43مُقْنِعِي .. إِلَخْ أَوِ اسْتِئْنَافٌ وَالْمَعْنَى لَا يَزُولُ مَا اعْتَرَاهُمْ مِنْ شُخُوصِ الْأَبْصَارِ وَتَأْخِيرِهِ عَمَّا هُوَ مِنْ تَتِمَّتِهِ مِنَ الْإِهْطَاعِ وَالْإِقْنَاعِ مَعَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشُّخُوصِ الْمَذْكُورِ مِنَ الْمُنَاسَبَةِ لِتَرْبِيَةِ هَذَا الْمَعْنَى وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ دَفْعَ التَّكْرَارِ وَفِي انْفِهَامِ لَا يَزُولُ إِلَخْ مِنْ ظَاهِرِ التَّرْكِيبِ خَفَاءٌ وَاعْتَبَرَ بَعْضُهُمْ عَدَمَ الِاسْتِقْرَارِ فِي الشُّخُوصِ وَعَدَمِ الطَّرْفِ هُنَا فَاعْتُرِضَ عَلَيْهِ بِلُزُومِ الْمُنَافَاةِ وَأُجِيبَ بِأَنَّ الثَّانِيَ بَيَانُ حَالٍ آخَرَ وَإِنَّ أُولَئِكَ الظَّالِمِينَ تَارَةً لَا تَقَرُّ أَعْيُنُهُمْ وَتَارَةً لَا يُبْهَتُونَ فَلَا تَطْرَفُ أَبْصَارُهُمْ وَقَدْ جَعَلَ الْحَالَتَانِ الْمُتَنَافِيَتَانِ لِعَدَمِ الْفَاصِلِ كَأَنَّهُمَا فِي حَالٍ وَاحِدٍ كَقَوْلِ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
[ ص: 247 ] مُكِرٍّ مُفِرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلٍ
.
وَهَذَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ عَلَى تَقْدِيرِ اعْتِبَارِ مَا ذُكِرَ سَوَاءً اعْتُبِرَ كَوْنُ الشَّخْصِ وَمَا بَعْدَهُ مِنْ أَحْوَالِ الظَّالِمِينَ بِخُصُوصِهِمْ أَمْ لَا وَالْأَوْلَى أَنْ لَا يُعْتَبَرَ فِي الْآيَةِ مَا يُحْوِجُ لِهَذَا الْجَوَابِ وَأَنْ يَخْتَارَ مِنَ التَّفَاسِيرِ مَا لَا يَلْزَمُهُ صَرِيحُ التَّكْرَارِ وَأَنْ يَجْعَلَ شُخُوصَ الْأَبْصَارِ حَالَ عُمُومِ الْخَلَائِقِ وَمَا بَعْدَهُ حَالَ الظَّالِمِينَ الْمُؤَخَّرِينَ فَتَأَمَّلْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ . (43) أَيْ خَالِيَةٌ مِنَ الْعَقْلِ وَالْفَهْمِ لِفَرْطِ الْحَيْرَةِ وَالدَّهْشَةِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجَبَانِ وَالْأَحْمَقِ : قَلْبُهُ هَوَاءٌ أَيْ لَا قُوَّةَ وَلَا رَأْيَ فِيهِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ
زُهَيْرٍ : .
كَأَنَّ الرَّحْلَ مِنْهَا فَوْقَ صَعْلٍ مِنَ الظُّلْمَانِ جُؤْجُؤُهُ هَوَاءُ
وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=144حَسَّانَ : .
أَلَا بَلِّغْ أَبَا سُفْيَانَ عَنِّي فَأَنْتَ مُجَوَّفُ نَخْبٍ هَوَاءُ
وَرُوِيَ مَعْنَى ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبِي عُبَيْدَةَ وَسُفْيَانَ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : صِفْرٌ مِنَ الْخَيْرِ خَالِيَةٌ مِنْهُ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا يُنَاسِبُ الْمَقَامَ وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ : أَيْ تَمُورُ فِي أَجْوَافِهِمْ إِلَى حُلُوقِهِمْ لَيْسَ لَهَا مَكَانٌ تَسْتَقِرُّ فِيهِ وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ أَيْضًا وَالْعَامِلُ فِيهَا إِمَّا يَرْتَدُّ أَوْ مَا قَبْلَهُ مِنَ الْعَوَامِلِ الصَّالِحَةِ لِلْعَمَلِ وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ جُمْلَةً مُسْتَقِلَّةً وَإِلَى الْأَوَّلِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ وَفَسَّرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43هَوَاءٌ بِفَارِغَةٍ وَذَكَرَ أَنَّهُ إِنَّمَا أُفْرِدَ مَعَ كَوْنِهِ خَبَرًا لِجَمْعٍ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى فَارِغَةٍ وَهُوَ يَكُونُ خَبَرًا عَنْ جَمْعٍ كَمَا يُقَالُ : أَفْئِدَةٌ فَارِغَةٌ لِأَنَّ تَاءَ التَّأْنِيثِ فِيهِ يَدُلُّ عَلَى تَأْنِيثِ الْجَمْعِ الَّذِي فِي أَفْئِدَتِهِمْ وَمِثْلُ ذَلِكَ أَحْوَالٌ صَعْبَةٌ وَأَفْعَالٌ فَاسِدَةٌ وَقَالَ مَوْلَانَا
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشِّهَابُ : الْهَوَاءُ مَصْدَرٌ وَلِذَا أُفْرِدَ وَتَفْسِيرُهُ بِاسْمِ الْفَاعِلِ كَالْخَالِي بَيَانٌ لِلْمَعْنَى الْمُرَادِ مِنْهُ الْمُصَحِّحِ لِلْحَمْلِ فَلَا يُنَافِي الْمُبَالَغَةَ فِي جَعْلِ ذَلِكَ عَيْنَ الْخَلَاءِ وَالْمُتَبَادَرُ مِنْ كَلَامِ غَيْرِ وَاحِدٍ أَنَّ الْهَوَاءَ لَيْسَ بِمَعْنَى الْخَلَاءِ بَلْ بِالْمَعْنَى الَّذِي يَهُبُّ عَلَى الذِّهْنِ مِنْ غَيْرِ إِعْمَالِ مِرْوَحَةِ الْفِكْرِ فَفِي الْبَحْرِ بَعْدَ سَرْدِ أَقْوَالٍ لَا يَقْضِي ظَاهِرُهَا بِالْمَصْدَرِيَّةِ أَنَّ الْكَلَامَ تَشْبِيهٌ مَحْضٌ لِأَنَّ الْأَفْئِدَةَ لَيْسَتْ بِهَوَاءٍ حَقِيقَةً وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ التَّشْبِيهُ فِي فَرَاغِهَا مِنَ الرَّجَاءِ وَالطَّمَعِ فِي الرَّحْمَةِ وَأَنْ يَكُونَ فِي اضْطِرَابِ أَفْئِدَتِهِمْ وَجَيَشَانِهَا فِي الصُّدُورِ وَأَنَّهَا تَجِيءُ وَتَذْهَبُ وَتَبْلُغُ الْحَنَاجِرَ وَهَذَا فِي مَعْنَى مَا رُوِيَ آنِفًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابْنِ جُبَيْرٍ وَذَكَرَ فِي إِرْشَادِ الْعَقْلِ السَّلِيمِ مَا هُوَ ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الْكَلَامَ عَلَى التَّشْبِيهِ أَيْضًا حَيْثُ قَالَ بَعْدَ تَفْسِيرِ ذَلِكَ بِمَا ذَكَرْنَا أَوَّلًا : كَأَنَّهَا نَفْسُ الْهَوَاءِ الْخَالِي عَنْ كُلِّ شَاغِلٍ هَذَا ثُمَّ إِنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِي وَقْتِ حُدُوثِ تِلْكَ الْأَحْوَالِ فَقِيلَ عِنْدَ الْمُحَاسَبَةِ بِدَلِيلِ ذِكْرِهَا عَقِيبَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=41يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ وَقِيلَ : عِنْدَ إِجَابَةِ الدَّاعِي وَالْقِيَامِ مِنَ الْقُبُورِ وَقِيلَ عِنْدَ ذَهَابِ السُّعَدَاءِ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْأَشْقِيَاءِ إِلَى النَّارِ فَتَذَكَّرْ وَلَا تَغْفُلْ