قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28639_29778_30454_30549_30612_34092_34163_34189_34199_34289_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى وإيذان بأن ما شرع سبحانه لهم صادر عن كمال العلم والحكمة كما أن بيان نسبته إلى المذكورين عليهم الصلاة والسلام تنبيه على كونه دينا قديما أجمع عليه الرسل، والخطاب لأمته عليه الصلاة والسلام أي شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ومن بعده من أرباب الشرائع وأولي العزم من مشاهير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأمرهم به أمرا مؤكدا، وتخصيص المذكورين بالذكر لما أشير إليه من علو شأنهم وعظم شهرتهم ولاستمالة قلوب الكفرة إلى الاتباع لاتفاق كل على نبوة بعضهم واختصاص اليهود
بموسى عليه السلام والنصارى
بعيسى عليه السلام وإلا فما من نبي إلا وهو مأمور بما أمروا به من إقامة دين الإسلام وهو التوحيد وما لا يختلف باختلاف الأمم وتبدل الأعصار من أصول الشرائع والأحكام كما ينبئ عنه التوصية فإنها معربة عن تأكيد الأمر والاعتناء بشأن المأمور به، والمراد بإيحائه إليه صلى الله تعالى عليه وسلم إما ما ذكر في صدر السورة الكريمة وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7وكذلك أوحينا إليك الآية وإما ما يعمهما وغيرهما مما وقع في سائر المواقع التي من جملتها قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=123ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=110قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد وغير ذلك، وإيثار الإيحاء على ما قبله وما بعده من التوصية لمراعاة ما وقع في الآيات المذكورة ولما في الإيحاء من
[ ص: 21 ] التصريح برسالته عليه الصلاة والسلام القامع لإنكار الكفرة، والالتفات إلى نون العظمة لإظهار كمال الاعتناء بإيحائه، وفي ذلك إشعار بأن شريعته صلى الله تعالى عليه وسلم هي الشريعة المعتنى بها غاية الاعتناء ولذا عبر فيها بالذي التي هي أصل الموصولات وذلك هو السر في تقديم الذي أوحي إليه عليه الصلاة والسلام على ما بعده مع تقدمه عليه زمانا، وتقديم توصية
نوح عليه السلام للمسارعة إلى بيان كون المشروع لهم دينا قديما، وقد قيل إنه عليه الصلاة والسلام أول الرسل، وتوجيه الخطاب إليه عليه الصلاة والسلام بطريق التلوين للتشريف والتنبيه على أنه تعالى شرعه لهم على لسانه صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أن أقيموا الدين أي دين الإسلام الذي هو توحيد الله تعالى وطاعته والإيمان بكتبه ورسله وبيوم الجزاء وسائر ما يكون العبد به مؤمنا، والمراد بإقامته تعديل أركانه وحفظه من أن يقع فيه زيغ والمواظبة عليه، و (أن) مصدرية وتقدم الكلام في وصلها بالأمر والنهي أو مخففة من الثقيلة لما في (شرع) من معنى العلم، والمصدر إما منصوب على أنه بدل من مفعول (شرع) والمعطوفين عليه أو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره محذوف والجملة جواب عن سؤال نشأ من إبهام المشروع كأنه قيل: وما ذاك؟ فقيل: هو أن أقيموا الدين، وقيل: هو مجرور على أنه بدل من ضمير (به) ولا يلزمه بقاء الموصول بلا عائد لأن المبدل منه ليس في نية الطرح حقيقة، نعم قال
شيخ الإسلام: إنه ليس بذاك لما أنه مع إفضائه إلى خروجه عن حيز الإيحاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مستلزم لكون الخطاب في النهي الآتي عن التفرق للأنبياء المذكورين عليهم السلام وتوجيه النهي إلى أممهم تمحل ظاهر مع أن الأظهر أنه متوجه إلى أمته صلى الله تعالى عليه وسلم وأنهم المتفرقون، ثم بين ما استظهره وسنشير إليه إن شاء الله تعالى.
وجوز كونه بدلا من (الدين) ويجوز كون (أن) مفسرة فقد تقدمها ما يتضمن معنى القول دون حروفه والخطاب في
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أقيموا وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13ولا تتفرقوا فيه على ما اختاره غير واحد من الأجلة شامل للنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه وللأنبياء والأمم قبلهم وضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13فيه للدين أي ولا تتفرقوا في الدين الذي هو عبارة عما تقدم من الأصول بأن يأتي به بعض ولا يأتي بعض ويأتي بعض ببعض منه دون بعض وهو مراد
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل أي لا تختلفوا فيه، ولا يشمل هذا النهي عن الاختلاف في الفروع فإنها ليست من الأصول المرادة هنا ولم يتحد بها النبيون كما يؤذن بذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وبعضهم أدخل بعض الفروع في أصول الدين المرادة هنا من الدين.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : لم يبعث نبي إلا أمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإقرار بالله تعالى وطاعته سبحانه وذلك إقامة الدين، وقال
الحافظ أبو بكر بن العربي: لم يكن مع
آدم عليه السلام إلا بنوه ولم يفرض له الفرائض ولا شرعت له المحارم وإنما كان منبها على بعض الأمور مقتصرا على بعض ضروريات المعاش واستمر الأمر إلى
نوح عليه السلام فبعثه الله تعالى بتحريم الأمهات والبنات ووظف عليه الواجبات وأوضح له الأدب في الديانات ولم يزل ذلك يتأكد بالرسل ويتناصر بالأنبياء واحدا بعد واحد شريعة إثر شريعة حتى ختمه سبحانه بخير الملل على لسان أكرم الرسل، فمعنى الآية شرعنا لكم مما شرعنا للأنبياء دينا واحدا في الأصول وهي التوحيد والصلاة والزكاة والصيام والحج والتقرب بصالح الأعمال والصدق والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وصلة الرحم وتحريم الكبر والزنا والإيذاء للخلق والاعتداء على الحيوان واقتحام الدناءات وما يعود بخرم المروءات فهذا كله مشروع دينا واحدا وملة متحدة لم يختلف على ألسنة الأنبياء وإن اختلفت أعدادهم، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أقيموا الدين ولا تتفرقوا [ ص: 22 ] فيه اجعلوه قائما أي دائما مستمرا من غير خلاف فيه ولا اضطراب انتهى، ولعله أراد بالصلاة والزكاة والصيام والحج مطلقها لا ما نعرفه في شرعنا منها فإن الصلوات الخمس والزكاة المخصوصة وصيام شهر رمضان من خواص هذه الأمة على الصحيح، والظاهر أن حج البيت لم يشرع لأمة
موسى وأمة
عيسى عليهما السلام ولا لأكثر الأمم قبلهما على أن الآية مكية ولم تشرع الزكاة المعروفة وصيام رمضان إلا في
المدينة، وبالجملة لا شك في اختلاف الأديان في الفروع، نعم لا يبعد اتفاقها فيما هو من مكارم الأخلاق واجتناب الرذائل
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13كبر أي عظم وشق
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13على المشركين ما تدعوهم إليه على سبيل الاستمرار التجددي من التوحيد ورفض عبادة الأصنام ويشعر بإرادته التعبير بالمشركين وهو أصل الأصول وأعظم ما شق عليهم كما تنبئ بذلك الآيات أو ما تدعوهم إليه من إقامة الدين وعدم التفرق فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13الله يجتبي إليه من يشاء تسلية له صلى الله تعالى عليه وسلم بأن منهم من يجيب، و (يجتبي) من الاجتباء بمعنى الاصطفاء والضمير في
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13إليه لله تعالى كما ذكر محيي السنة وغيره وكذا الضمير في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13ويهدي إليه من ينيب أي يصطفي إليه سبحانه من يشاء اصطفاءه ويخصصه سبحانه بفيض إلهي يتحصل له منه أنواع النعم ويهدي عز وجل بالإرشاد والتوفيق من يقبل إليه تعالى شأنه، وعدي الاجتباء بإلى لما فيه من الجمع على ما يفهم من كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب، وجعله جمع من الجباية بمعنى الجمع يقال: جبيت الماء في الحوض جمعته فيه فمنهم من اختار جعل ضمير (إليه) في الموضعين- لما- لما فيه من اتساق الضمائر أي يجتلب ويجمع من يشاء اجتلابه وجمعه إلى ما تدعوهم إليه، ومنهم من اختار جعله للدين لمناسبة معنوية هي اتحاد المتفرق فيه والمجتمع عليه
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري اختار كونه من الجباية بمعنى الجمع وعود الضمير على الدين، وما ذكره محيي السنة وغيره. قال في الكشف: أظهر وأملأ بالفائدة، أما الثاني فللدلالة على أن أهل الاجتباء غير أهل الاهتداء وكلتا الطائفتين هم أهل الدين والتوحيد الذين لم يتفرقوا فيه وعلى مختار طائفة واحدة.
وأما الأول فلأن الاجتباء بمعنى الاصطفاء أكثر استعمالا ولأنه يدل على أن أهل الدين هم صفوة الله تعالى اجتباهم إليه واصطفاهم لنفسه سبحانه، وأما الذي آثره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري فكلام ظاهري بناه على أن الكلام في عدم التفرق في الدين فناسب الجمع والانتهاء إليه، وقيل: (ما تدعوهم إليه) على معنى ما تدعوهم إلى الإيمان به والمراد به الرسالة أي ثقلت عليهم رسالتك وعظم لديهم تخصيصنا إياك بالرسالة والوحي دونهم وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13الله يجتبي إليه من يشاء رد عليهم على نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124الله أعلم حيث يجعل رسالته وما قدمنا أظهر
قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28639_29778_30454_30549_30612_34092_34163_34189_34199_34289_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَإِيذَانٌ بِأَنَّ مَا شَرَعَ سُبْحَانَهُ لَهُمْ صَادِرٌ عَنْ كَمَالِ اَلْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ كَمَا أَنَّ بَيَانَ نِسْبَتِهِ إِلَى اَلْمَذْكُورِينَ عَلَيْهِمُ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَنْبِيهٌ عَلَى كَوْنِهِ دِينًا قَدِيمًا أَجْمَعَ عَلَيْهِ اَلرُّسُلُ، وَالْخِطَابُ لِأُمَّتِهِ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَيْ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ اَلدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَمَنْ بَعْدَهُ مِنْ أَرْبَابِ اَلشَّرَائِعِ وَأُولِي اَلْعَزْمِ مِنْ مَشَاهِيرِ اَلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَأَمَرَهُمْ بِهِ أَمْرًا مُؤَكَّدًا، وَتَخْصِيصُ اَلْمَذْكُورِينَ بِالذِّكْرِ لِمَا أُشِيرَ إِلَيْهِ مِنْ عُلُوِّ شَأْنِهِمْ وَعِظَمِ شُهْرَتِهِمْ وَلِاسْتِمَالَةِ قُلُوبِ اَلْكَفَرَةِ إِلَى اَلِاتِّبَاعِ لِاتِّفَاقِ كُلٍّ عَلَى نُبُوَّةِ بَعْضِهِمْ وَاخْتِصَاصِ اَلْيَهُودِ
بِمُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ وَالنَّصَارَى
بِعِيسَى عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ وَإِلَّا فَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَهُوَ مَأْمُورٌ بِمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ إِقَامَةِ دِينِ اَلْإِسْلَامِ وَهُوَ اَلتَّوْحِيدُ وَمَا لَا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ اَلْأُمَمِ وَتَبَدُّلِ اَلْأَعْصَارِ مِنْ أُصُولِ اَلشَّرَائِعِ وَالْأَحْكَامِ كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ اَلتَّوْصِيَةُ فَإِنَّهَا مُعْرِبَةٌ عَنْ تَأْكِيدِ اَلْأَمْرِ وَالِاعْتِنَاءِ بِشَأْنِ اَلْمَأْمُورِ بِهِ، وَالْمُرَادُ بِإِيحَائِهِ إِلَيْهِ صَلَّى اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِمَّا مَا ذُكِرَ فِي صَدْرِ اَلسُّورَةِ اَلْكَرِيمَةِ وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ اَلْآيَةَ وَإِمَّا مَا يَعُمُّهُمَا وَغَيْرُهُمَا مِمَّا وَقَعَ فِي سَائِرِ اَلْمَوَاقِعِ اَلَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=123ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=110قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَإِيثَارُ اَلْإِيحَاءِ عَلَى مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ مِنَ اَلتَّوْصِيَةِ لِمُرَاعَاةِ مَا وَقَعَ فِي اَلْآيَاتِ اَلْمَذْكُورَةِ وَلِمَا فِي اَلْإِيحَاءِ مِنَ
[ ص: 21 ] اَلتَّصْرِيحِ بِرِسَالَتِهِ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَلْقَامِعِ لِإِنْكَارِ اَلْكَفَرَةِ، وَالِالْتِفَاتُ إِلَى نُونِ اَلْعَظَمَةِ لِإِظْهَارِ كَمَالِ اَلِاعْتِنَاءِ بِإِيحَائِهِ، وَفِي ذَلِكَ إِشْعَارٌ بِأَنَّ شَرِيعَتَهُ صَلَّى اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ اَلشَّرِيعَةُ اَلْمُعْتَنَى بِهَا غَايَةَ اَلِاعْتِنَاءِ وَلِذَا عَبَّرَ فِيهَا بِاَلَّذِي اَلَّتِي هِيَ أَصْلُ اَلْمَوْصُولَاتِ وَذَلِكَ هُوَ اَلسِّرُّ فِي تَقْدِيمِ اَلَّذِي أُوحِيَ إِلَيْهِ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَا بَعْدَهُ مَعَ تَقَدُّمِهِ عَلَيْهِ زَمَانًا، وَتَقْدِيمِ تَوْصِيَةِ
نُوحٍ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ لِلْمُسَارَعَةِ إِلَى بَيَانِ كَوْنِ اَلْمَشْرُوعِ لَهُمْ دِينًا قَدِيمًا، وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَوَّلُ اَلرُّسُلِ، وَتَوْجِيهُ اَلْخِطَابِ إِلَيْهِ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِطَرِيقِ اَلتَّلْوِينِ لِلتَّشْرِيفِ وَالتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى شَرَعَهُ لَهُمْ عَلَى لِسَانِهِ صَلَّى اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ أَيْ دِينَ اَلْإِسْلَامِ اَلَّذِي هُوَ تَوْحِيدُ اَللَّهِ تَعَالَى وَطَاعَتُهُ وَالْإِيمَانُ بِكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَبِيَوْمِ اَلْجَزَاءِ وَسَائِرِ مَا يَكُونُ اَلْعَبْدُ بِهِ مُؤْمِنًا، وَالْمُرَادُ بِإِقَامَتِهِ تَعْدِيلُ أَرْكَانِهِ وَحِفْظُهُ مِنْ أَنْ يَقَعَ فِيهِ زَيْغٌ وَالْمُوَاظَبَةُ عَلَيْهِ، وَ (أَنْ) مَصْدَرِيَّةٌ وَتَقَدَّمَ اَلْكَلَامُ فِي وَصْلِهَا بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ أَوْ مُخَفَّفَةٌ مِنَ اَلثَّقِيلَةِ لِمَا فِي (شَرَعَ) مِنْ مَعْنَى اَلْعِلْمِ، وَالْمَصْدَرُ إِمَّا مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ مَفْعُولِ (شَرَعَ) وَالْمَعْطُوفَيْنِ عَلَيْهِ أَوْ مَرْفُوعٌ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَوْ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ وَالْجُمْلَةُ جَوَابٌ عَنْ سُؤَالٍ نَشَأَ مِنْ إِبْهَامِ اَلْمَشْرُوعِ كَأَنَّهُ قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟ فَقِيلَ: هُوَ أَنْ أَقِيمُوا اَلدِّينَ، وَقِيلَ: هُوَ مَجْرُورٌ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ ضَمِيرِ (بِهِ) وَلَا يَلْزَمُهُ بَقَاءُ اَلْمَوْصُولِ بِلَا عَائِدٍ لِأَنَّ اَلْمُبْدَلَ مِنْهُ لَيْسَ فِي نِيَّةِ اَلطَّرْحِ حَقِيقَةً، نَعَمْ قَالَ
شَيْخُ اَلْإِسْلَامِ: إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ لِمَا أَنَّهُ مَعَ إِفْضَائِهِ إِلَى خُرُوجِهِ عَنْ حَيِّزِ اَلْإِيحَاءِ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَلْزِمٌ لِكَوْنِ اَلْخِطَابِ فِي اَلنَّهْيِ اَلْآتِي عَنِ اَلتَّفَرُّقِ لِلْأَنْبِيَاءِ اَلْمَذْكُورِينَ عَلَيْهِمُ اَلسَّلَامُ وَتَوْجِيهُ اَلنَّهْيِ إِلَى أُمَمِهِمْ تَمَحُّلٌ ظَاهِرٌ مَعَ أَنَّ اَلْأَظْهَرَ أَنَّهُ مُتَوَجِّهٌ إِلَى أُمَّتِهِ صَلَّى اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُمُ اَلْمُتَفَرِّقُونَ، ثُمَّ بَيَّنَ مَا اِسْتَظْهَرَهُ وَسَنُشِيرُ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى.
وَجُوِّزَ كَوْنُهُ بَدَلًا مِنَ (اَلدِّينِ) وَيَجُوزُ كَوْنُ (أَنْ) مُفَسِّرَةً فَقَدْ تَقَدَّمَهَا مَا يَتَضَمَّنُ مَعْنَى اَلْقَوْلِ دُونَ حُرُوفِهِ وَالْخِطَابُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أَقِيمُوا وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ عَلَى مَا اِخْتَارَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ اَلْأَجِلَّةِ شَامِلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتْبَاعِهِ وَلِلْأَنْبِيَاءِ وَالْأُمَمِ قَبْلَهُمْ وَضَمِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13فِيهِ لِلدِّينِ أَيْ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِي اَلدِّينِ اَلَّذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَمَّا تَقَدَّمَ مِنَ اَلْأُصُولِ بِأَنْ يَأْتِيَ بِهِ بَعْضٌ وَلَا يَأْتِيَ بَعْضٌ وَيَأْتِيَ بَعْضٌ بِبَعْضٍ مِنْهُ دُونَ بَعْضٍ وَهُوَ مُرَادُ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٍ أَيْ لَا تَخْتَلِفُوا فِيهِ، وَلَا يَشْمَلُ هَذَا اَلنَّهْيَ عَنِ اَلِاخْتِلَافِ فِي اَلْفُرُوعِ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ مِنَ اَلْأُصُولِ اَلْمُرَادَةِ هُنَا وَلَمْ يَتَّحِدْ بِهَا اَلنَّبِيُّونَ كَمَا يُؤْذِنُ بِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَبَعْضُهُمْ أَدْخَلَ بَعْضَ اَلْفُرُوعِ فِي أُصُولِ اَلدِّينِ اَلْمُرَادَةِ هُنَا مِنَ اَلدِّينِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ إِلَّا أُمِرَ بِإِقَامَةِ اَلصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ اَلزَّكَاةِ وَالْإِقْرَارِ بِاَللَّهِ تَعَالَى وَطَاعَتِهِ سُبْحَانَهُ وَذَلِكَ إِقَامَةُ اَلدِّينِ، وَقَالَ
اَلْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ اَلْعَرَبِيِّ: لَمْ يَكُنْ مَعَ
آدَمَ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ إِلَّا بَنُوهُ وَلَمْ يُفْرَضْ لَهُ اَلْفَرَائِضُ وَلَا شُرِعَتْ لَهُ اَلْمَحَارِمُ وَإِنَّمَا كَانَ مُنَبِّهًا عَلَى بَعْضِ اَلْأُمُورِ مُقْتَصِرًا عَلَى بَعْضِ ضَرُورِيَّاتِ اَلْمَعَاشِ وَاسْتَمَرَّ اَلْأَمْرُ إِلَى
نُوحٍ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ فَبَعَثَهُ اَللَّهُ تَعَالَى بِتَحْرِيمِ اَلْأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتِ وَوَظَّفَ عَلَيْهِ اَلْوَاجِبَاتِ وَأَوْضَحَ لَهُ اَلْأَدَبَ فِي اَلدِّيَانَاتِ وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ يَتَأَكَّدُ بِالرُّسُلِ وَيَتَنَاصَرُ بِالْأَنْبِيَاءِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ شَرِيعَةً إِثْرَ شَرِيعَةٍ حَتَّى خَتَمَهُ سُبْحَانَهُ بِخَيْرِ اَلْمِلَلِ عَلَى لِسَانِ أَكْرَمِ اَلرُّسُلِ، فَمَعْنَى اَلْآيَةِ شَرَعْنَا لَكُمْ مِمَّا شَرَعْنَا لِلْأَنْبِيَاءِ دِينًا وَاحِدًا فِي اَلْأُصُولِ وَهِيَ اَلتَّوْحِيدُ وَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامُ وَالْحَجُّ وَالتَّقَرُّبُ بِصَالِحِ اَلْأَعْمَالِ وَالصِّدْقُ وَالْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءُ اَلْأَمَانَةِ وَصِلَةُ اَلرَّحِمِ وَتَحْرِيمُ اَلْكِبْرِ وَالزِّنَا وَالْإِيذَاءِ لِلْخَلْقِ وَالِاعْتِدَاءِ عَلَى اَلْحَيَوَانِ وَاقْتِحَامِ اَلدَّنَاءَاتِ وَمَا يَعُودُ بِخَرْمِ اَلْمُرُوءَاتِ فَهَذَا كُلُّهُ مَشْرُوعٌ دِينًا وَاحِدًا وَمِلَّةً مُتَّحِدَةً لَمْ يَخْتَلِفْ عَلَى أَلْسِنَةِ اَلْأَنْبِيَاءِ وَإِنِ اِخْتَلَفَتْ أَعْدَادُهُمْ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا [ ص: 22 ] فِيهِ اِجْعَلُوهُ قَائِمًا أَيْ دَائِمًا مُسْتَمِرًّا مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ فِيهِ وَلَا اِضْطِرَابٍ اِنْتَهَى، وَلَعَلَّهُ أَرَادَ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ مُطْلَقَهَا لَا مَا نَعْرِفُهُ فِي شَرْعِنَا مِنْهَا فَإِنَّ اَلصَّلَوَاتِ اَلْخَمْسَ وَالزَّكَاةَ اَلْمَخْصُوصَةَ وَصِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ خَوَاصِّ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ عَلَى اَلصَّحِيحِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ حَجَّ اَلْبَيْتِ لَمْ يُشْرَعْ لِأُمَّةِ
مُوسَى وَأُمَّةِ
عِيسَى عَلَيْهِمَا اَلسَّلَامُ وَلَا لِأَكْثَرِ اَلْأُمَمِ قَبْلَهُمَا عَلَى أَنَّ اَلْآيَةَ مَكِّيَّةٌ وَلَمْ تُشْرَعِ اَلزَّكَاةُ اَلْمَعْرُوفَةُ وَصِيَامُ رَمَضَانَ إِلَّا فِي
اَلْمَدِينَةِ، وَبِالْجُمْلَةِ لَا شَكَّ فِي اِخْتِلَافِ اَلْأَدْيَانِ فِي اَلْفُرُوعِ، نَعَمْ لَا يَبْعُدُ اِتِّفَاقُهَا فِيمَا هُوَ مِنْ مَكَارِمِ اَلْأَخْلَاقِ وَاجْتِنَابِ اَلرَّذَائِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13كَبُرَ أَيْ عَظُمَ وَشَقَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عَلَى سَبِيلِ اَلِاسْتِمْرَارِ اَلتَّجَدُّدِيِّ مِنَ اَلتَّوْحِيدِ وَرَفْضِ عِبَادَةِ اَلْأَصْنَامِ وَيُشْعِرُ بِإِرَادَتِهِ اَلتَّعْبِيرَ بِالْمُشْرِكِينَ وَهُوَ أَصْلُ اَلْأُصُولِ وَأَعْظَمُ مَا شَقَّ عَلَيْهِمْ كَمَا تُنْبِئُ بِذَلِكَ اَلْآيَاتُ أَوْ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ مِنْ إِقَامَةِ اَلدِّينِ وَعَدَمِ اَلتَّفَرُّقِ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ تَسْلِيَةً لَهُ صَلَّى اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُجِيبُ، وَ (يَجْتَبِي) مِنَ اَلِاجْتِبَاءِ بِمَعْنَى اَلِاصْطِفَاءِ وَالضَّمِيرُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13إِلَيْهِ لِلَّهِ تَعَالَى كَمَا ذَكَرَ مُحْيِي اَلسُّنَّةِ وَغَيْرُهُ وَكَذَا اَلضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ أَيْ يَصْطَفِي إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ مَنْ يَشَاءُ اِصْطِفَاءَهُ وَيُخَصِّصُهُ سُبْحَانَهُ بِفَيْضٍ إِلَهِيٍّ يَتَحَصَّلُ لَهُ مِنْهُ أَنْوَاعُ اَلنِّعَمِ وَيَهْدِي عَزَّ وَجَلَّ بِالْإِرْشَادِ وَالتَّوْفِيقِ مَنْ يُقْبِلُ إِلَيْهِ تَعَالَى شَأْنَهُ، وَعُدِّيَ اَلِاجْتِبَاءُ بِإِلَى لِمَا فِيهِ مِنَ اَلْجَمْعِ عَلَى مَا يُفْهَمُ مِنْ كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=14343اَلرَّاغِبِ، وَجَعَلَهُ جَمْعٌ مِنَ اَلْجِبَايَةِ بِمَعْنَى اَلْجَمْعِ يُقَالُ: جَبَيْتُ اَلْمَاءَ فِي اَلْحَوْضِ جَمَعْتُهُ فِيهِ فَمِنْهُمْ مَنِ اِخْتَارَ جَعْلَ ضَمِيرِ (إِلَيْهِ) فِي اَلْمَوْضِعَيْنِ- لِمَا- لِمَا فِيهِ مِنَ اِتِّسَاقِ اَلضَّمَائِرِ أَيْ يَجْتَلِبُ وَيَجْمَعُ مَنْ يَشَاءُ اِجْتِلَابَهُ وَجَمْعَهُ إِلَى مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنِ اِخْتَارَ جَعْلَهُ لِلدِّينِ لِمُنَاسَبَةٍ مَعْنَوِيَّةٍ هِيَ اِتِّحَادُ اَلْمُتَفَرَّقِ فِيهِ وَالْمُجْتَمَعِ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَاَلزَّمَخْشَرِيُّ اِخْتَارَ كَوْنَهُ مِنَ اَلْجِبَايَةِ بِمَعْنَى اَلْجَمْعِ وَعَوْدَ اَلضَّمِيرِ عَلَى اَلدِّينِ، وَمَا ذَكَرَهُ مُحْيِي اَلسُّنَّةِ وَغَيْرُهُ. قَالَ فِي اَلْكَشْفِ: أَظْهَرُ وَأَمْلَأُ بِالْفَائِدَةِ، أَمَّا اَلثَّانِي فَلِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ أَهْلَ اَلِاجْتِبَاءِ غَيْرُ أَهْلِ اَلِاهْتِدَاءِ وَكِلْتَا اَلطَّائِفَتَيْنِ هُمْ أَهْلُ اَلدِّينِ وَالتَّوْحِيدِ اَلَّذِينَ لَمْ يَتَفَرَّقُوا فِيهِ وَعَلَى مُخْتَارِ طَائِفَةٍ وَاحِدَةٍ.
وَأَمَّا اَلْأَوَّلُ فَلِأَنَّ اَلِاجْتِبَاءَ بِمَعْنَى اَلِاصْطِفَاءِ أَكْثَرُ اِسْتِعْمَالًا وَلِأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَهْلَ اَلدِّينِ هُمْ صَفْوَةُ اَللَّهِ تَعَالَى اِجْتَبَاهُمْ إِلَيْهِ وَاصْطَفَاهُمْ لِنَفَسِهِ سُبْحَانَهُ، وَأَمَّا اَلَّذِي آثَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423اَلزَّمَخْشَرِيُّ فَكَلَامٌ ظَاهِرِيٌّ بَنَاهُ عَلَى أَنَّ اَلْكَلَامَ فِي عَدَمِ اَلتَّفَرُّقِ فِي اَلدِّينِ فَنَاسَبَ اَلْجَمْعَ وَالِانْتِهَاءَ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: (مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) عَلَى مَعْنَى مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ بِهِ وَالْمُرَادُ بِهِ اَلرِّسَالَةُ أَيْ ثَقُلَتْ عَلَيْهِمْ رِسَالَتُكَ وَعَظُمَ لَدَيْهِمْ تَخْصِيصُنَا إِيَّاكَ بِالرِّسَالَةِ وَالْوَحْيِ دُونَهُمْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ رَدٌّ عَلَيْهِمْ عَلَى نَحْوِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ وَمَا قَدَّمْنَا أَظْهَرُ