[ ص: 51 ] nindex.php?page=treesubj&link=30351_30431_30525_30539_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45وتراهم يعرضون عليها أي على النار المدلول عليها بالعذاب، والجملة كالسابقة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45خاشعين متضائلين متقاصرين
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45من الذل أي بسبب الذل لعظم ما لحقهم فمن سببية متعلقة بخاشعين وهو وكذا ما بعده حال.
وجوز أن يعلق الجار بقوله تعالى: (ينظرون) ويوقف على (خاشعين
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45من طرف خفي والأول أظهر، والطرف مصدر طرف إذا حرك عينه ومنه طرفة العين، والمراد بالخفي الضعيف، ومن ابتدائية أي يبتدئ نظرهم من تحريك لأجفانهم ضعيف بمسارقة كما ترى المصبور ينظر إلى السيف وهكذا نظر الناظر إلى المكاره لا يقدر أن يفتح أجفانه عليها ويملأ عينيه منها كما يفعل في نظره إلى المحاب، ويجوز أن تكون من بمعنى الباء.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس (خفي) ذليل فالطرف عليه جفن العين، وقيل: يحشرون عميا فلا ينظرون إلا بقلوبهم وذاك نظر من طرف خفي، وهو تأويل متكلف، والجملتان السابقتان أعني (ترى الظالمين. وتراهم يعرضون) معطوفان على (ومن يضلل) وأصل الكلام والظالمون لما رأوا العذاب يقولون وهم يعرضون عليها خاشعين، ثم قيل (وترى وتراهم) خطابا لكل من يتأتى منه الرؤية ويعتبر بحالهم زيادة للتهويل كأنه يعجبهم مما هم فيه ليعتبروا ويبتهجوا، ومنه يظهر أنه خطاب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأتباعه
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45وقال الذين آمنوا إن الخاسرين أي إنهم الذين خسروا أنفسهم وأهليهم بالتعريض للعذاب الخالد أو على ما مر في الزمر، وعدل عن أنهم إلى الذين تسجيلا عليهم بأكمل الخسران إذ المراد أن الكاملين في صفة الخسران المتصفين بحقيقته
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45يوم القيامة متعلق بخسروا والقول في الدنيا، وجوز أن يكون متعلقا بقال، والماضي لتحقق الوقوع أي ويقولون إذا رأوهم على تلك الصفة. وفي الكشف الظاهر أنه قول يوم القيامة كالخسران من باب التنازع بين الفعلين، وآثر صاحب الكشاف على ما يؤذن به صنيعه أن يتعلق بالخسران وحده لأن الأصل في
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45وقال الذين آمنوا إن الخاسرين إلخ هم الخاسرون كما أن الأصل في
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=44وترى الظالمين والظالمون لما رأوا ثم قيل
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45وقال الذين آمنوا على نحو ما قيل
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=44وترى إلخ وكما أن الرؤية رؤية الدنيا استحضارا لعذابهم الكائن في الآخرة تهويلا كذلك القول كأنهم جعلهم حضورا يعاين عذابهم ويسمع ما يقول المؤمنون فيهم ورد على الخطاب في الرؤية والغيبة في القول لأن معاينة العذاب لما كانت أدخل في التهويل جعل العذاب قريبا مشاهدا وخصوا بالخطاب على سبيل استحضار الحال لمزيد الابتهاج ولم يكن في الخسران ذلك المعنى لأنه أمر معقول والمحسوسات أقوى لا سيما إذا كن موجبات الخسران فجيء به على الأصل من الغيبة، وعدله من المضارع إلى الماضي لأنه قول صادر عن مقتضى الحال قد حق ووقع تفوهوا به أو لا وأسند إلى المؤمنين دلالة على الابتهاج المذكور واغتباطهم بنجاتهم عما هم فيه وإلا فالقول والرؤية لكل من يتأتى منه القول والرؤية، وجعله حالا كما فعل
الطيبي على معنى وتراهم وقد صدق فيهم قول المؤمنين في الدنيا إن الخاسرين إلخ من أسلوب قوله:
إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة
وفيه أنه إنما يرتكب عند تعذر الحقيقة وقد أمكن الحمل على التنازع فلا تعذر.
ثم إنه على التقدير لا يظهر أنه قول فيها إلا بدليل خارج، وهذا بخلاف ما ذكره جار الله في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28وقد قدمت إليكم بالوعيد من تقدير وقد صح عندكم أني قدمت لأن في اللفظ إشعارا به بينا انتهى، ولعمري لقد أبعد قدس سره المغزى في هذه الآيات العظام وأتى بما تستحسنه النظار من ذي الأفهام فليفهم، وقوله تعالى:
[ ص: 52 ] nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45ألا إن الظالمين في عذاب مقيم إما من تمام كلام المؤمنين ويجري فيه ما سمعت من الأصل ونكتة العدول أو استئناف إخبار منه تعالى تصديقا لذلك
[ ص: 51 ] nindex.php?page=treesubj&link=30351_30431_30525_30539_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا أَيْ عَلَى اَلنَّارِ اَلْمَدْلُولِ عَلَيْهَا بِالْعَذَابِ، وَالْجُمْلَةُ كَالسَّابِقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45خَاشِعِينَ مُتَضَائِلِينَ مُتَقَاصِرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45مِنَ الذُّلِّ أَيْ بِسَبَبِ اَلذُّلِّ لِعِظَمِ مَا لَحِقَهُمْ فَمِنْ سَبَبِيَّةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِخَاشِعِينَ وَهُوَ وَكَذَا مَا بَعْدَهُ حَالٌ.
وَجُوِّزَ أَنْ يُعَلَّقَ اَلْجَارُّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (يَنْظُرُونَ) وَيُوقَفَ عَلَى (خَاشِعِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ، وَالطَّرْفُ مَصْدَرُ طَرَفَ إِذَا حَرَّكَ عَيْنَهُ وَمِنْهُ طَرْفَةُ اَلْعَيْنِ، وَالْمُرَادُ بِالْخَفِيِّ اَلضَّعِيفُ، وَمِنَ اِبْتِدَائِيَّةٌ أَيْ يَبْتَدِئُ نَظَرُهُمْ مِنْ تَحْرِيكٍ لِأَجْفَانِهِمْ ضَعِيفٍ بِمُسَارَقَةٍ كَمَا تَرَى اَلْمَصْبُورَ يَنْظُرُ إِلَى اَلسَّيْفِ وَهَكَذَا نَظَرُ اَلنَّاظِرِ إِلَى اَلْمَكَارِهِ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَفْتَحَ أَجْفَانَهُ عَلَيْهَا وَيَمْلَأَ عَيْنَيْهِ مِنْهَا كَمَا يَفْعَلُ فِي نَظَرِهِ إِلَى اَلْمُحَابِّ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنْ بِمَعْنَى اَلْبَاءِ.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11اِبْنِ عَبَّاسٍ (خَفِيٍّ) ذَلِيلٍ فَالطَّرْفُ عَلَيْهِ جَفْنُ اَلْعَيْنِ، وَقِيلَ: يُحْشَرُونَ عُمْيًا فَلَا يَنْظُرُونَ إِلَّا بِقُلُوبِهِمْ وَذَاكَ نَظَرٌ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ، وَهُوَ تَأْوِيلٌ مُتَكَلِّفٌ، وَالْجُمْلَتَانِ اَلسَّابِقَتَانِ أَعْنِي (تَرَى اَلظَّالِمِينَ. وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ) مَعْطُوفَانِ عَلَى (وَمَنْ يُضْلِلِ) وَأَصْلُ اَلْكَلَامِ وَالظَّالِمُونَ لَمَّا رَأَوُا اَلْعَذَابَ يَقُولُونَ وَهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ، ثُمَّ قِيلَ (وَتَرَى وَتَرَاهُمْ) خِطَابًا لِكُلِّ مَنْ يَتَأَتَّى مِنْهُ اَلرُّؤْيَةُ وَيُعْتَبَرُ بِحَالِهِمْ زِيَادَةً لِلتَّهْوِيلِ كَأَنَّهُ يُعْجِبُهُمْ مِمَّا هُمْ فِيهِ لِيَعْتَبِرُوا وَيَبْتَهِجُوا، وَمِنْهُ يَظْهَرُ أَنَّهُ خِطَابٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتْبَاعِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ أَيْ إِنَّهُمُ اَلَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ بِالتَّعْرِيضِ لِلْعَذَابِ اَلْخَالِدِ أَوْ عَلَى مَا مَرَّ فِي اَلزُّمَرِ، وَعُدِلَ عَنْ أَنَّهُمْ إِلَى اَلَّذِينَ تَسْجِيلًا عَلَيْهِمْ بِأَكْمَلِ اَلْخُسْرَانِ إِذِ اَلْمُرَادُ أَنَّ اَلْكَامِلِينَ فِي صِفَةِ اَلْخُسْرَانِ اَلْمُتَّصِفِينَ بِحَقِيقَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقٌ بِخَسِرُوا وَالْقَوْلُ فِي اَلدُّنْيَا، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِقَالَ، وَالْمَاضِي لِتَحَقُّقِ اَلْوُقُوعِ أَيْ وَيَقُولُونَ إِذَا رَأَوْهُمْ عَلَى تِلْكَ اَلصِّفَةِ. وَفِي اَلْكَشْفِ اَلظَّاهِرُ أَنَّهُ قَوْلٌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ كَالْخُسْرَانِ مِنْ بَابِ اَلتَّنَازُعِ بَيْنَ اَلْفِعْلَيْنِ، وَآثَرَ صَاحِبُ اَلْكَشَّافِ عَلَى مَا يُؤْذِنُ بِهِ صَنِيعُهُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِالْخُسْرَانِ وَحْدَهُ لِأَنَّ اَلْأَصْلَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ إِلَخْ هُمُ اَلْخَاسِرُونَ كَمَا أَنَّ اَلْأَصْلَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=44وَتَرَى الظَّالِمِينَ وَالظَّالِمُونَ لَمَّا رَأَوْا ثَمَّ قِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى نَحْوِ مَا قِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=44وَتَرَى إِلَخْ وَكَمَا أَنَّ اَلرُّؤْيَةَ رُؤْيَةُ اَلدُّنْيَا اِسْتِحْضَارًا لِعَذَابِهِمُ اَلْكَائِنِ فِي اَلْآخِرَةِ تَهْوِيلًا كَذَلِكَ اَلْقَوْلُ كَأَنَّهُمْ جَعَلَهُمْ حُضُورًا يُعَايَنُ عَذَابُهُمْ وَيُسْمَعُ مَا يَقُولُ اَلْمُؤْمِنُونَ فِيهِمْ وَرُدَّ عَلَى اَلْخِطَابِ فِي اَلرُّؤْيَةِ وَالْغَيْبَةِ فِي اَلْقَوْلِ لِأَنَّ مُعَايَنَةَ اَلْعَذَابِ لَمَّا كَانَتْ أَدْخَلَ فِي اَلتَّهْوِيلِ جَعَلَ اَلْعَذَابَ قَرِيبًا مُشَاهَدًا وَخُصُّوا بِالْخِطَابِ عَلَى سَبِيلِ اِسْتِحْضَارِ اَلْحَالِ لِمَزِيدِ اَلِابْتِهَاجِ وَلَمْ يَكُنْ فِي اَلْخُسْرَانِ ذَلِكَ اَلْمَعْنَى لِأَنَّهُ أَمْرٌ مَعْقُولٌ وَالْمَحْسُوسَاتُ أَقْوَى لَا سِيَّمَا إِذَا كُنَّ مُوجِبَاتِ اَلْخُسْرَانَ فَجِيءَ بِهِ عَلَى اَلْأَصْلِ مِنَ اَلْغَيْبَةِ، وَعَدَلَهُ مِنَ اَلْمُضَارِعِ إِلَى اَلْمَاضِي لِأَنَّهُ قَوْلٌ صَادِرٌ عَنْ مُقْتَضَى اَلْحَالِ قَدْ حَقَّ وَوَقَعَ تَفَوَّهُوا بِهِ أَوْ لَا وَأُسْنِدَ إِلَى اَلْمُؤْمِنِينَ دَلَالَةً عَلَى اَلِابْتِهَاجِ اَلْمَذْكُورِ وَاغْتِبَاطِهِمْ بِنَجَاتِهِمْ عَمَّا هُمْ فِيهِ وَإِلَّا فَالْقَوْلُ وَالرُّؤْيَةُ لِكُلِّ مَنْ يَتَأَتَّى مِنْهُ اَلْقَوْلُ وَالرُّؤْيَةُ، وَجَعَلَهُ حَالًا كَمَا فَعَلَ
اَلطَّيِّبِيُّ عَلَى مَعْنَى وَتَرَاهُمْ وَقَدْ صَدَقَ فِيهِمْ قَوْلُ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي اَلدُّنْيَا إِنَّ اَلْخَاسِرِينَ إِلَخْ مِنْ أُسْلُوبِ قَوْلِهِ:
إِذَا مَا اِنْتَسَبْنَا لَمْ تَلِدْنِي لَئِيمَةٌ
وَفِيهِ أَنَّهُ إِنَّمَا يُرْتَكَبُ عِنْدَ تَعَذُّرِ اَلْحَقِيقَةِ وَقَدْ أَمْكَنَ اَلْحَمْلُ عَلَى اَلتَّنَازُعِ فَلَا تَعَذُّرَ.
ثُمَّ إِنَّهُ عَلَى اَلتَّقْدِيرِ لَا يَظْهَرُ أَنَّهُ قَوْلٌ فِيهَا إِلَّا بِدَلِيلٍ خَارِجٍ، وَهَذَا بِخِلَافِ مَا ذَكَرَهُ جَارُ اَللَّهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ مِنْ تَقْدِيرٍ وَقَدْ صَحَّ عِنْدَكُمْ أَنِّي قَدَّمْتُ لِأَنَّ فِي اَللَّفْظِ إِشْعَارًا بِهِ بَيِّنًا اِنْتَهَى، وَلَعَمْرِي لَقَدْ أَبْعَدَ قُدِّسَ سِرُّهُ اَلْمَغْزَى فِي هَذِهِ اَلْآيَاتِ اَلْعِظَامِ وَأَتَى بِمَا تَسْتَحْسِنُهُ اَلنُّظَّارُ مِنْ ذِي اَلْأَفْهَامِ فَلْيُفْهَمْ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
[ ص: 52 ] nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=45أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ إِمَّا مِنْ تَمَامِ كَلَامِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَيَجْرِي فِيهِ مَا سَمِعْتَ مِنَ اَلْأَصْلِ وَنُكْتَةِ اَلْعُدُولِ أَوِ اِسْتِئْنَافُ إِخْبَارٍ مِنْهُ تَعَالَى تَصْدِيقًا لِذَلِكَ