لقد كان لسبإ [15]
بالصرف والتنوين على أنه اسم للحي وهو في الأصل اسم رجل جاء بذلك التوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ (لقد كان لسبأ) بغير صرف جعله اسما للقبيلة، وهو اختيار أبو عمرو ، واستدل على أنه اسم قبيلة أن بعده (في مساكنهم) ولو كان كما قال لكان في مساكنها (آية) اسم كان أي علامة دالة على قدرة الله جل وعز وإنعامه على عباده أنه جعل لأهل أبي عبيد سبأ جنتين عن يمين وشمال ومما اجتمع من مطر بين جبلين في وجهه مسناة قال يحيى بن سليمان الجعفي المسناة هي التي يسميها أهل مصر الجسر فكانوا يفتحونها إذا شاؤوا فإذا رويت جنتهم سدوها جنتان بدل من الآية ويجوز أن يكون مرفوعا على إضمار مبتدأ ويجوز أن تنصب آية على أنها خبر كان، ويجوز أن تنصب جنتين على الخبر أيضا في غير القرآن، والتقدير قيل لهم: كلوا من رزق [ ص: 339 ] ربكم واشكروا له. قال : تم الكلام الفراء بلدة بالرفع على إضمار مبتدأ أي هذه بلدة ورب على إضمار مبتدأ أيضا غفور من نعته فأما (في مساكنهم) فهي قراءة الحسن وأبي رجاء وأبي جعفر وشيبة ونافع وعاصم ، وقرأ وأبي عمرو إبراهيم النخعي (في مسكنهم) وقرأ وحمزة يحيى بن وثاب والأعمش (في مسكنهم) بكسر الكاف. قال والكسائي : "مساكن" في هذا أبين لأنه يجمع اللفظ والمعنى فإذا قلت: مسكنهم كان فيه تقديران: أحدهما أن يكون واحدا يؤدي عن جميع، والآخر أن يكون مصدرا لا يثنى ولا يجمع، كما قال جل وعز: أبو جعفر ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فجاء السمع مفردا وكذا في مقعد صدق ومن قال: مسكن بكسر الكاف جعله مثل مسجد وهو خارج عن القياس لا يوجد مثله إلا سماعا.