الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        احشروا الذين ظلموا وأزواجهم [22] ، [23]

                                                                                                                                                                                                                                        معطوف على "الذين". وواحدهم زوج قال سفيان عن سماك عن النعمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "وأزواجهم" قرناؤهم وهو مبين في حديث شريك عن سماك عن النعمان قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول في قول الله جل وعز: "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم" قال: الزاني مع الزاني، وشارب الخمر مع شارب الخمر، وصاحب السرقة مع صاحب السرقة. وقال سفيان عن أبيه عن المسيب بن رافع عن ابن عباس "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم" قال: أشباههم. قال أبو جعفر : وهذه الأقوال لا تدفع لجلالة قائلها وأنها معروفة في اللغة يقال: هذا زوج هذا أي قرينه وشبهه، ومن هذا قيل للرجل: زوج المرأة وللمرأة زوج الرجل وقيل للخفين: زوجان لأن كل واحد منهما زوج لصاحبه، ولا يقال: للاثنين إلا زوجان. وقال سعيد عن قتادة "احشروا [ ص: 416 ] الذين ظلموا وأزواجهم" قال: الكفار مع الكفار. وما كانوا يعبدون من دون الله قال: الأصنام فاهدوهم إلى صراط الجحيم يقال: هديته إلى الطريق وهديته الطريق أي دللته عليه، وأهديت الهدية وهديت العروس ويقال: أهديتها أي جعلتها بمنزلة الهدية.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية