[ ص: 29 ] تعليقات الذهبي على كلام الحاكم
كان من عادة الذهبي - رحمه الله - أنه لم يكن ليسكت على كلام يعلم فيه مخالفة، يعلم ذلك من قرأ كتبه رحمه الله. ولذلك كان له تعليقات مفيدة على المستدرك سواء أكان ذلك يتعلق بالصنعة الحديثية أو غيرها من فروع العلم، من ذلك:
1) قال : 1/ 370، بعد أن أورد حديث الحاكم : جابر ونهى أن يكتب عليه. نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبنى على القبر، أو يجصص، أو يباع عليه، هذا حديث صحيح على شرط وقد خرج بإسناده غير الكتابة، فإنها لفظة صحيحة غريبة، وكذلك رواه مسلم أبو معاوية عن ثم ساق الحديث، ثم قال: هذه الأسانيد صحيحة، وليس العمل عليها، فإن أئمة المسلمين من الشرق إلى الغرب مكتوب على قبورهم، وهو عمل أخذ به الخلف عن السلف. ا هـ. فتعقبه ابن جريج الذهبي قال: قلت: ما قال طائلا، ولا نعلم صحابيا فعل ذلك، وإنما هو شيء أحدثه بعض التابعين فمن بعدهم، ولم يصلهم النهي. ا هـ.
2) قال تعقيبا على حديث رقم (4650) والمعروف بحديث الطير: ابن عياض لا أعرفه، وقد كنت زمانا طويلا أظن أن حديث الطير لم يجسر أن يودعه في مستدركه، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه، فإذا حديث الطير بالنسبة إليه سماء. ا هـ. الحاكم
3) الحديث رقم (6788) عن : أنس أطعم النبي - صلى الله عليه وسلم - على خبزا ولحما. صفية بنت حيي هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي : بل غلط إنما ذي زينب . ا هـ.
4) وقال تعقيبا على حديث رقم (8516): بل سليمان هالك، والخبر شبه خرافة.
5) كثيرا ما يقول: سنده مظلم، وأمثلته (4015)، (7893)، (8239) [ ص: 30 ] .
6) قال تعقيبا على حديث (4731) عن جميع بن عمير: دخلت مع أمي على ، فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن عائشة علي، فقالت: تسألني عن رجل والله علي، ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من امرأته. ما أعلم رجلا كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي : جميع متهم، ولم تقل هذا أصلا. ا هـ. عائشة
إلى غير ذلك من التعليقات والتعقيبات المفيدة التي يطول المقام بذكرها.
***