العبد بين اثنين يكاتبه أحدهما
( أخبرنا الربيع ) قال : ( قال ) : رحمه الله تعالى الشافعي أذن أو لم يأذن ; لأنه إذا لم يأذن له فشرط السيد لعبده في النصف الذي كاتبه على خمسين إبلا يعتق بأدائها لم يجز له أن يأخذ الخمسين حتى يأخذ شريكه مثلها فتكون كتابته على خمسين ولا يعتق إلا بمائة . وإذا أخذ الخمسين فلشريكه نصفها ولا يعتق العبد بخمسة وعشرين ، وإنما أعتق بخمسين ، ولا يجوز أن يعتق بأداء خمسين لم تسلم لسيده الذي كاتبه ( قال ) : وإذا أذن له أن يكاتبه فهو مثل أن لم يأذن له من قبل أن إرادته أن يكاتب نصفه لا تزيل ملكه عن نصفه هو ، وإذا لم يزل ملكه عن نصفه هو فليس للذي كاتبه أن يتأدى منه شيئا إلا وله نصفه ولو قال له : تأداه ما شئت . إذا كان العبد بين رجلين فليس لأحدهما أن يكاتبه دون صاحبه
[ ص: 44 ] ولا شيء لي منه كان له الرجوع فيه من قبل أنه أعطاه مالا يملك من كسب العبد فإذا كسبه العبد فإن أعطاه إياه حينئذ بعلم شريكه وكم هو وإذنه جاز له ، وله الرجوع ما لم يقبضه شريكه ، فأما قبل كسبه أو قبل علم الشريك وتسليمه فلا يجوز ولا يجوز أن يكاتبه بإذنه إلا أن يأذن له في كتابة العبد كله فيكون الشريك وكيلا لشريكه في كتابته فيكاتبه كتابة واحدة فتكون بينهما نصفين ، فإن فلشريكه نصفها ولا يعتق ، وإن أداها إلى سيده الذي كاتبه وأدى إلى سيده الذي لم يكاتبه مثلها عتق ; لأنه قد أدى إليه خمسين سلمت ويتراجع السيد الذي كاتبه والمكاتب بقيمة نصفه ; لأنه عتق بكتابة فاسدة فإن كان ثمن نصفه أقل من خمسين رجع عليه العبد بالفضل على الخمسين ، وإن كان أكثر من خمسين رجع عليه السيد بالزائد على الخمسين ، ولو أراد شريكه في العبد الذي لم يكاتب أن يمنع عتقه بأن يقول : لا أقبض الخمسين لم يكن له ، وقبضت عليه ; لأنه قد أدى إليه مثل ما أدى إلى صاحبه ، وإن كان السيد موسرا ضمن لشريكه نصف قيمته وكان العبد حرا كله ; لأنه أعتق ما ملك من عبد ولآخر فيه شرك ( قال كاتب رجل عبدا بغير إذن شريكه على خمسين فأداها إليه ) : رحمه الله تعالى : وإن كان معسرا عتق نصيبه منه وكان المالك على نصيبه منه كما كان قبل الكتابة ولو أن شريكه حين أعتق أعتق نصيبه منه كان العتق موقوفا ، فإن كان المعتق الأول موسرا فأدى قيمته إليه عتق عليه كله وكان له ولاؤه ، وإن كان معسرا عتق على الشريك ما أعتق منه وكان ولاؤه بينهما ، وهكذا لو كان العبد بين ثلاثة ، أو أربعة ، أو أكثر . وإذا الشافعي ، فالكتابة كلها فاسدة ; لأن العقد الأول فاسد فكذلك العقد الثاني ، ولا تجوز كتابة العبد بين الاثنين حتى يجتمعا جميعا على كتابته يجعلانها عقدا واحدا ويكونان شريكين فيها مستوي الشركة ولا خير في أن لا يكون لأحدهما في الكتابة أكثر مما للآخر . كان العبد بين اثنين فكاتبه أحدهما بإذن صاحبه ، أو بغير إذنه ، ثم كاتبه الآخر