الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولا يجوز بيع رقبة المكاتب فإن قيل : بيعت بريرة قيل : هي المساومة بنفسها عائشة رضي الله عنها والمخبرة بالعجز بطلبها أوقية والراضية بالبيع فإن قيل : فما معنى { قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة اشترطي لهم الولاء ؟ } قلت أنا للشافعي في هذا جوابان : أحدهما يبطل الشرط ويجيز العتق ويجعله خاصا وقال في موضع آخر : هذا من أشد ما يغلط فيه وإنما جاء به هشام وحده وغيره قد خالفه وضعفه ( قال المزني ) هذا أولى به ; لأنه لا يجوز في صفة النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه من الله عز وجل ينكر على ناس شرطا باطلا ويأمر أهله بإجابتهم إلى باطل وهو على أهله في الله أشد وعليهم أغلظ .

( قال المزني ) وقد يحتمل أن لو صح الحديث أن يكون أراد اشترطي عليهم أن لك إن اشتريت وأعتقت الولاء أي لا تغريهم ، واللغة تحتمل ذلك قال الله جل ثناؤه { لهم اللعنة } وقال { أن عليهم لعنة الله } وكذلك قال تعالى { أم من يكون عليهم وكيلا } وقال { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها } أي فعليها وقال { ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض } فقامت لهم مقام " عليهم " فتفهم رحمك الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية