قوله تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير } .
[ ص: 400 ] يحتمل أن يريد به ، وقاتلوهم حتى لا يكون كفر .
ويحتمل أن يكون : وقاتلوهم حتى لا يفتن أحد عن دينه .
وكلاهما يجوز أن يكون مرادا ، وهذه الغاية لا تتحقق إلا بنزول عيسى .
وقد بينا ذلك في سورة البقرة ومسائل الخلاف .
وفي عن البخاري قال : خرج علينا سعيد بن جبير فرجونا أن يحدثنا حديثا حسنا . قال : فبادرنا إليه رجل ، فقال : يا ابن عمر ، حدثنا عن أبا عبد الرحمن ، والله يقول : { القتال في الفتنة وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } . فقال : هل تدري ما الفتنة ؟ ثكلتك أمك ، إنما كان محمد يقاتل المشركين ، وكان الدخول في دينهم فتنة ، وليس بقتالكم على الملك .