الآية السادسة : قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28983وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .
فيها مسألتان :
المسألة الأولى : قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21أو نتخذه ولدا } هذا يدلك على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28410التبني كان أمرا معتادا عند الأمم ، وسيأتي بيانه إن شاء الله .
المسألة الثانية :
روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قال : أفرس الناس ثلاثة : عزيز
مصر ، حين قال لامرأته :
[ ص: 45 ] {
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21أكرمي مثواه } إلخ . الثاني :
بنت شعيب في فراسة
موسى حين قالت : {
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26إن خير من استأجرت القوي الأمين } . الثالث :
أبو بكر حين ولى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال : أقول لربي وليت عليهم خيرهم .
قال الفقيه القاضي
أبو بكر رضي الله عنه : عجبا للمفسرين في اتفاقهم على جلب هذا الخبر ، والفراسة هي علم غريب ، حده وحقيقته كما بيناه في غير موضع الاستدلال بالخلق على الخلق فيما لا يتعدى المتفطنون إلى غير ذلك من الصيغ والأغراض ، فأما أمر العزيز فيمكن أن يجعل فراسة ; لأن لم يكن معه علامة ظاهرة .
وأما
بنت شعيب فكانت معها العلامة البينة . أما القوة فعلامتها رفع الحجر الثقيل الذي لا يستطيع أحد أن يرفعه ، وأما الأمانة فبقوله لها وكان يوما رياحا : امشي خلفي لئلا تصفك الريح بضم ثوبك لك ، وأنا عبراني لا أنظر في أدبار النساء .
وأما
أبو بكر في ولاية
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فبالتجربة في الأعمال ، والمواظبة على الصحبة [ وطولها ] ، والاطلاع على ما شاهد منه ، من العلم والمنة ، وليس ذلك من طريق الفراسة . والله أعلم .
الْآيَةُ السَّادِسَةُ : قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28983وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاَللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } .
فِيهَا مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } هَذَا يَدُلُّك عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28410التَّبَنِّي كَانَ أَمْرًا مُعْتَادًا عِنْدَ الْأُمَمِ ، وَسَيَأْتِي بَيَانُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ :
رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ : أَفَرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ : عَزِيزُ
مِصْرَ ، حِينَ قَالَ لِامْرَأَتِهِ :
[ ص: 45 ] {
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21أَكْرِمِي مَثْوَاهُ } إلَخْ . الثَّانِي :
بِنْتُ شُعَيْبٍ فِي فِرَاسَةِ
مُوسَى حِينَ قَالَتْ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26إنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْت الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } . الثَّالِثُ :
أَبُو بَكْرٍ حِينَ وَلَّى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ قَالَ : أَقُولُ لِرَبِّي وَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَهُمْ .
قَالَ الْفَقِيهُ الْقَاضِي
أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : عَجَبًا لِلْمُفَسِّرِينَ فِي اتِّفَاقِهِمْ عَلَى جَلْبِ هَذَا الْخَبَرِ ، وَالْفِرَاسَةُ هِيَ عِلْمٌ غَرِيبٌ ، حَدُّهُ وَحَقِيقَتُهُ كَمَا بَيَّنَّاهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ الِاسْتِدْلَال بِالْخَلْقِ عَلَى الْخَلْقِ فِيمَا لَا يَتَعَدَّى الْمُتَفَطِّنُونَ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الصِّيَغِ وَالْأَغْرَاضِ ، فَأَمَّا أَمْرُ الْعَزِيزِ فَيُمْكِنُ أَنْ يُجْعَلَ فِرَاسَةً ; لَأَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ عَلَامَةٌ ظَاهِرَةٌ .
وَأَمَّا
بِنْتُ شُعَيْبٍ فَكَانَتْ مَعَهَا الْعَلَامَةُ الْبَيِّنَةُ . أَمَّا الْقُوَّةُ فَعَلَامَتُهَا رَفْعُ الْحَجَرِ الثَّقِيلِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَرْفَعَهُ ، وَأَمَّا الْأَمَانَةُ فَبِقَوْلِهِ لَهَا وَكَانَ يَوْمًا رِيَاحًا : امْشِي خَلْفِي لِئَلَّا تَصِفَكِ الرِّيحُ بِضَمِّ ثَوْبَكِ لَكِ ، وَأَنَا عِبْرَانِيٌّ لَا أَنْظُرُ فِي أَدْبَارِ النِّسَاءِ .
وَأَمَّا
أَبُو بَكْرٍ فِي وِلَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ فَبِالتَّجْرِبَةِ فِي الْأَعْمَالِ ، وَالْمُوَاظَبَةِ عَلَى الصُّحْبَةِ [ وَطُولِهَا ] ، وَالِاطِّلَاعِ عَلَى مَا شَاهَدَ مِنْهُ ، مِنْ الْعِلْمِ وَالْمُنَّةِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ الْفِرَاسَةِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .