يقول تعالى ذكره : قال ذو القرنين : الذي مكنني في عمل ما سألتموني من السد بينكم وبين هؤلاء القوم ربي ، ووطأه لي ، وقواني عليه ، خير من جعلكم ، والأجرة التي تعرضونها علي لبناء ذلك ، وأكثر وأطيب ، ولكن أعينوني منكم بقوة ، أعينوني بفعلة وصناع يحسنون البناء والعمل . [ ص: 113 ]
كما حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن عن ابن جريج ، مجاهد ( قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة ) قال : برجال ( أجعل بينكم وبينهم ردما ) وقال ما مكني ، فأدغم إحدى النونين في الأخرى ، وإنما هو ما مكنني فيه . وقوله : ( أجعل بينكم وبينهم ردما ) يقول : أجعل بينكم وبين يأجوج ومأجوج ردما . والردم : حاجز الحائط والسد ، إلا أنه أمنع منه وأشد ، يقال منه : قد ردم فلان موضع كذا يردمه ردما ورداما ويقال أيضا : ردم ثوبه يردمه ، وهو ثوب مردم : إذا كان كثير الرقاع ، ومنه قول عنترة :
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله ( أجعل بينكم وبينهم ردما ) قال : هو كأشد الحجاب .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : " " . ذكر لنا أن رجلا قال : يا نبي الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج ، قال انعته لي قال : كأنه البرد المحبر ، طريقة سوداء ، وطريقة حمراء ، قال : قد رأيته