الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3670 حدثنا عباد بن موسى الختلي أخبرنا إسمعيل يعني ابن جعفر عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عمرو عن عمر بن الخطاب قال لما نزل تحريم الخمر قال عمر اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء فنزلت الآية التي في البقرة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير الآية قال فدعي عمر فقرئت عليه قال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء فنزلت الآية التي في النساء يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة ينادي ألا لا يقربن الصلاة سكران فدعي عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء فنزلت هذه الآية فهل أنتم منتهون قال عمر انتهينا

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عباد بن موسى الختلي ) بضم المعجمة وفتح المثناة الشديدة منسوب إلى ختل كورة خلف جيحون ، قاله السيوطي ( بيانا شفاء ) وفي بعض النسخ شافيا يسألونك عن الخمر والميسر أي : القمار أي : ما حكمهما قل فيهما أي : في تعاطيهما إثم كبير أي : عظيم لما يحصل بسببهما من المخاصمة والمشاتمة وقول الفحش ( فدعي ) على البناء للمجهول ( فقرئت ) أي : الآية المذكورة لا تقربوا الصلاة أي : لا تصلوا وأنتم سكارى جملة حالية فنزلت هذه الآية فهل أنتم منتهون وفي رواية النسائي : [ ص: 86 ] فنزلت الآية التي في المائدة ، فدعي عمر فقرئت عليه ، فلما بلغ فهل أنتم منتهون ( قال عمر انتهينا ) أي : عن إتيانهما أو عن طلب البيان الشافي قال الطيبي : فنزلت هذه الآية يعني قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر الآيتين ، وفيهما دلائل سبعة على تحريم الخمر :

                                                                      أحدها قوله : رجس والرجس هو النجس وكل نجس حرام .

                                                                      والثاني قوله : من عمل الشيطان وما هو من عمله حرام .

                                                                      والثالث قوله : فاجتنبوه وما أمر الله تعالى باجتنابه فهو حرام .

                                                                      والرابع قوله : لعلكم تفلحون وما علق رجاء الفلاح باجتنابه ، فالإتيان به حرام .

                                                                      والخامس قوله : إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر وما هو سبب وقوع العداوة والبغضاء بين المسلمين فهو حرام .

                                                                      والسادس : ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وما يصد به الشيطان عن ذكر الله وعن الصلاة فهو حرام .

                                                                      والسابع قوله : فهل أنتم منتهون معناه انتهوا ، وما أمر الله عباده بالانتهاء عنه فالإتيان به حرام ، انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري والترمذي والنسائي ، وذكر الترمذي أنه مرسل أصح .




                                                                      الخدمات العلمية