عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ، عم السفاح والمنصور ، ولد سنة أربع ومائة ، وكان ضخم الخلق جدا ولم يبدل أسنانه ، وكانت أصولها صفيحة واحدة . وقد قال يوماللرشيد : يا أمير المؤمنين ، هذا مجلس اجتمع فيه عم أمير المؤمنين ، وعم عمه ، وعم عم عمه . وذلك أن سليمان بن أبي جعفر عم الرشيد ، عم والعباس بن محمد بن علي سليمان ، عم وعبد الصمد بن علي العباس ، وتلخيص ذلك أن عبد الصمد عم عم عم الرشيد ، لأنه عم جده .
روى عبد الصمد عن أبيه ، عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عبد الله بن عباس ، " إن البر والصلة ليطيلان الأعمار ، ويعمران الديار ، ويثريان الأموال ، ولو كان القوم فجارا " . وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن البر والصلة ليخففان سوء الحساب يوم القيامة " . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " [ الرعد : 21 ] . وغير ذلك من الأحاديث .
محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، المعروف [ ص: 632 ] بالإمام ، كان يلي إمارة الحاج وإقامة شعائر الحج في خلافة المنصور عدة سنين . توفي ببغداد فصلى عليه الأمين في شوال من هذه السنة ، ودفن بالعباسية .
وفيها توفي من مشايخ الحديث ضمام بن إسماعيل ، وعمر بن عبيد ، والمطلب بن زياد ، والمعافى بن عمران في قول ، ويوسف بن الماجشون ، وأبو إسحاق الفزاري ، إمام أهل الشام بعد الأوزاعي في المغازي والعلم والعبادة .
هي رابعة بنت إسماعيل العدوية مولاة آل عتيك ، البصرية رابعة العدوية ، العابدة المشهورة . ذكرها القشيري في " الرسالة " وأبو نعيم في " الحلية " ، [ ص: 633 ] في " صفة الصفوة " ، وابن الجوزي والشيخ شهاب الدين السهروردي في " المعارف " وأثنى عليها أكثر الناس ، وتكلم فيها واتهمها بالزندقة ، فلعله بلغه عنها أمر . وأنشد لها أبو دواد السجستاني ، السهروردي في " المعارف " :
إني جعلتك في الفؤاد محدثي وأبحت جسمي من أراد جلوسي فالجسم منى للجليس مؤانس
وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي