وفيها توفي :
، إسحاق بن إبراهيم بن ماهان الموصلي النديم الأديب ابن الأديب ، النادر الشكل في وقته المجموع الفضائل من كل فن يعرفه أبناء عصره ، من الفقه والحديث والجدل والكلام واللغة والشعر ، وإنما اشتهر بالغناء ; لأنه لم يكن له في الدنيا نظير فيه .
قال المعتصم : إن إسحاق إذا غنى يخيل إلي أنه قد زيد في ملكي . وقال المأمون لولا اشتهاره بالغناء لوليته القضاء ; لما أعلمه من عفته ونزاهته وأمانته .
[ ص: 345 ] وله شعر حسن ، وديوان كبير . وكانت عنده كتب كثيرة من كل فن .
توفي في هذه السنة ، قال ابن خلكان وقيل : في التي بعدها .
وقد ترجمه الحافظ ترجمة حافلة ، وذكر عنه أشياء حسنة ، وأشعارا بديعة رائقة ، وحكايات مدهشة يطول استقصاؤها . فمن غريب ذلك أنه غنى يوما ابن عساكر ليحيى بن خالد بن برمك فوقع له بألف ألف ، ووقع له ابنه جعفر بمثلها ، وابنه الفضل بمثلها في حكاية طويلة .
قلت : وممن توفي في هذه السنة من الأعيان :
سريج بن يونس ، وشيبان بن فروخ ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، أحد الأعلام وأئمة الإسلام وصاحب " المصنف " الذي لم يصنف أحد مثله قط ، لا قبله ولا بعده . وأبو بكر بن أبي شيبة