وممن توفي فيها من الأعيان :
عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل .
أبو عبد الرحمن الشيباني كان إماما [ ص: 721 ] ثقة حافظا ثبتا مكثرا عن أبيه وغيره .
قال ابن المنادي : لم يكن أحد أروى عن أبيه منه ، سمع منه " المسند " ثلاثين ألفا و " التفسير " مائة ألف حديث وعشرين ألفا ، من ذلك سماع ومن ذلك وجادة ، ومن ذلك " الناسخ والمنسوخ " و " المقدم والمؤخر في كتاب الله " و " التاريخ " و " حديث شعبة " و " جوابات القرآن " و " المناسك الكبير " و " الصغير " وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ .
قال : وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء والكنى والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك حتى إن بعضهم أسرف في تقريظه له بالمعرفة وزيادة السماع للحديث عن أبيه .
ولما مرض قيل له : أين تدفن ؟ فقال : صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا ولأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أبي . فمات في جمادى الآخرة من هذه السنة عن سبع وسبعين سنة كما مات لها أبوه ، [ ص: 722 ] وكان الجمع كثيرا جدا ، وصلى عليه زهير ابن أخيه ودفن في مقابر باب التبن رحمه الله .
عبد الله بن أحمد بن سعيد أبو محمد الرباطي المروزي صحب أبا تراب النخشبي وكان الجنيد يمدحه ويثني عليه . عمر بن إبراهيم أبو بكر الحافظ المعروف بأبي الآذان كان ثقة ثبتا . محمد بن الحسين بن الفرج أبو ميسرة الهمداني صاحب " المسند " ، وكان أحد الثقات المشهورين والمصنفين المنصفين .
محمد بن عبد الله أبو بكر الزقاق .
أحد أئمة الصوفية وعبادهم روى عن الجنيد أنه قال : رأيت إبليس في المنام وكأنه عريان ، فقلت : ألا تستحي من الناس ؟ فقال : هؤلاء أناس وأنا أتلعب بهم كما يلعب الصبيان بالكرة إنما الناس جماعة غير هؤلاء . فقلت : من هم ؟ فقال : قوم في مسجد [ ص: 723 ] الشونيزي فقد أضنوا قلبي وأنحلوا جسدي كلما هممت بهم أشاروا إلى الله عز وجل فأكاد أحترق .
قال : فانتبهت ولبست ثيابي وقصدت مسجد الشونيزي ، فإذا فيه ثلاثة جلوس ورءوسهم في مرقعاتهم ، فرفع أحدهم رأسه من جيبه ، فقال : يا أبا القاسم أنت كلما قيل لك شيء تقبل ؟ فإذا هم أبو بكر الزقاق ، وأبو الحسين النوري ، وأبو حمزة .
محمد بن علي بن علوية بن عبد الله الجرجاني الفقيه الشافعي تلميذ المزني ذكره . ابن الأثير