وممن توفي فيها من الأعيان :
الحاجب الكبير شباشى أبو طاهر
مولى شرف الدولة ، ولقبه بهاء الدولة بالسعيد ، وكان كثير الصدقة والأوقاف على وجوه القربات ، فمن ذلك أنه وقف دباها على المارستان ، وكانت تغل شيئا كثيرا من الزروع والثمار والخراج ، وبنى قنطرة الخندق والياسرية وغير ذلك . ولما دفن بمقبرة ، أوصى أن لا يبنى عليه فخالفوه ، فعقدوا على قبره قبة فسقطت بعد موته بنحو من سبعين سنة ، واجتمع نسوة عند قبره ينحن ويبكين ، فلما رجعن رأت عجوز منهن - كانت هي المقدمة فيهن - في المنام كأن تركيا خرج إليها من قبره ومعه دبوس ، فحمل عليها وزجرها ، فإذا هو الحاجب الإمام أحمد السعيد ، فانتبهت مذعورة .