وممن توفي فيها من الأعيان :
باي بن جعفر بن باي أبو منصور الجيلي
من تلامذة أبي حامد الإسفراييني ، ولي القضاء بباب الطاق وبحريم دار الخلافة ، وسمع الحديث من جماعة ، قال الخطيب : وكتبنا عنه ، وكان ثقة ، رحمه الله تعالى .
[ ص: 779 ] الحسن بن محمد بن أبي الفضل ، أبو محمد النسوي الوالي
سمع الحديث ، وكان ذكيا في صنعة الولاية ، ومعرفة المتهم من بين الغرماء بلطيف من الصنع ، كما نقل عنه أنه وقف بين يدي جماعة اتهموا بسرقة ، فأتى بكوز ليشرب منه ، فرمى به فانزعج الواقفون إلا واحدا ، فأمر به أن يقرر ، وقال : السارق يكون جريئا قويا . فوجد الأمر كذلك .
وقد قتل مرة واحدا ضرب بين يديه ، فادعي عليه عند ، فحكم عليه بالقصاص ، ثم فادى عن نفسه بمال جزيل حتى خلص من القتل . القاضي أبي الطيب
محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمروس
أبو الفضل البزار ، انتهت إليه رياسة الفقهاء المالكيين ببغداد ، وكان من القراء المجودين وأهل الحديث المسندين ، مع ابن حبابة والمخلص وابن شاهين ، وقد قبل شهادته أبو عبد الله الدامغاني ، فكان أحد المعدلين .
قطر الندى
ويقال : بدر الدجى ، ويقال : علم . أم الخليفة القائم بأمر الله ، [ ص: 780 ] كانت عجوزا كبيرة ، قد بلغت التسعين سنة ، وكانت أرمنية ، وهي التي احتاجت في زمان البساسيري وألجأتها الحاجة حتى كتبت إليه رقعة تشكو فقرها وحاجتها ، فأجرى عليها رزقا وأخدمها جاريتين ، وهذا كان من أحسن ما صنع ، ثم لم تمت حتى أقر الله عينها بولدها ورجوعه إليها ، واستمر أمرهم على ما كانوا عليه ، ثم توفيت في رجب من هذه السنة ، فحضر ولدها الخليفة جنازتها ، وكانت حافلة جدا ، رحمها الله تعالى ، وأكرم مثواها بمنه وكرمه ، آمين .