[ ص: 152 ] باب :
nindex.php?page=treesubj&link=29283_30641_29282_19154مجادلة المشركين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإقامته الحجة الدامغة عليهم ، واعترافهم في أنفسهم بالحق ، وإن أظهروا المخالفة ; عنادا وحسدا ، وبغيا ، وجحودا
قال
إسحاق بن راهويه : حدثنا
عبد الرزاق عن
معمر عن
أيوب السختياني عن
عكرمة عن
ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=3510085أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رق له ، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه ، فقال : يا عم ، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا . قال : لم ؟ قال : ليعطوكه ، فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله . قال : قد علمت قريش أني أكثرها مالا . قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له . قال : وماذا أقول ؟ فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه ، ولا بقصيده مني ، ولا [ ص: 153 ] بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، ووالله إن لقوله الذي يقوله حلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلو ولا يعلى ، وإنه ليحطم ما تحته . قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه . قال : فدعني حتى أفكر فيه . فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر ; يأثره عن غيره فنزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا الآيات . [ المدثر : 11 - 13 ] هكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن
أبي عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ، عن
إسحاق به . وقد رواه
حماد بن زيد عن
أيوب عن
عكرمة مرسلا . وفيه أنه قرأ عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [ النحل : 90 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن
الأصم عن
أحمد بن عبد الجبار عن
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير عن
محمد بن إسحاق حدثني
محمد بن أبي محمد عن
سعيد بن جبير أو
عكرمة عن
ابن عباس أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ، فقال : إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا [ ص: 154 ] تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قول بعضكم بعضا . فقيل : يا أبا عبد شمس فقل : وأقم لنا رأيا نقوم به . فقال : بل أنتم ، فقولوا وأنا أسمع . فقالوا : نقول : كاهن . فقال : ما هو بكاهن ; فقد رأيت الكهان ، فما هو بزمزمة الكهان . فقالوا : نقول : مجنون . فقال : ما هو بمجنون ، ولقد رأينا الجنون ، وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته . فقال نقول : شاعر . فقال : ما هو بشاعر ، قد عرفنا الشعر برجزه ، وهزجه ، وقريضه ، ومقبوضه ، ومبسوطه ، فما هو بالشعر قالوا فنقول : هو ساحر . قال : ما هو بساحر ، قد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثه ، ولا بعقده . قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ قال : والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لمغدق ، وإن فرعه لجنى ، فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا : ساحر . فتقولوا : هو ساحر يفرق بين المرء وأبيه ، وبين المرء وزوجته ، وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وعشيرته . فتفرقوا عنه بذلك ، فجعلوا يجلسون للناس حتى قدموا الموسم ، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه ، وذكروا لهم أمره ، وأنزل الله في الوليد قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا الآيات . وفي أولئك النفر [ ص: 155 ] قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=91الذين جعلوا القرآن عضين فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون [ الحجر : 91 - 93 ]
قلت : وفي ذلك قال الله تعالى إخبارا عن جهلهم وقلة عقلهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون [ الأنبياء : 5 ] . فحاروا ماذا يقولون فيه ، فكل شيء يقولونه باطل ; لأن من خرج عن الحق مهما قاله أخطأ ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=9انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا [ الفرقان : 9 ]
وقال
الإمام عبد بن حميد في " مسنده " : حدثني
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
علي بن مسهر عن
الأجلح ، هو ابن عبد الله الكندي عن
الذيال بن حرملة الأسدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510087اجتمع قريش يوما ، فقالوا : انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر ، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعاب ديننا ، فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه ، فقالوا : ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة . فقالوا : أنت يا أبا الوليد . فأتاه عتبة فقال : يا محمد أنت خير أم عبد الله ؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال : أنت خير أم عبد المطلب ؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال : إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك ، فقد عبدوا الآلهة التي عبت ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى [ ص: 156 ] نسمع قولك ، إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومه منك ; فرقت جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعبت ديننا ، وفضحتنا في العرب ، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا ، وأن في قريش كاهنا ، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى ، أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى ، أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة ، جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا ، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت ، فلنزوجك عشرا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فرغت ؟ " . قال : نعم . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون إلى أن بلغ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فقال عتبة : حسبك حسبك ، ما عندك غير هذا ؟ قال : " لا " . فرجع إلى قريش ، فقالوا : ما وراءك ؟ قال ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه إلا كلمته . قالوا : فهل أجابك ؟ فقال : نعم . ثم قال : لا والذي نصبها بنية ، ما فهمت شيئا مما قال ، غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود . قالوا : ويلك يكلمك الرجل بالعربية لا تدري ما قال ؟ ! قال : لا والله ، ما فهمت شيئا مما قال ، غير ذكر الصاعقة . [ ص: 157 ] وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن
الأصم عن
عباس الدوري عن
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين عن
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل عن
الأجلح به . وفيه كلام ، وزاد :
وإن كنت إنما بك الرياسة عقدنا ألويتنا لك ، فكنت رأسنا ما بقيت . وعنده : أنه لما قال له : nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود أمسك عتبة على فيه ، وناشده الرحم أن يكف عنه ، ولم يخرج إلى أهله ، واحتبس عنهم . فقال أبو جهل : يا معشر قريش ، والله ما نرى عتبة إلا صبأ إلى محمد ، وأعجبه طعامه ، وما ذاك إلا من حاجة أصابته ، انطلقوا بنا إليه . فأتوه ، فقال أبو جهل : والله يا عتبة ما جئنا إلا أنك صبوت إلى محمد ، وأعجبك أمره ، فإن كان بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمد . فغضب وأقسم بالله لا يكلم محمدا أبدا ، وقال : لقد علمتم أني من أكثر قريش مالا ، ولكني أتيته وقص عليهم القصة فأجابني بشيء والله ما هو بسحر ولا بشعر ولا كهانة ، قرأ بسم الله الرحمن الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تنزيل من الرحمن الرحيم حتى بلغ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود [ فصلت : 113 ] فأمسكت بفيه ، وناشدته الرحم أن يكف ، وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب ، فخفت أن ينزل عليكم العذاب . [ ص: 158 ] ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن
الأصم عن
أحمد بن عبد الجبار عن
يونس عن
محمد بن إسحاق حدثني
يزيد بن أبي زياد مولى بني هاشم عن
محمد بن كعب قال : حدثت أن
عتبة بن ربيعة وكان سيدا حليما قال ذات يوم وهو جالس في نادي
قريش ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وحده في المسجد : يا معشر
قريش ، ألا أقوم إلى هذا فأكلمه فأعرض عليه أمورا ، لعله يقبل بعضها ويكف عنا ؟ قالوا : بلى يا
أبا الوليد . فقام
عتبة حتى جلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فذكر الحديث فيما قال له
عتبة وفيما عرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المال ، والملك ، وغير ذلك . وقال زياد عن
ابن إسحاق :
فقال عتبة : يا معشر قريش ، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه ، وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها ، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيدون ويكثرون فقالوا : بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه . فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا ابن أخي ، إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة ، والمكان في النسب ، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ، فرقت به جماعتهم ، وسفهت [ ص: 159 ] به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني حتى أعرض عليك أمورا تنظر فيها ، لعلك تقبل منها بعضها . قال : فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا الوليد أسمع " . قال : يا ابن أخي ، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا ، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد به شرفا ، سودناك علينا ، حتى لا نقطع أمرا دونك ، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه ، لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا ، حتى نبرئك منه ، فإنه ربما غلب التابع على الرجل ، حتى يداوى منه . أو كما قال له . حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع منه ، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أفرغت يا أبا الوليد ؟ " . قال : نعم . قال : " فاسمع مني " . قال : أفعل . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بسم الله الرحمن الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تنزيل من الرحمن الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها ، فلما سمع بها عتبة أنصت لها ، وألقى بيديه خلفه أو خلف ظهره معتمدا عليهما ; ليسمع منه ، حتى انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السجدة فسجدها ، ثم قال : " سمعت يا أبا الوليد ؟ " . قال : سمعت . قال : " فأنت وذاك " . ثم قام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله ، لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلسوا إليه ، قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال : ورائي أني والله قد سمعت قولا [ ص: 160 ] ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا الكهانة ، يا معشر قريش ، أطيعوني واجعلوها بي ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ، فإن تصبه العرب ، فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب ، فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به ، قالوا : سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه . قال : هذا رأيي لكم ، فاصنعوا ما بدا لكم . ثم ذكر
يونس عن
ابن إسحاق شعرا قاله
أبو طالب يمدح فيه
عتبة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أخبرنا
أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أخبرنا
أبو قتيبة سلمة بن الفضل الآدمي بمكة ، حدثنا
أبو أيوب أحمد بن بشر الطيالسي حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15859داود بن عمرو الضبي حدثنا
المثنى بن زرعة عن
محمد بن إسحاق عن
نافع عن
ابن عمر قال :
لما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عتبة بن ربيعة nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم تنزيل من الرحمن الرحيم أتى أصحابه ، فقال لهم : يا قوم ، أطيعوني في هذا الأمر اليوم ، واعصوني فيما بعده ، فوالله لقد سمعت من هذا الرجل كلاما ما سمعت أذناي كلاما مثله ، وما دريت ما أرد عليه . وهذا حديث غريب جدا من هذا الوجه .
ثم روى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن
الأصم عن
أحمد بن عبد الجبار [ ص: 161 ] عن
يونس عن
ابن إسحاق حدثني
الزهري قال : حدثت
أن أبا جهل وأبا سفيان والأخنس بن شريق خرجوا ليلة ليسمعوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي بالليل في بيته ، فأخذ كل رجل منهم مجلسا ليستمع منه ، وكل لا يعلم بمكان صاحبه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا أصبحوا وطلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فتلاوموا ، وقال بعضهم لبعض : لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا . ثم انصرفوا ، حتى إذا كانت الليلة الثانية ، عاد كل رجل منهم إلى مجلسه ، فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة . ثم انصرفوا ، فلما كانت الليلة الثالثة ، أخذ كل رجل منهم مجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فقالوا : لا نبرح حتى نتعاهد أن لا نعود فتعاهدوا على ذلك ، ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ، ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته ، فقال : أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد . فقال : يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها . فقال الأخنس : وأنا والذي حلفت به . ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته ، فقال : يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال : ماذا سمعت ! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ; أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا على الركب ، وكنا كفرسي رهان ، قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء ، فمتى ندرك هذه ؟ والله لا نسمع به أبدا ، ولا نصدقه . فقام عنه الأخنس بن شريق [ ص: 162 ] ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ أخبرنا
أبو العباس حدثنا
أحمد حدثنا
يونس عن
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن
المغيرة بن شعبة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510092إن أول يوم عرفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني كنت أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة ، إذ لقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي جهل : " يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله ، أدعوك إلى الله " . فقال أبو جهل : يا محمد ، هل أنت منته عن سب آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلغت ، فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك . فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقبل علي فقال : والله إني لأعلم أن ما يقول حق ، ولكن يمنعني شيء ; إن بني قصي ، قالوا : فينا الحجابة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا السقاية . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا الندوة . فقلنا : نعم . ثم قالوا فينا اللواء . فقلنا : نعم . ثم أطعموا وأطعمنا ، حتى إذا تحاكت الركب ، قالوا : منا نبي . والله لا أفعل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا
محمد بن خالد حدثنا
أحمد بن خالد [ ص: 163 ] حدثنا
إسرائيل عن
أبي إسحاق قال :
مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي جهل وأبي سفيان وهما جالسان ، فقال أبو جهل : هذا نبيكم يا بني عبد شمس . قال أبو سفيان : وتعجب أن يكون منا نبي ! فالنبي يكون فيمن أقل منا وأذل . فقال أبو جهل : عجب أن يخرج غلام من بين شيوخ نبيا . ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع فأتاهما ، فقال : " أما أنت يا أبا سفيان فما لله ورسوله غضبت ، ولكنك حميت للأصل ، وأما أنت يا أبا الحكم فوالله لتضحكن قليلا ، ولتبكين كثيرا " . فقال : بئسما تعدني يا ابن أخي من نبوتك . هذا مرسل من هذا الوجه ، وفيه غرابة .
وقول
أبي جهل لعنه الله ، كما قال الله تعالى مخبرا عنه وعن أضرابه :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=41وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا [ الفرقان : 41 - 42 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
هشيم حدثنا
أبو بشر عن
سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510094نزلت هذه الآية ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوار بمكة : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها [ الإسراء : 110 ] . قال : كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فلما سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ، وسبوا من أنزله ، ومن جاء به . قال : فقال الله تعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك ، فيسمع المشركون ، فيسبوا القرآن ، nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن ، حتى يأخذوه عنك nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110وابتغ بين ذلك سبيلا [ ص: 164 ] وهكذا رواه صاحبا " الصحيح " من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11937أبي بشر جعفر بن أبي وحشية به .
وقال
محمد بن إسحاق : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين عن
عكرمة عن
ابن عباس قال :
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جهر بالقرآن ، وهو يصلي ، تفرقوا عنه ، وأبوا أن يستمعوا منه ، وكان الرجل إذا أراد أن يسمع من رسول الله بعض ما يتلو وهو يصلي استرق السمع دونهم ; فرقا منهم ، فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع ، ذهب خشية أذاهم ، فلم يستمع ، فإن خفض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يسمع الذين يستمعون من قراءته شيئا ، فأنزل الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110ولا تجهر بصلاتك فيتفرقوا عنك nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110ولا تخافت بها فلا يسمع من أراد أن يسمعها ممن يسترق ذلك ، لعله يرعوي إلى بعض ما يسمع ، فينتفع به nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110وابتغ بين ذلك سبيلا
[ ص: 152 ] بَابُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29283_30641_29282_19154مُجَادَلَةِ الْمُشْرِكِينَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِقَامَتِهِ الْحُجَّةَ الدَّامِغَةَ عَلَيْهِمْ ، وَاعْتِرَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ بِالْحَقِّ ، وَإِنْ أَظْهَرُوا الْمُخَالِفَةَ ; عِنَادًا وَحَسَدًا ، وَبَغْيًا ، وَجُحُودًا
قَالَ
إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ
مَعْمَرٍ عَنْ
أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ عَنْ
عِكْرِمَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=3510085أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلٍ فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا عَمِّ ، إِنَّ قَوْمَكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالًا . قَالَ : لِمَ ؟ قَالَ : لِيُعْطُوكَهُ ، فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا لِتَعْرِضَ لِمَا قِبَلَهُ . قَالَ : قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي أَكْثَرُهَا مَالًا . قَالَ : فَقُلْ فِيهِ قَوْلًا يَبْلُغُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لَهُ . قَالَ : وَمَاذَا أَقُولُ ؟ فَوَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمُ بِالْأَشْعَارِ مِنِّي ، وَلَا أَعْلَمُ بِرَجَزِهِ ، وَلَا بِقَصِيدِهِ مِنِّي ، وَلَا [ ص: 153 ] بِأَشْعَارِ الْجِنِّ ، وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا ، وَوَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُهُ حَلَاوَةً ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً ، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلَاهُ ، مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُوَ وَلَا يُعْلَى ، وَإِنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَهُ . قَالَ : لَا يَرْضَى عَنْكَ قَوْمُكَ حَتَّى تَقُولَ فِيهِ . قَالَ : فَدَعْنِي حَتَّى أُفَكِّرَ فِيهِ . فَلَمَّا فَكَّرَ قَالَ : هَذَا سِحْرٌ يُؤْثِرُ ; يَأْثُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ فَنَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا الْآيَاتِ . [ الْمُدَّثِّرِ : 11 - 13 ] هَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمِ عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيِّ بِمَكَّةَ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بِهِ . وَقَدْ رَوَاهُ
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ
أَيُّوبَ عَنْ
عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا . وَفِيهِ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [ النَّحْلِ : 90 ]
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ : عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمِ عَنِ
الْأَصَمِّ عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17416يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَوْ
عِكْرِمَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ اجْتَمَعَ وَنَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَكَانَ ذَا سِنٍّ فِيهِمْ ، وَقَدْ حَضَرَ الْمَوْسِمُ ، فَقَالَ : إِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ سَتَقْدَمُ عَلَيْكُمْ فِيهِ ، وَقَدْ سَمِعُوا بِأَمْرِ صَاحِبِكُمْ هَذَا ، فَأَجْمِعُوا فِيهِ رَأْيًا وَاحِدًا وَلَا [ ص: 154 ] تَخْتَلِفُوا فَيُكَذِّبُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ، وَيَرُدُّ قَوْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا . فَقِيلَ : يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ فَقُلْ : وَأَقِمْ لَنَا رَأَيَا نَقُومُ بِهِ . فَقَالَ : بَلْ أَنْتُمْ ، فَقُولُوا وَأَنَا أَسْمَعُ . فَقَالُوا : نَقُولُ : كَاهِنٌ . فَقَالَ : مَا هُوَ بِكَاهِنٍ ; فَقَدْ رَأَيْتُ الْكُهَّانَ ، فَمَا هُوَ بِزَمْزَمَةِ الْكُهَّانِ . فَقَالُوا : نَقُولُ : مَجْنُونٌ . فَقَالَ : مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ ، وَلَقَدْ رَأَيْنَا الْجُنُونَ ، وَعَرَفْنَاهُ فَمَا هُوَ بِخَنْقِهِ وَلَا تَخَالُجِهِ وَلَا وَسْوَسَتِهِ . فَقَالَ نَقُولُ : شَاعِرٌ . فَقَالَ : مَا هُوَ بِشَاعِرٍ ، قَدْ عَرَفْنَا الشِّعْرَ بِرَجَزِهِ ، وَهَزَجِهِ ، وَقَرِيضِهِ ، وَمَقْبُوضِهِ ، وَمَبْسُوطِهِ ، فَمَا هُوَ بِالشِّعْرِ قَالُوا فَنَقُولُ : هُوَ سَاحِرٌ . قَالَ : مَا هُوَ بِسَاحِرٍ ، قَدْ رَأَيْنَا السُّحَّارَ وَسِحْرَهُمْ ، فَمَا هُوَ بِنَفْثِهِ ، وَلَا بِعَقْدِهِ . قَالُوا : فَمَا نَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ لَحَلَاوَةً ، وَإِنَّ أَصْلَهُ لَمُغْدِقٌ ، وَإِنَّ فَرْعَهُ لَجَنًى ، فَمَا أَنْتُمْ بِقَائِلِينَ مِنْ هَذَا شَيْئًا إِلَّا عُرِفَ أَنَّهُ بَاطِلٌ ، وَإِنَّ أَقْرَبَ الْقَوْلِ لَأَنْ تَقُولُوا : سَاحِرٌ . فَتَقُولُوا : هُوَ سَاحِرٌ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَأَبِيهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجَتِهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَأَخِيهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَعَشِيرَتِهِ . فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ بِذَلِكَ ، فَجَعَلُوا يَجْلِسُونَ لِلنَّاسِ حَتَّى قَدِمُوا الْمَوْسِمَ ، لَا يَمُرُّ بِهِمْ أَحَدٌ إِلَّا حَذَّرُوهُ إِيَّاهُ ، وَذَكَرُوا لَهُمْ أَمَرَهُ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي الْوَلِيدِ قَوْلَهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا الْآيَاتِ . وَفِي أُولَئِكَ النَّفَرِ [ ص: 155 ] قَوْلَهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=91الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [ الْحِجْرِ : 91 - 93 ]
قُلْتُ : وَفِي ذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِخْبَارًا عَنْ جَهْلِهِمْ وَقِلَّةِ عَقْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 5 ] . فَحَارُوا مَاذَا يَقُولُونَ فِيهِ ، فَكُلُّ شَيْءٍ يَقُولُونَهُ بَاطِلٌ ; لِأَنَّ مَنْ خَرَجَ عَنِ الْحَقِّ مَهْمَا قَالَهُ أَخْطَأَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=9انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا [ الْفَرْقَانِ : 9 ]
وَقَالَ
الْإِمَامُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي " مُسْنَدِهِ " : حَدَّثَنِي
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ
الْأَجْلَحِ ، هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ عَنِ
الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْأَسَدِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510087اجْتَمَعَ قُرَيْشٌ يَوْمًا ، فَقَالُوا : انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ وَالْكِهَانَةِ وَالشِّعْرِ ، فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا ، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا ، وَعَابَ دِينَنَا ، فَلْيُكَلِّمْهُ وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : مَا نَعْلَمُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ . فَقَالُوا : أَنْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ . فَأَتَاهُ عُتْبَةُ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . فَقَالَ : أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنْكَ ، فَقَدْ عَبَدُوا الْآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَ ، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ فَتَكَلَّمْ حَتَّى [ ص: 156 ] نَسْمَعَ قَوْلَكَ ، إِنَّا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْكَ ; فَرَّقْتَ جَمَاعَتَنَا ، وَشَتَّتَّ أَمْرَنَا ، وَعِبْتَ دِينَنَا ، وَفَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ ، حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِي قُرَيْشٍ سَاحِرًا ، وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا ، وَاللَّهِ مَا نَنْتَظِرُ إِلَّا مِثْلَ صَيْحَةِ الْحُبْلَى ، أَنْ يَقُومَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ حَتَّى نَتَفَانَى ، أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ ، جَمَعْنَا لَكَ حَتَّى تَكُونَ أَغْنَى قُرَيْشٍ رَجُلًا ، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْبَاءَةُ فَاخْتَرْ أَيَّ نِسَاءِ قُرَيْشٍ شِئْتَ ، فَلْنُزَوِّجْكَ عَشْرًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " فَرَغْتَ ؟ " . قَالَ : نَعَمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ إِلَى أَنْ بَلَغَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ فَقَالَ عُتْبَةُ : حَسْبُكَ حَسْبُكَ ، مَا عِنْدَكَ غَيْرَ هَذَا ؟ قَالَ : " لَا " . فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا : مَا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّكُمْ تُكَلِّمُونَهُ إِلَّا كَلَّمْتُهُ . قَالُوا : فَهَلْ أَجَابَكَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ . ثُمَّ قَالَ : لَا وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنِيَّةً ، مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ ، غَيْرَ أَنَّهُ أَنْذَرَكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ . قَالُوا : وَيْلَكَ يُكَلِّمُكَ الرَّجُلُ بِالْعَرَبِيَّةِ لَا تَدْرِي مَا قَالَ ؟ ! قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ ، غَيْرَ ذِكْرِ الصَّاعِقَةِ . [ ص: 157 ] وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمِ عَنِ
الْأَصَمِّ عَنْ
عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17011مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ عَنِ
الْأَجْلَحِ بِهِ . وَفِيهِ كَلَامٌ ، وَزَادَ :
وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا بِكَ الرِّيَاسَةُ عَقَدْنَا أَلْوِيَتَنَا لَكَ ، فَكُنْتَ رَأْسَنَا مَا بَقِيتَ . وَعِنْدَهُ : أَنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ أَمْسَكَ عُتْبَةُ عَلَى فِيهِ ، وَنَاشَدَهُ الرَّحِمَ أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ ، وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى أَهْلِهِ ، وَاحْتَبَسَ عَنْهُمْ . فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، وَاللَّهِ مَا نَرَى عُتْبَةَ إِلَّا صَبَأَ إِلَى مُحَمَّدٍ ، وَأَعْجَبَهُ طَعَامُهُ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ حَاجَةٍ أَصَابَتْهُ ، انْطَلِقُوا بِنَا إِلَيْهِ . فَأَتَوْهُ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : وَاللَّهِ يَا عُتْبَةُ مَا جِئْنَا إِلَّا أَنَّكَ صَبَوْتَ إِلَى مُحَمَّدٍ ، وَأَعْجَبَكَ أَمْرُهُ ، فَإِنْ كَانَ بِكَ حَاجَةٌ جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا يُغْنِيكَ عَنْ طَعَامِ مُحَمَّدٍ . فَغَضِبَ وَأَقْسَمَ بِاللَّهِ لَا يُكَلِّمُ مُحَمَّدًا أَبَدًا ، وَقَالَ : لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالًا ، وَلَكِنِّي أَتَيْتُهُ وَقَصَّ عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ فَأَجَابَنِي بِشَيْءٍ وَاللَّهِ مَا هُوَ بِسِحْرٍ وَلَا بِشِعْرٍ وَلَا كِهَانَةٍ ، قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حَتَّى بَلَغَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ [ فُصِّلَتْ : 113 ] فَأَمْسَكْتُ بِفِيهِ ، وَنَاشَدْتُهُ الرَّحِمَ أَنْ يَكُفَّ ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا إِذَا قَالَ شَيْئًا لَمْ يَكْذِبْ ، فَخِفْتُ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ . [ ص: 158 ] ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمِ عَنِ
الْأَصَمِّ عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ
يُونُسَ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي
يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : حُدِّثْتُ أَنَّ
عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَكَانَ سَيِّدًا حَلِيمًا قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ جَالِسٌ فِي نَادِي
قُرَيْشٍ ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ وَحْدَهُ فِي الْمَسْجِدِ : يَا مَعْشَرَ
قُرَيْشٍ ، أَلَا أَقُومُ إِلَى هَذَا فَأُكَلِّمُهُ فَأَعْرِضُ عَلَيْهِ أُمُورًا ، لَعَلَّهُ يَقْبَلُ بَعْضَهَا وَيَكُفُّ عَنَّا ؟ قَالُوا : بَلَى يَا
أَبَا الْوَلِيدِ . فَقَامَ
عُتْبَةُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِيمَا قَالَ لَهُ
عُتْبَةُ وَفِيمَا عَرَضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْمَالِ ، وَالْمُلْكِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ . وَقَالَ زِيَادٌ عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ :
فَقَالَ عُتْبَةُ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، أَلَا أَقُومُ إِلَى مُحَمَّدٍ فَأُكَلِّمُهُ ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ أُمُورًا لَعَلَّهُ يَقْبَلُ بَعْضَهَا ، فَنُعْطِيهِ أَيُّهَا شَاءَ وَيَكُفُّ عَنَّا وَذَلِكَ حِينَ أَسْلَمَ حَمْزَةُ وَرَأَوْا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَزِيدُونَ وَيَكْثُرُونَ فَقَالُوا : بَلَى يَا أَبَا الْوَلِيدِ فَقُمْ إِلَيْهِ فَكَلِّمْهُ . فَقَامَ إِلَيْهِ عُتْبَةُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنَّكَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ مِنَ السِّطَةِ فِي الْعَشِيرَةِ ، وَالْمَكَانِ فِي النَّسَبِ ، وَإِنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ قَوْمَكَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ ، فَرَّقْتَ بِهِ جَمَاعَتَهُمْ ، وَسَفَّهْتَ [ ص: 159 ] بِهِ أَحْلَامَهُمْ ، وَعِبْتَ بِهِ آلِهَتَهُمْ وَدِينَهُمْ ، وَكَفَّرْتَ بِهِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ ، فَاسْمَعْ مِنِّي حَتَّى أَعْرِضَ عَلَيْكَ أُمُورًا تَنْظُرُ فِيهَا ، لَعَلَّكَ تَقْبَلُ مِنْهَا بَعْضَهَا . قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " يَا أَبَا الْوَلِيدِ أَسْمَعُ " . قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَالًا ، جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالًا ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ شَرَفًا ، سَوَّدْنَاكَ عَلَيْنَا ، حَتَّى لَا نَقْطَعَ أَمْرًا دُونَكَ ، وَإِنْ كُنْتُ تُرِيدُ بِهِ مُلْكًا مَلَّكْنَاكَ عَلَيْنَا ، وَإِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي يَأْتِيكَ رَئِيًّا تَرَاهُ ، لَا تَسْتَطِيعُ رَدَّهُ عَنْ نَفْسِكَ طَلَبْنَا لَكَ الطِّبَّ ، وَبَذَلْنَا فِيهِ أَمْوَالَنَا ، حَتَّى نُبْرِئَكَ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ رُبَّمَا غَلَبَ التَّابِعُ عَلَى الرَّجُلِ ، حَتَّى يُدَاوَى مِنْهُ . أَوْ كَمَا قَالَ لَهُ . حَتَّى إِذَا فَرَغَ عُتْبَةُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَمِعُ مِنْهُ ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَفَرَغْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ ؟ " . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : " فَاسْمَعْ مِنِّي " . قَالَ : أَفْعَلُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَؤُهَا ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهَا عُتْبَةُ أَنْصَتَ لَهَا ، وَأَلْقَى بِيَدَيْهِ خَلْفَهُ أَوْ خَلْفَ ظَهْرِهِ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِمَا ; لِيَسْمَعَ مِنْهُ ، حَتَّى انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى السَّجْدَةِ فَسَجَدَهَا ، ثُمَّ قَالَ : " سَمِعْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ ؟ " . قَالَ : سَمِعْتُ . قَالَ : " فَأَنْتَ وَذَاكَ " . ثُمَّ قَامَ عُتْبَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : نَحْلِفُ بِاللَّهِ ، لَقَدْ جَاءَكُمْ أَبُو الْوَلِيدِ بِغَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي ذَهَبَ بِهِ . فَلَمَّا جَلَسُوا إِلَيْهِ ، قَالُوا : مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ ؟ قَالَ : وَرَائِي أَنِّي وَاللَّهِ قَدْ سَمِعْتُ قَوْلًا [ ص: 160 ] مَا سَمِعْتُ مِثْلَهُ قَطُّ ، وَاللَّهِ مَا هُوَ بِالشِّعْرِ ، وَلَا الْكِهَانَةِ ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، أَطِيعُونِي وَاجْعَلُوهَا بِي ، خَلُّوا بَيْنَ هَذَا الرَّجُلِ وَبَيْنَ مَا هُوَ فِيهِ وَاعْتَزِلُوهُ ، فَوَاللَّهِ لَيَكُونَنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي سَمِعْتُ نَبَأً ، فَإِنْ تُصِبْهُ الْعَرَبُ ، فَقَدْ كُفِيتُمُوهُ بِغَيْرِكُمْ ، وَإِنْ يَظْهَرْ عَلَى الْعَرَبِ ، فَمُلْكُهُ مُلْكُكُمْ ، وَعِزُّهُ عِزُّكُمْ ، وَكُنْتُمْ أَسْعَدَ النَّاسِ بِهِ ، قَالُوا : سَحَرَكَ وَاللَّهِ يَا أَبَا الْوَلِيدِ بِلِسَانِهِ . قَالَ : هَذَا رَأْيِي لَكُمْ ، فَاصْنَعُوا مَا بَدَا لَكُمْ . ثُمَّ ذَكَرَ
يُونُسُ عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ شِعْرًا قَالَهُ
أَبُو طَالِبٍ يَمْدَحُ فِيهِ
عُتْبَةَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ : أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ أَخْبَرَنَا
أَبُو قُتَيْبَةَ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الْآدَمِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أَيُّوبَ أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15859دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا
الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ
نَافِعٍ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
لَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَتَى أَصْحَابَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ : يَا قَوْمِ ، أَطِيعُونِي فِي هَذَا الْأَمْرِ الْيَوْمَ ، وَاعْصُونِي فِيمَا بَعْدَهُ ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ كَلَامًا مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ كَلَامًا مِثْلَهُ ، وَمَا دَرَيْتُ مَا أَرُدُّ عَلَيْهِ . وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
ثُمَّ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمِ عَنِ
الْأَصَمِّ عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ [ ص: 161 ] عَنْ
يُونُسَ عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي
الزُّهْرِيُّ قَالَ : حُدِّثْتُ
أَنَّ أَبَا جَهْلٍ وَأَبَا سُفْيَانَ وَالْأَخْنَسَ بْنَ شَرِيقٍ خَرَجُوا لَيْلَةً لِيَسْمَعُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ فِي بَيْتِهِ ، فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَجْلِسًا لِيَسْتَمِعَ مِنْهُ ، وَكُلٌّ لَا يَعْلَمُ بِمَكَانِ صَاحِبِهِ ، فَبَاتُوا يَسْتَمِعُونَ لَهُ ، حَتَّى إِذَا أَصْبَحُوا وَطَلَعَ الْفَجْرُ تَفَرَّقُوا ، فَجَمَعَهُمُ الطَّرِيقُ ، فَتَلَاوَمُوا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : لَا تَعُودُوا فَلَوْ رَآكُمْ بَعْضُ سُفَهَائِكُمْ لَأَوْقَعْتُمْ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا . ثُمَّ انْصَرَفُوا ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ ، عَادَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى مَجْلِسِهِ ، فَبَاتُوا يَسْتَمِعُونَ لَهُ حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ تَفَرَّقُوا ، فَجَمَعَهُمُ الطَّرِيقُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مِثْلَ مَا قَالُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ . ثُمَّ انْصَرَفُوا ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ ، أَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَجْلِسَهُ ، فَبَاتُوا يَسْتَمِعُونَ لَهُ ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ تَفَرَّقُوا ، فَجَمَعَهُمُ الطَّرِيقُ ، فَقَالُوا : لَا نَبْرَحُ حَتَّى نَتَعَاهَدَ أَنْ لَا نَعُودَ فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا فَلَمَّا أَصْبَحَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ أَخَذَ عَصَاهُ ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَانَ فِي بَيْتِهِ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي يَا أَبَا حَنْظَلَةَ عَنْ رَأْيِكَ فِيمَا سَمِعْتَ مِنْ مُحَمَّدٍ . فَقَالَ : يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ أَشْيَاءَ أَعْرِفُهَا وَأَعْرِفُ مَا يُرَادُ بِهَا . فَقَالَ الْأَخْنَسُ : وَأَنَا وَالَّذِي حَلَفْتَ بِهِ . ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى أَتَى أَبَا جَهْلٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَيْتَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْحَكَمِ مَا رَأْيُكَ فِيمَا سَمِعْتَ مِنْ مُحَمَّدٍ ؟ فَقَالَ : مَاذَا سَمِعْتُ ! تَنَازَعْنَا نَحْنُ وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ الشَّرَفَ ; أَطْعَمُوا فَأَطْعَمْنَا ، وَحَمَلُوا فَحَمَلْنَا ، وَأَعْطَوْا فَأَعْطَيْنَا ، حَتَّى إِذَا تَجَاثَيْنَا عَلَى الرُّكَبِ ، وَكُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ ، قَالُوا : مِنَّا نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ ، فَمَتَى نُدْرِكُ هَذِهِ ؟ وَاللَّهِ لَا نَسْمَعُ بِهِ أَبَدًا ، وَلَا نُصَدِّقُهُ . فَقَامَ عَنْهُ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ [ ص: 162 ] ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ : أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ حَدَّثَنَا
يُونُسُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17241هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510092إِنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنِّي كُنْتُ أَمْشِي أَنَا وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ مَكَّةَ ، إِذْ لَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَبِي جَهْلٍ : " يَا أَبَا الْحَكَمِ هَلُمَّ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ، أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ " . فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلْ أَنْتَ مُنْتَهٍ عَنْ سَبِّ آلِهَتِنَا ؟ هَلْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ نَشْهَدَ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ ؟ فَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنَّ قَدْ بَلَّغْتَ ، فَوَاللَّهِ لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ مَا تَقُولُ حَقٌّ لَاتَّبَعْتُكَ . فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَقْبَلَ عَلِيٌّ فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ مَا يَقُولُ حَقٌّ ، وَلَكِنْ يَمْنَعُنِي شَيْءٌ ; إِنَّ بَنِي قُصَيٍّ ، قَالُوا : فِينَا الْحِجَابَةُ . فَقُلْنَا : نَعَمْ . ثُمَّ قَالُوا : فِينَا السِّقَايَةُ . فَقُلْنَا : نَعَمْ . ثُمَّ قَالُوا : فِينَا النَّدْوَةُ . فَقُلْنَا : نَعَمْ . ثُمَّ قَالُوا فِينَا اللِّوَاءُ . فَقُلْنَا : نَعَمْ . ثُمَّ أَطْعَمُوا وَأَطْعَمْنَا ، حَتَّى إِذَا تَحَاكَّتِ الرُّكَبُ ، قَالُوا : مِنَّا نَبِيٌّ . وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ : أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ قَالَا : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ [ ص: 163 ] حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ :
مَرَّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أَبِي جَهْلٍ وَأَبِي سُفْيَانَ وَهُمَا جَالِسَانِ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : هَذَا نَبِيُّكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ . قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَتَعْجَبُ أَنْ يَكُونَ مِنَّا نَبِيٌّ ! فَالنَّبِيُّ يَكُونُ فِيمَنْ أَقَلُّ مِنَّا وَأَذَلُّ . فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : عَجَبٌ أَنْ يَخْرُجَ غُلَامٌ مِنْ بَيْنِ شُيُوخٍ نَبِيًّا . وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْمَعُ فَأَتَاهُمَا ، فَقَالَ : " أَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا سُفْيَانَ فَمَا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ غَضِبْتَ ، وَلَكِنَّكَ حَمِيتَ لِلْأَصْلِ ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا الْحَكَمِ فَوَاللَّهِ لَتَضْحَكَنَّ قَلِيلًا ، وَلَتَبْكِيَنَّ كَثِيرًا " . فَقَالَ : بِئْسَمَا تَعِدُنِي يَا ابْنَ أَخِي مِنْ نُبُوَّتِكَ . هَذَا مُرْسَلٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَفِيهِ غَرَابَةٌ .
وَقَوْلُ
أَبِي جَهْلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْهُ وَعَنْ أَضِرَابِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=41وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا [ الْفَرْقَانِ : 41 - 42 ]
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا
أَبُو بِشْرٍ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510094نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا [ الْإِسْرَاءِ : 110 ] . قَالَ : كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ ، وَسَبُّوا مَنْ أَنْزَلَهُ ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ . قَالَ : فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ أَيْ بِقِرَاءَتِكَ ، فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ ، فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ ، nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110وَلَا تُخَافِتْ بِهَا عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمُ الْقُرْآنَ ، حَتَّى يَأْخُذُوهُ عَنْكَ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا [ ص: 164 ] وَهَكَذَا رَوَاهُ صَاحِبَا " الصَّحِيحِ " مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11937أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ بِهِ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15855دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَنْ
عِكْرِمَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا جَهَرَ بِالْقُرْآنِ ، وَهُوَ يُصَلِّي ، تَفَرَّقُوا عَنْهُ ، وَأَبَوْا أَنْ يَسْتَمِعُوا مِنْهُ ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ بَعْضَ مَا يَتْلُو وَهُوَ يُصَلِّي اسْتَرَقَ السَّمْعَ دُونَهُمْ ; فَرَقًا مِنْهُمْ ، فَإِنْ رَأَى أَنَّهُمْ قَدْ عَرَفُوا أَنَّهُ يَسْتَمِعُ ، ذَهَبَ خَشْيَةَ أَذَاهُمْ ، فَلَمْ يَسْتَمِعْ ، فَإِنْ خَفَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَسْمَعِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ مِنْ قِرَاءَتِهِ شَيْئًا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ فَيَتَفَرَّقُوا عَنْكَ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110وَلَا تُخَافِتْ بِهَا فَلَا يَسْمَعُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا مِمَّنْ يَسْتَرِقُ ذَلِكَ ، لَعَلَّهُ يَرْعَوِي إِلَى بَعْضِ مَا يَسْمَعُ ، فَيَنْتَفِعُ بِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا