ولاية الملك المظفر قطز
وفيها قبض الأمير سيف الدين قطز على ابن أستاذه نور الدين علي الملقب بالمنصور ، وذلك في غيبة أكثر الأمراء من مماليك أبيه وغيرهم في الصيد ، فأمسكه وسيره مع أمه وابنيه وإخوته إلى بلاد الأشكري ، وتسلطن هو ، وسمى نفسه بالملك المظفر ، وكان هذا من رحمة الله تعالى بالمسلمين ، فإنه الذي يسرالله على يديه كسرة التتار كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى . وهذا الذي اعتذر به إلى ابن العديم فإنه قال : لابد للناس من سلطان قاهر يقاتل التتار ، وهذا صبي صغير لا يعرف تدبير المملكة .
وفيها برز الملك الناصر صاحب دمشق إلى وطأة برزة في جحافل كثيرة من [ ص: 389 ] الجيش والمطوعة والأعراب وغيرهم ، ولما علم ضعفهم عن مقاومة المغول ، ارفض ذلك الجمع ، ولم يصبر لا هو ولا هم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .