وممن توفي فيها من الأعيان :
الشيخ طالب الرفاعي بقصر حجاج ، وله زاوية مشهورة به ، وكان يزور بعض المريدين فمات .
القاضي الإمام عز الدين أبو المفاخر محمد بن شرف الدين عبد القادر بن عفيف الدين عبد الخالق بن خليل الأنصاري الدمشقي
ولي قضاء القضاة بدمشق مرتين ، عزل به ابن خلكان ثم عزل بابن خلكان ، ثم عزل ابن خلكان به ثانية ، ثم عزل وسجن وولي بعده بهاء الدين بن الزكي ، وبقي معزولا إلى أن توفي ببستانه في تاسع ربيع الأول ، وصلي عليه بسوق الخيل ، ودفن بسفح قاسيون ، وكان مولده سنة ثمان وعشرين وستمائة ، وكان مشكور [ ص: 595 ] السيرة ، له عقل وتدبير واعتقاد كثير في الصالحين ، وقد سمع الحديث ، وخرج له ابن بلبان مشيخة قرأها ابن جعوان عليه ، ودرس بعده بالعذراوية الشيخ زين الدين عمر بن مكي بن المرحل وكيل بيت المال ، ودرس ابنه محيي الدين أحمد بالعمادية وزاوية الكلاسة من جامع دمشق ثم توفي ابنه أحمد هذا بعده في يوم الأربعاء ثامن رجب ، فدرس بالدماغية والعمادية الشيخ زين الدين ابن الفارقي شيخ دار الحديث ، نيابة عن أولاد القاضي عز الدين بن الصائغ بدر الدين وعلاء الدين .
وفيها توفي :
أبي الحسن إسماعيل بن الملك العادل الملك السعيد فتح الدين عبد الملك بن الملك الصالح
وهو والد الملك الكامل ناصر الدين محمد ، في ليلة الاثنين ثالث رمضان ودفن من الغد بتربة أم الصالح ، وكان من خيار الأمراء محترما كبيرا رئيسا ، روى " الموطأ " عن يحيى بن بكير ، عن مكرم بن أبي الصقر ، وسمع ابن اللتي وغيره .
القاضي نجم الدين عمر بن نصر بن منصور البيساني الشافعي
توفي في شوال منها ، وكان فاضلا ، ولي قضاء زرع ، ثم قضاء حلب ، ثم ناب في دمشق ، ودرس بالرواحية ، وباشرها بعده شمس الدين عبد الرحمن بن نوح [ ص: 596 ] المقدسي يوم عاشر شوال .
وفي هذا اليوم توفي بحماة ملكها
بن شاهنشاه بن أيوب الملك المنصور ناصر الدين محمد بن محمود بن عمر
ولد سنة ثنتين وثلاثين وستمائة ، وتملك حماة سنة ثنتين وأربعين وله عشر سنين ، فمكث في الملك أزيد من أربعين سنة ، وكان له بر وصدقات ، وقد أعتق في مرض موته خلقا من الأرقاء ، وقام في الملك بعده ولده الملك المظفر بتقليد الملك المنصور له بذلك .
القاضي جمال الدين أبو يعقوب يوسف بن عبد الله بن عمر الزواوي قاضي قضاة المالكية ، ومدرسهم بعد القاضي زين الدين الزواوي الذي عزل نفسه ، وقد كان ينوب عنه ، فاستقل بعده بالحكم ، توفي في الخامس من ذي القعدة وهو في طريق الحجاز ، وكان عالما فاضلا ، قليل التكليف والتكلف ، وقد شغر المنصب بعده ثلاث سنين ، ودرس بعده للمالكية الشيخ جمال الدين الشريشي ، وبعده أبو إسحاق اللوري ، وبعده بدر الدين أبو بكر التونسي ، ثم لما وصل القاضي جمال الدين بن سليمان حاكما درس بالمدارس . والله سبحانه أعلم .