وممن توفي فيها من الأعيان :
الملك الأشرف خليل بن قلاوون المنصور ، وبيدرا ، [ ص: 668 ] والشجاعي ، وشمس الدين بن السلعوس
الشيخ الإمام العلامة ، تاج الدين موسى بن محمد بن مسعود المراغي المعروف بأبي الجواب الشافعي
درس بالإقبالية وغيرها ، وكان من فضلاء الشافعية ، له يد في الفقه والأصول والنحو ، وفهم جيد ، توفي فجأة يوم السبت ودفن بمقابر باب الصغير ، وقد جاوز السبعين .
أبي بكر بن أيوب الخاتون مؤنسة بنت السلطان العادل
وتعرف بالدار القطبية ، وبدار إقبال ، ولدت سنة ثلاث وستمائة ، وروت بالإجازة عن عفيفة الفارفانية ، وعن عين الشمس بنت أحمد بن أبي الفرج الثقفية ، توفيت في ربيع الآخر بالقاهرة ، ودفنت بباب زويلة .
الصاحب الوزير فخر الدين ، المصري أبو إسحاق إبراهيم بن لقمان بن أحمد بن محمد الشيباني
رأس الموقعين ، وأستاذ الوزراء المشهورين ، ولد [ ص: 669 ] سنة ثنتي عشرة وستمائة ، وروى الحديث ، توفي في آخر جمادى الآخرة في القاهرة .
الملك الحافظ غياث الدين بن الملك الأمجد بهرام شاه بن المعز عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب محمد بن الملك السعيد معين الدين شاهنشاه
وكان فاضلا بارعا ، سمع الحديث ، وروى " " وكان يحب العلماء والفقراء ، توفي يوم الجمعة سادس شعبان ، ودفن عند جده لأمه البخاري ابن المقدم ، ظاهر باب الفراديس .
قاضي القضاة ، أبو عبد الله محمد بن قاضي القضاة شمس الدين أبي العباس أحمد بن خليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى بن محمد الشافعي شهاب الدين بن الخويي
أصلهم من خوي ، اشتغل وحصل علوما كثيرة ، وصنف كتبا كثيرة ، منها كتاب فيه عشرون فنا ، وله " نظم علوم الحديث " و " كفاية المتحفظ " وغير ذلك ، وقد سمع الحديث الكثير ، وكان محبا له ولأهله ، وقد درس وهو صغير بالدماغية ، ثم ولي قضاء القدس ثم المحلة ، ثم بهسنا ، ثم ولي قضاء حلب ، ثم عاد إلى المحلة ، ثم ولي قضاء القاهرة ، ثم قدم على قضاء الشام [ ص: 670 ] مع تدريس العادلية والغزالية وغيرهما ، وكان من حسنات الزمان وأكابر العلماء الأعلام ، عفيفا نزها بارعا محبا للحديث وعلمه وعلمائه ، وقد خرج له شيخنا الحافظ المزي أربعين حديثا متباينة الإسناد ، وخرج له تقي الدين بن عتبة الإسعردي مشيخة على حروف المعجم ، اشتملت على مائتين وستة وثلاثين شيخا . قال البرزالي : وله نحو ثلاثمائة شيخ لم يذكروا في هذا المعجم . توفي يوم الخميس الخامس والعشرين من رمضان ، عن سبع وستين سنة ، وصلي عليه ودفن من يومه بتربة والده بسفح قاسيون ، رحمه الله تعالى .
علاء الدين الأعمى الأمير
ناظر القدس وباني كثيرا من معالمه اليوم ، وهو الأمير الكبير علاء الدين أيدكين بن عبد الله الصالحي النجمي ، كان من أكابر الأمراء ، فلما أضر أقام بالقدس الشريف وولي نظره ، فعمره وثمره ، وكان مهيبا لا تخالف مراسيمه ، وهو الذي بنى المطهرة قريبا من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فانتفع الناس بها في الوضوء وغيره ، ووجد بها الناس تيسيرا ، وأنشأ بالقدس ربطا كثيرة ، وآثارا حسنة ، وكان يباشر الأمور بنفسه ، وله حرمة وافرة ، توفي في شوال منها .
الوزير شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الرجال التنوخي
المعروف بابن السلعوس ، وزير الملك الأشرف ، مات تحت الضرب الذي جاوز ألف [ ص: 671 ] مقرعة ، في عاشر صفر من هذه السنة ودفن بالقرافة ، وقيل : إنه نقل إلى الشام بعد ذلك . وكان ابتداء أمره تاجرا ، ثم ولي الحسبة بدمشق بسفارة تقي الدين توبة ، ثم كان يعامل الملك الأشرف قبل السلطنة ، فظهر منه على عدل وصدق ، فلما ملك بعد أبيه المنصور استدعاه من الحج فولاه الوزارة ، وكان يتعاظم على أكابر الأمراء ، ويسميهم بأسمائهم ، ولا يقوم لهم ، فلما قتل أستاذه الأشرف تسلموه بالضرب والإهانة وأخذ الأموال ، حتى أعدموه حياته وصبروه ، وأسكنوه الثرى بعد أن كان عند نفسه قد بلغ الثريا ، ولكن حقا على الله أنه ما رفع شيئا إلا وضعه .